تحريفٌ
عجيبٌ جداً عند الطبراني في بعض كتبه.
بقلم: خالد الحايك.
أخرج
الطبراني في كتاب ((الدعاء)) (ص124)، وفي ((المعجم الأوسط)) (4/288) قال: حدثنا
العباس بن الفضل الأسفاطي، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جويرية أبو
محمد مولى بلال بن أبي بردة -وكان حماد بن زيد يروي عنه- قال: سمعت سالماً البناني
يقول: حدثني مولاي أبو هانئ، عن أم هانئ -رضي الله عنها- قالت: دخل عليّ رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، علمني عملاً أعمله وأنا جالسة فقد شق عليّ
القيام، فقال: ((يا أم هانئ))، فقلت: لبيك يا رسول الله. قال: سبحي فذكر نحوه.
قال
الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سالم البُناني إلا جويرية أبو محمد، وهو
جويرية بن بشير، تفرد به موسى بن إسماعيل".
قلت:
وقع للطبراني في هذا الإسناد تحريفٌ عجيبٌ جداً! وهذا الحديث قد رواه البخاري في
((التاريخ الكبير)) (2/254) عن موسى قال: حدثنا جرثومة، قال: سمعت ثابتاً قال:
حدثني مولى أم هانئ، عن أم هانئ: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لها.
والصواب
في إسناد الطبراني هو: موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا جرثومة أبو محمد مولى بلال بن
أبي بردة -وكان حماد بن زيد يروي عنه- قال: سمعت ثابتاً البناني يقول: حدثني مولى
أم هانئ، عن أم هانئ.
فتحرف
"جرثومة" إلى جويرية فظنه الطبراني ابن بشير لأن موسى بن إسماعيل يروي
عنه أيضاً. وتحرف "ثابت" إلى "سالم"، و "مولى أم
هانئ" إلى "مولاي أبو هانئ"، وعلى هذا التحريف بنى الطبراني قوله
في هذا الحديث، ولا يصح! فلا وجود لسالم البناني. والحمد لله على نعمه الكثيرة
حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملئ السموات وملئ الأرض.
قال
محقق كتاب ((الدعاء)) (طبعة البشائر الإسلامية) الدكتور محمد سعيد البخاري
(1/310): "سالم البناني: لم أقف عليه". و (1/770): "أبو هانئ عن أم
هانئ (329، 1048). لعله: أبو هانئ. ذكره ابن معين هكذا وقال: ضعيف (اللسان
7/117)". انتهى كلامه.
قلت:
لم يتبيّن للدكتور التحريف في الإسناد فقال ما قال.
شاركنا تعليقك