تحليل ليس بسديد، وهو عن الحقيقة بعيد في تدليس شيخ مُتّهم!
قال صاحب بحث «تدليس الشيوخ الضعفاء» (ص:
37) وهو يذكر أمثلة على من كان يدلس الشيوخ الضعفاء: "[11] عبدالله بن محمد
بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيدالله أبو محمد التيمي الطّلْحي المدني
ثم البغدادي: ولاه هارون الرشيد قضاء المدينة ومكة ثم عزله فقدم بغداد وأقام في
ناحية الرشيد وسافر معه إلى الري فمات بها سنة 189 هـ".
ثم ذكر مثالاً لتدليسه، فقال: "مثال (27):
في ترجمة: خالد بن إسماعيل بن الوليد المخزومي،
متهم بالكذب، وكان عبدالله يُدلّسه فينسبه إلى جدّه الذي لم يشتهر به، موهماً
أنه الصحابي، يقول: ((عن خالد بن الوليد المخزومي))، قال الإمام الذهبي:
((خالد بن الوليد المخزومي، هو ابن إسماعيل نُسب إلى جده تدليساً لحاله، وهو متهم
بالكذب، فمن بلاياه رواية أبي إبراهيم الترجماني: "حدثنا عبدالله بن محمد
الطّلْحي، عن خالد بن الوليد المخزومي))" انتهى كلامه.
قلت: قوله «موهماً أنه الصحابي، يقول: عن
خالد بن الوليد المخزومي»! من أعجب العجب!!
فكيف سيوهم عبدالله هذا الذي مات سنة
(189هـ) من يسمعه أنه يروي عن الصحابي خالد بن الوليد - رضي الله عنه - الذي مات
سنة (21 أو 22هـ)؟!
ثم إن الحديث الذي ذكره الذهبي مبيناً أنه
دلّس اسم شيخه فيه يرويه عن الزهري، فكيف يوهم أنه عن الصحابي؟! فهل الصحابي يروي
عن الزهري؟!!
قال الذهبي: "فمن بلاياه: رواية أبي
إبراهيم الترجماني، قال: حدثنا عبدالله بن محمد الطلحي، عن خالد بن الوليد
المخزومي، عن الزهري، عن أنس، قال: أقبلت امرأة بابن لها، فقالت: يا رسول الله،
ألهذا حج؟ قال: نعم، ولك أجر. قالت: فما ثوابه؟ قال: إذا وقف بعرفة يكتب لك بعدد
كل من وقف بالموقف بعدد شعر رؤوسهم حسنات".
فهذا النوع من التدليس الذي قام به
عبدالله الطلحي حتى لا يُعرف من هو شيخه المتهم، فمن يسمعه يظنه آخر غير "خالد
بن إسماعيل بن الوليد المخزومي"، ولن يخطر ببال أحد أنه الصحابي خالد - رضي
الله عنه -! فلا أدري كيف خطر هذا ببال هذا الباحث؟!!
والله المستعان.
وكتب: خالد الحايك.
شاركنا تعليقك