حديث: «لَا تَكْرَهُوا الْبَنَاتِ
فَإِنَّهُنَّ الْمُؤْنِسَاتُ الْغَالِيَاتُ».
سئلت عن صحة الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد: «لا تكرهوا
البنات، فإنهن المؤنسات الغاليات»؟
فأجبت: هذا حديث ضعيف جداً!
تفرد بروايته عبدالله بن لَهِيعَةَ المصري، عن أَبِي
عُشَّانَةَ، عن عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، مرفوعاً.
وابن لهيعة لا يُحتج به إذا انفرد!
وقد أورده ابن الجوزي في كتابه «العلل المتناهية»، وكان
الألباني ضعّفه، ثم تراجع عن تضعيفه بعد عشرين سنة، وأورده في «سلسلته الصحيحة»!! وذلك
لأن الراوي عن ابن لهيعة هو قُتيبة بن سعيد، فقال: "إن رواية قتيبة عن ابن
لهيعة ملحقة- من حيث الصحة- برواية العبادلة عنه كما بينه الحافظ الذهبي في السير".
وقد اعتمد الألباني في ذلك على ما رواه جَعْفَرٌ
الفِرْيَابِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَذْكُرُ: أَنَّهُ سَمِعَ
قُتَيْبَةَ يَقُوْلُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: "أَحَادِيْثُكَ عَنِ
ابْنِ لَهِيْعَةَ صِحَاحٌ". فَقُلْتُ: "لأَنَّا كُنَّا نَكْتُبُ مِنْ
كِتَابِ ابْنِ وَهْبٍ، ثُمَّ نَسْمَعُهُ مِنِ ابْنِ لَهِيْعَةَ".
وبناء على هذه القاعدة التي فهمها الألباني من هذا نقل كل
حديث ضعفه لقتيبة عن ابن لهيعة في «الضعيفة» إلى «الصحيحة»!
وحقيقة هذا القول لا يعني صحة ما يرويه ابن لهيعة، ولا
كذلك من روى عنه من العبادلة كما يذهب بعض أهل العلم! والمشكلة في أصول ابن لهيعة،
فإن الأخطاء فيها!
ويُشكل على القول الذي احتج به الألباني ما قاله أحمد بن
حنبل: "ابن لهيعة أجود قراءة لكتبه من ابن وهب".
وعموماً... فحديث ابن لهيعة الذي ينفرد به لا يُحتج به ولو
كان من رواية العبادلة والقدماء عنه.
شاركنا تعليقك