شعيب الأرنؤوط وعلم الحديث!
سئلت: هل تتلمذتم على الشيخ شعيب الأرنؤوط؟ وما رأيكم فيه،
وفي منهجه؟ وخاصة في التحقيق؟
فأجبت: لم أتتلمذ على شعيب الأرنؤوط، وهو قد اشتهر بتحقيق كتب
الحديث، ولا أعرف له دراسات منهجية في الحديث الشريف.
والشيخ كان معه بعض الطلبة والهواة يعملون معه في التحقيق،
وتحقيقاته للنصوص عموماً جيدة، لكن أحكامه هو ومن معه على طريقة المتأخرين في
تصحيح الأحاديث وتحسينها بكثرة الطرق، والمتابعات والشواهد الواهية، وكذلك المشي
على ظواهر الأسانيد دون الخوض في العلل غالباً!
ومن أسوأ ما رأيت له ما سوّده مع د. بشار معروف في ما
سمياه "تحرير التقريب"! وتعليقاته على كتاب المراسيل لأبي داود كانت
سيئة جداً نسف فكرة الكتاب التي أرادها أبو داود - رحمه الله- وذلك لأنه لم يفهم
مقصد الكتاب وصاحبه!
وقد زرته عدة مرات مع بعض الإخوة في مكتبه وفي بيته،
والزيارة الأخيرة التي كانت في بيته قبل موته بفترة كان الإخوة يسألونه بعض
الأسئلة التي لم يكن موفقاً في جواباته عليها سواءً الحديثية أو الفقهية!!
وقلت له: يا شيخ، لم لا تعتمدون في تحقيقاتكم كلام المعلمي
اليماني؟ فرد بلكنته السورية المعروفة: "إيش عنده المعلمي اليماني"؟!
فقلت له: "يكفيه كتاب «التنكيل»".
وصار بيننا بعض الكلام، وحينها عرفت أنه لم يعرف المعلمي
ولا كتبه!! بل ربما لم يقرأ له، والله المستعان.
ثمّ سئلت: هناك من نشر جوابكم حول الشيخ شعيب الأرنؤوط في
مجموعة على واتساب "منتدى العلل"، وعلق بعضهم طعنا في كلامكم بأن
كلماتكم غير لائقة، وألفاظ عامة غير منصفة؟ وقال بعضهم: حتى الموتى لم يسلموا؟
وقال آخر: لماذا لم يذكر هذا الكلام في حياته؟ وقال رابع: لم يذكر الكلام لبيان
المرتبة العلمية وإنما للتنقص..!
فقلت: الله المستعان!
لا أدري ماذا أعلّق على أمثال هؤلاء!!
أولاً: من قال بأن كلماتي غير لائقة وألفاظي عامة غير
منصفة..
أقول له: أين الكلمات غير اللائقة؟ والألفاظ العامة غير
المنصفة؟
ما قلته هو في بيان حاله، ولم أشتمه ولم أسبّه!
فعلى قائل هذا الكلام أن يُبيّن كلامه بالدليل!
ثانياً: ومن قال بأن الموتى لم يسلموا...! فهل شتمناه
وسببناه؟! أنصحك بأن تكثر القراءة في كتب التراجم لعل الأمر يتضح لك!
ثالثاً: وأما من قال لماذا لم أذكر هذا في حياته...! فالسؤال
عنه جاء بعد موته، ولو كان في حياته لقلت الكلام نفسه.. ثم إني قد نقدت الشيخ
وصاحبه مراراً في حياته في سلسلة في تعقبهما حول ما سوداه في "تحريرهما"!!!
وها أنا أنتقد بشارا في حياته.. فالأمر لا يتعلق بموت شخص
ولا حياته، بل ببيان حاله، ولو أردت أن أنتقص شخص الشيخ لقلت كلاماً لن يعجبكم مما
سمعته! لكن اكتفيت بما يتعلق بالعلم!
رابعاً: وأما قول القائل بأني ذكرت الكلام للتنقص لا لبيان
المرتبة العلمية...! فهل اطلعت الغيب؟ واطلعت على النوايا؟! فاتق الله يا هذا..
إن كان عندكم علم فهاتوه ودعكم من هذا الكلام الذي يدل على
الغلّ والحقد!!
قد أبنت عن حال الرجل فيما أراه.. فمن لم يعجبه فهذا رأيه،
لكن الاتهام والدخول في النوايا فهذه حجة الضعفاء البلهاء!!
نسأل الله السلامة.
شاركنا تعليقك