أهل الحديث في زماننا، والتحذير من الحارث الحسني!
سئلت: هل هناك شيوخ متخصصة في علم الحديث ثقات يؤخذ منهم
علم الحديث في يومنا هذا؟ وما رأيكم مثلاً في الشيخ أبي علي الحسني العراقي؟
فأجبت: نعم، هناك شيوخ ثقات من أهل الحديث في كل مكان ولله
الحمد على اختلاف بينهم في إتقان هذا العلم.
فهناك من أتقن علم العلل والتصحيح والتضعيف كأستاذنا
المهندس أسعد تيم، ود. همام سعيد محقق كتاب شرح علل الترمذي لابن رجب، لكنه ضيّع
نفسه بالسياسة وإخونجيته فأبعد عنه!
وهناك من له مشاركة جيدة فيه كالشيخ عبدالله السعد والشيخ
العلوان وغيرهما.
ولا تكاد تجد من يصلح أن يُطلق عليه أنه من نقاد أهل
الحديث كما في العصور المتقدمة.
وكثرة شهادات الدكتوراه التي تُعطى لمن هب ودرج أضاعت هذا
العلم الشريف، فصار يتكلم فيه كل متردية ونطيحة بحجة الشهادة العلمية! وما أدراك
ما الشهادات العلمية!
والموضوع طويل في هذا.
وأما "أبو علي الحسني العراقي" فهذا لا يُعد من
أهل الحديث! وهو جاهل فيه! وله مجازفات كثيرة وإطلاقات غير مبنية على أصول ولا
استقراء! ولا أنصح بأن يُلتفت إليه، وهو ممن يطعن في الحافظ ابن حجر ويقول عن
كتابه «الفتح»: "كيف يكون فتحا من الله وفيه ما فيه من العقيدة
الفاسدة"!! = يقصد أنه جرى على مذهب الأشاعرة في شرحه! وقد أخبرني بعض الثقات
أنه يُكفّر الحافظ ابن حجر! فإن ثبت هذا فهو يستحق الضرب بالنعال!
وكلامه في الحافظ وفي كتابه «الفتح» لا يضر به إلا نفسه!
فلو عاش أعماراً طويلة لن يستطيع كتابة تحقيق حديث واحد أو مسألة واحدة مما حققه
الحافظ ابن حجر. وأما شرحه لأحاديث العقيدة على المذهب الأشعري، فهذا لا يعني أنه
على أصولهم، نعم، لا نوافقه على ما وافق فيه الأشاعرة من التأويل ونحوه، لكن في
المقابل لا نقول بأنه على أصول الأشاعرة، ويكفي أن نأخذ ما حققه في علم الحديث..
والكلام يطول في هذا.
شاركنا تعليقك