قصة المرأة التي سمعها عمر – رضي الله عنه - تنشد لغياب
زوجها!
سئلت: ما صحة أثر: «أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بأحد
الطرقات فسمع امرأة تنشد: ألا طال هذا الليل واسود جانبه.. فسأل عنها، فقالوا له:
زوجها غائب في سبيل الله، فسأل حفصة رضي الله عنها، كم تصبر المراة عن زوجها...»؟
فأجبت: هذه قصة مشهورة ولها عدة روايات كلها منقطعة ومرسلة.
وأحسنها ما رواه عَبْدُاللَّهِ بن دِينَارٍ، قَالَ: خَرَجَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ اللَّيْلِ فَسَمِعَ امْرَأَةً
تَقُول:
تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُهْ //
وَأَرَّقَنِي أَلا خَلِيلٌ أُلاعِبُهْ
فَوَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ أَنِّي أُرَاقِبُهْ //
لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهْ
فَسَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
- ابْنَتَهُ حَفْصَةَ: كَمْ أَكْثَرَ مَا تَصْبِرُ الْمَرْأَةُ عَنْ زَوْجِهَا،
فَقَالَتْ: سِتَّةُ أَشْهُرٍ، أَوْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ - قَالَ مَالِكٌ: الشَّكُّ
أَرْبَعَةٌ أَوْ سِتَّةٌ لا أَدْرِي - فقال عمر: لا أحبس أحداً عن الْجُيُوشِ
أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.
وهذا مرسل؛ لأن عبدالله بن دينار لم يسمع من عمر.
ومثل هذه المراسيل يقبلها أهل العلم في السيّر والأخبار،
وعبدالله بن دينار مولى لآل عمر وهو ثقة، فلا بد أن يكون أُخبر بها من آل بيت عمر،
وهذا يقويها. والله أعلم.
شاركنا تعليقك