أوهامٌ للشيخ الألباني!
روى ابن أبي عاصم في كتاب "السنة" (1146) قال: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ: ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا عبدالله
بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ: أَنَّ عَبْدَالرَّحْمَنِ
بْنَ أَبِي عَوْفٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ رَبِّهِ أَنَّهُ
سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ حُمَيْدٍ يَقُولُ: "إِنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ إِنِّي
انْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
بَعْضِ حَوَائِطِ الْمَدِينَةِ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ أَبُو ذَرٍّ حَتَّى سَلَّمَ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ وَحَصَيَاتٌ
مَوْضُوعَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَهُنَّ فِي يَدِهِ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ
ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فِي الأَرْضِ فَسَكَتْنَ ثُمَّ أَخَذَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي
يَدِ أَبِي بَكْرٍ فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ ثُمَّ أَخَذَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي
الأَرْضِ فَخَرَسْنَ ثُمَّ أَخَذَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ
فِي يَدِهِ ثُمَّ أَخَذَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي الأَرْضِ فَخَرَسْنَ ثُمَّ
أَخَذَهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ ثُمَّ أَخَذَهُنَّ
فَوَضَعَهُنَّ فِي الأرض فخرسن".
قال الشيخ الألباني في "ظلال الجنة" (2/543): "حديث
صحيح ورجال إسناده ثقات غير عبد الحميد بن إبراهيم وهو أبو تقي فيه ضعف من قبل
حفظه، ولكنه قد توبع، وعبد ربه الظاهر أنه ابن سعيد بن قيس الأنصاري المدني مات
سنة (140)، فإن كان كذلك فهو من رواية الأكابر عن الأصاغر فإن حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي عوف وهو أبو عثمان المدني مات سنة 95 وقيل 105".
قلت:
الحديث يرويه حُمَيْدُ - وهو ابنُ عَبْدِاللَّهِ -: أَنَّ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيّ.. كما هو واضح في الإسناد، وكذا هو عند
الطبراني في "مسند الشاميين" (3/79) (1837).
وكأن الشيخ لما علّق على الحديث تحرّف عنده الإسناد فصار:
"حميد بن عبد الرحمن بن أبي عوف"!! فظنّ
أنه "حميد بن عبدالرحمن بن عوف" الزُّهْرِيّ، أَبُو إبراهيم،
ويُقال: أَبُو عبد الرحمن، ويُقال: أَبُو عثمان، المدني، أخو أبي سلمة بن عبد
الرحمن (ت95هـ) وغلط من قال بأنه توفي سنة (105هـ).
والراوي عن عبد ربه: "ابن أبي
عوف"! فلم يتنبّه الشيخ لأداة الكنية التي لا توجد في اسم "حميد بن
عبدالرحمن بن عوف".
فالحديث: عن حميد عن عبدالرحمن بن أبي
عوف، ولا مدخل لحميد بن عبدالرحمن بن أبي عوف فيه!
وقوله: "وعبد ربه الظاهر أنه ابن سعيد بن قيس الأنصاري
المدني مات سنة (140)"! ليس بصحيح! فالراوي عنه عبدالرحمن بن أبي عوف
توفي ما بين سنة (101) – (110هـ)! وعبد ربه توفي سنة (139هـ)، والإسناد شاميّ لا
مدنيّ.
وهذا الراوي هو: "ابن عبد ربه"، وسقط لفظ
"ابن" من كتاب السنة، وهو مثبت في "مسند الشاميين" للطبراني
(1873)، وتاريخ ابن عساكر (39/119): "ابن عبد ربه".
وقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (8/442): "ابنُ
عَبْدِ رَبه، قَالَ لَنَا إِسْحَاقُ بن إبراهيم: أخبرنا عمر وابن الْحَارِثِ بْنِ
الضَّحَّاكِ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ
الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: نَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَوْفٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبْدِ رَبه
أَنَّهُ سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ حُمَيْدٍ قال: كان أبو ذر يقول: التمست..".
وتبعه أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" (9/324)
فإن ابنه قال: "ابن عبدربه الشامي. روى عن عاصم بن حميد عن أبي ذر. روى عنه
عبدالرحمن بن أبي عوف. سمعت أبي يقول ذلك".
قلت: فهو شاميّ مجهول.
شاركنا تعليقك