حديث: «الشَّامُ صَفْوَةُ اللهِ مِنْ بِلَادِهِ» مُنكر!
روى
الْوَلِيدُ بنُ مُسْلِمٍ، قال: حدثنا عُفَيْرُ بنُ مَعْدَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ
سُلَيْمَ بنَ عَامِرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ: «الشَّامُ صَفْوَةُ اللهِ مِنْ بِلَادِهِ،
يَجْتَبِي صَفْوَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَمَنْ خَرَجَ مِنَ الشَّامِ إِلَى
غَيْرِهَا، فَبِسَخْطَةٍ، وَمَنْ دَخَلَهَا فَبِرَحْمَةٍ».
أخرجه
الطبراني في «المعجم الكبير» (8/171) عن مَحْمُود بن مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، عن
عَلِيّ بن حُجْرٍ، عن الوليد، به.
وأخرجه
الحاكم في «المستدرك» (4/555) من طريق صفوان بن صالح، عن الوليد بن مسلم.
قال
الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه".
قلت:
أنّى يكون على شرط مسلم ولم يخرِّج لعفير بن مَعدان!!
وعُفير
بن معدان الحضرمي الحمصي المؤذن ليس بشيء كما قال ابن معين وغيره. وهو يُكثر
الرواية عن سُليم عن أبي أمامة وكلّها مناكير!
قال
أبو حاتم الرازي: سمعت دُحيماً يقول: "عفير بن معدان ليس بشيء، لزم الرواية
عن سليم بن عامر"، وشبَّههُ بجعفر بن الزبير وبشر بن نمير.
وقال
عبدالرحمن ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عفير بن معدان؟ فقال: "هو ضعيف الحديث،
يُكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمناكير
ما لا أصل له، لا يُشتغل بروايته".
وقال
إبراهيم بن يعقوب السعدي الجوزجاني: قلت ليحيى بن معين، عفير بن معدان تضمه إلى
أبي مهدي، قال: "هو قريب منه، أحاديث سليم بن عامر تلك من أين وقع عليها!!".
وقال
أبو مُسهر: قال محمد بن شعيب: "أبرأ إليكم من حديث عفير بن معدان وسعيد بن
سنان - وهو أبو مهدي -".
وقد
ذكر له ابن عدي بعض المناكير في ترجمته من «الكامل» (5/381) ثم قال: "ولعفير
بن معدان غير ما ذكرت من الحديث، وعامة رواياته غير محفوظة".
وقال
ابن حبان في «المجروحين» (2/198): "يروي المناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك
في روايته بَطُلَ الاحتجاج بأخباره".
وقال
العُقيلي في «الضعفاء» (3/430): "عفير بن معدان عن سليم بن عامر، ولا يُتابع
على حديثه، ولا يُعرف إلا به".
فهذا
الحديث حديثٌ منكرٌ جداً من مناكير عفير بن معدان عن سُليم بن عامر!!
وكتب:
أبو صهيب خالد الحايك.
شاركنا تعليقك