علّة حديث: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ؟ رَجُلٌ
ظَلَمَهُ رَجُلٌ فَكَظَمَ غَيْظَهُ فَغَلَبَهُ، وَغَلَبَ شَيْطَانَهُ، وَغَلَبَ شَيْطَانَ
صَاحِبِهِ».
الحديث
رواه البزار في «مسنده» برقم (7272)، والطبراني في «مكارم الأخلاق»
برقم (52) من طريق عِمْرَان الْقَطَّان، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بِقَوْمٍ يَصْطَرِعُونَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»،
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فُلَانٌ الصِّرِّيعُ لَا يُنْتَدَبُ لَهُ أَحَدٌ إِلَّا
صَرَعَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أَدُلُّكُمْ
عَلَى مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ؟ رَجُلٌ ظَلَمَهُ رَجُلٌ فَكَظَمَ غَيْظَهُ فَغَلَبَهُ،
وَغَلَبَ شَيْطَانَهُ، وَغَلَبَ شَيْطَانَ صَاحِبِهِ».
وحسّن
إسناده الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (10/519).
قلت:
تفرد
به عمران القطان أبو العوام، وأكثر أهل النقد على تضعيفه!
قال
النسائي: "ضعيف الحديث".
وقال
أبو داود: "ضعيف".
وقال
ابن معين: "ليس بشيء".
وقال
أحمد بن حنبل: "أرجو أن يكون صالح الحديث".
وقال
ابن عدي: "يكتب حديثه".
وروى
عنه عفان ووثقه.
قلت:
فمن هذا حاله لا يقبل تفرده! فكيف إذا علمنا أنه قد خولف فيه!!
والحديث
يعرف من رواية الحسن البصري مرسلاً.
رواه
ابن السري في كتاب «الزهد» (2/609) قال: حدثنا حسين، عن أبي موسى، عن الحسن،
قال: "مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم فيهم رجل يرفع حجراً يقال له: حجر
الأشد، قال: أفلا أخبركم بما هو أشد منه، رجل سبه رجل فحلم عنه فغلب نفسه وغلب شيطانه
وشيطان صاحبه".
فهو
مرسل لا يصح مرفوعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومراسيل الحسن ضعيفة.
وعمران
من تلاميذ الحسن البصري، فكأنه سمعه منه مرسلاً، ثم لما رواه أخطأ فيه فسلك فيه
الجادة: "عن قتادة عن أنس"!!
والله
تعالى أعلم.
د.
خالد الحايك.
شاركنا تعليقك