أوهام لابن حبان!
قال ابن حبان في التابعين من «كتاب الثقات» (5/249):
"العلاء بن عمّار بن ياسر، يروي عن أبيه، روى عنه ابنه معاذ بن
العلاء".
قلت: هذا سبق قلم منه - رحمه الله -! فعمّار والد العلاء ليس
بابن ياسر الصحابي المعروف. وعمار بن ياسر مولى بني مخزوم، وعمار هذا والد العلاء مَازنيّ.
وقد وهم أيضاً في إعادته في أتباع التابعين (7/268)،
والصواب أنه يعدّ في التابعين.
قال في أتباع التابعين: "العلاء بن عمّار بن حُصين بن
جَلْهم، والد أبي عمرو بن العلاء، يروي عن أبيه، روى عنه ابنه معاذ بن العلاء،
وكان من أفرس أهل زمانه، عداده في أهل البصرة".
وقد ذكر ابنه معاذ في أتباع التابعين، وهو كذلك، فكيف يذكر
الأب في أتباع التابعين كذلك؟! فهذا وهم منه - رحمه الله -.
وقد علّق المعلمي - رحمه الله - على الموضع الثاني (7/268)
فقال: "إن لم يكن العلاء بن عمار بن ياسر الذي يروي عن أبيه وروى عنه ابنه معاذ،
وذكره المؤلف في التابعين فلم ندر من هو".
قلت: هو نفسه، وكأنه لم يجزم بذلك للاختلاف في اسمه:
"بن ياسر"! ولم يتنبه الإمام المعلمي إلى أن وجود هذا خطأ في الاسم.
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/512): "العلاء
بن عمار عن أبيه، روى عنه ابنه معاذ".
وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/359):
"العلاء بن عمار، روى عن أبيه، روى عنه ابنه معاذ بن العلاء بن عمار، سمعت
أبي يقول ذلك".
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (7/30): "عمّار.
قال مخلد: أخبرنا عبدالواحد بن واصل عن معاذ بن العلاء عن جدّه قال: قال علي بن
أبي طالب: قد أفلح من كان عنده قوصرة يأكل منها كل يوم مرة".
وقال ابن حبان في أتباع التابعين من «كتاب الثقات»
(7/482): "معاذ بن العلاء بن عمار، أخو أبي عمرو بن العلاء، يروي عن نافع
وسعيد بن جبير، روى عنه أبو عبيدة الحداد ووكيع، وكنيته أبو غسان".
وقال في «مشاهير علماء الأمصار» (ص153): "أبو عَمرو
بن العلاء، اسمه: زَبَّان بن العلاء بن عمَّار بن العُريان بن عبدالله بن الحُصين
بن الحارث بن جَلْهَمة بن حُجر بن خُزاعي بن مازن، وهم إخوة أربعة: أبو عمرو، وأبو
سفيان، ومعاذ، وعمر، فأكبرهم سناً أبو عمرو، ثم أبو سفيان، ثم معاذ، ثم عمر، وكان
أبو عمرو من أهل الفضل ممن عني بالأدب والقراءة حتى صار إماماً يرجع إليه فيها
ويُقتدى باختياره منها، توفي سنة ست وأربعين ومائة بالبصرة".
قلت: فالجدّ عمّار من كبار التابعين، وابنه العلاء من
التابعين، وأولاده الأربعة من أتباع التابعين، وكلهم ثقات - رحمهم الله جميعاً -.
وكتب: خالد الحايك
19/1/2011.
شاركنا تعليقك