كتاب "الدّارس
في تاريخ المدارس".
بقلم: خالد الحايك.
يُعدُّ كتاب ((الدارس في تاريخ المدارس)) من أهم المراجع
في تاريخ المدارس الحديثية ومدارس القرآن والفقه، ويُنسب هذا الكتاب للنُعيمي، وقد
وجدت أن نسبته له خطأ، ولم أجد من نبّه على ذلك.
جاء في مقدمة كتاب ((الدارس)) (1/3): أن المؤلف كان قد شرع
في جمع المدارس التي لها أثر ثم قال بأن شيخه محي الدين النعيمي سبقه إلى جمع ذلك،
فطلب منه هذا التلميذ أن يبيضها فاعتذر النعيمي، ثم أمره النعيمي بذلك وبدأ في
تصنيف الكتاب، وضمنه ما أعطاه له النعيمي، وسمّاه: ((تنبيه الطالب وإرشاد الدارس
لأحوال مواضع الفائدة بدمشق كدور القرآن والحديث والمدارس))، فيكون هذا الكتاب
أصله للنعيمي وبتحرير هذا التلميذ، ولم يشر أحد ممن حقق الكتاب إلى من هو هذا
التلميذ، ثم وجدت أن الشيخ عبد الباسط العلموي (907-981هـ) قد اختصر كتاب التنبيه،
وقال في المقدمة (ص1): "...وبعد فهذا تعليق لطيف اختصرت فيه كتاب تنبيه
الطالب وإرشاد الدارس المنسوب للعلامة محي الدين أبي المفاخر النعيمي الشافعي..."
(وقد حقق هذا المختصر صلاح المنجد، ولم يتنبه إلى هذه القضية). وعلى هذا فيكون
الشيخ العلموي يشك في نسبة هذا الكتاب إلى النعيمي، والحال كما بينته، فإن أصل
الكتاب للنعيمي، وتلميذه زاد فيه أشياء فاستفاد مما عند شيخه وحرره وهذبه، وقد
حاولت معرفة هذا التلميذ، وهو على الأرجح العلامة ابن طولون، فهو التلميذ المقرّب
من شيخه النعيمي، وله مشاركات جيدة في التاريخ، وكان ابن طولون - رحمه الله - هو
المشهور آنذاك، وذكر في القلائد الجوهرية (1/136) قال: "وقال شيخنا المحيوي
النعيمي: قال شيخنا البرهان..." وهذا النص في الدارس (2/75).
شاركنا تعليقك