سلسلة (الكوكب
الدُّري المُتلالي الجامع لسرقات سليم الهلالي) (2).
السرقة
الشّنيعة من كتب الشّيعة!
بقلم: خالد الحايك
بِسم الله الرّحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، ولا عُدوان إلا على الظالمين، والصلاة
والسلام على سيّد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه، ومن سار على خطاهم إلى يوم
الدِّين، وبعد:
فلا شك أَنَّ أوراق سليم الهلالي قد احترقت منذ زمنٍ بعيدٍ، ولكنه
ما زال يُصرّ على
ما فعل من سرقات، ولم يتب إلى الله عزّ وجلّ، وما زال يوجد من يُطبّل له ويُزمّر،
فيفرّغ خطبه أيام الجُمَع على شبكة الانترنت. وما زال يذكّر الناس بأسئلة (رابغ) يقول
لهم: ارجعوا إليها واسمعوا عندما سئل الشيخ الألباني: من نسأل من أهل
العلم؟ فذكرني أنا وآخر!!
سبحان الله! إن لم تستح فاصنع ما شئت. فما تغني عنه هذه الشهادة،
وهي لم تصح بالمعنى الذي يدّعيه سليم! وإن كلّ ما في الأمر أن الشيخ الألباني
–رحمه الله وغفر له- سئل عن طلبة العلم في الأردن فذكر منهم هذا (السليم!!) وآخر،
ولم يثنِ عليه ولم يَقل: اسألوا (فلان وفلان) وغير ذلك من الكذب الذي استمرأه
هؤلاء الذين يدّعون التلمذة عليه!
وهذه سرقة شنيعة لسليم الهلالي من كتب الشيعة وغيرها! فلم يكتف بأن
سرق ممن يعدهم على غير منهجه كسيّد قطب وغيره، بل تعداهم إلى السرقة من كتب
الرافضة، ففضحنا!!
فيا سليم تُب إلى الله، وتحلل من الناس الذين ظلمتهم وسرقت منهم قبل أن يفجأك الموت.
والعجب ممن يترجم له على شبكة الانترنت فيقول: "هو الشيخ
المحدِّث البحاثة المتفنن السلفي عقيدة الأثري منهجاً وفروعاً، ربيع الشام، صاحب
التصانيف المنهجية الفريدة، والتحقيقات العلمية العزيزة المفيدة"!!
فأي محدِّث، وأي بحاثة؟ وأي اتقان؟ وأي سلفي العقيدة الأثري...؟
وأي ربيع!! بل أي خريف أو صيف أو شتاء؟!! وأي تصانيف منهجية فريدة، وتحقيقات
علمية عزيزة مفيدة؟
اصحوا أيها القوم من سكرتكم؟ رجل كذاب مخادع سرّاق تضفى عليه هذه
الأوصاف التي كان يتمتع بها السلف؟ اتقوا الله فيما تقولون يا أيها النائمون.
·
مقدمة:
هذه كلمة ألقاها سليم في ملتقى العلماء العالمي الثاني سنة
(1424هـ)، ثُم طبعها في كتاب مستقل، نشر الدار الأثرية، ط1، 1425هـ2004م.
جاء بعد صفحة الغلاف:
"حقوق التأليف والنشر محفوظة للمؤلف، ولا يجوز طبع هذا الكتاب
أو أي جزء منه على أية هيئة أو بأية وسيلة إلا بعد مراجعة المؤلف".
كذا!!!!!
وسيتبيّن للقارئ الكريم أن هذا الكتاب ليس من تأليفه! وإنما أغلبه مسروق
من كتب الشيعة! فأيّ حقوق هذه التي تتحدث عنها الدار التي يملكها المؤلف مع بقية
العصابة، وكيف تنهى عن طباعته إلا بعد مراجعة المؤلف؟
أيّ مؤلف نراجع؟ وهل راجع هو الذين استحل سرقة كتبهم؟
ثُم جاء بعد ذلك وبعد البسملة:
"به ثقتي وعليه اعتمادي واستنادي"!
فلا حول ولا قوة إلا بالله.. أتعتمد على الله تبارك وتعالى في
ماذا؟ أفي السرقة؟ أما آن لك أن تستح يا رجل؟!
ثُم بعد ذلك جاءت كلمة الناشر (الدار الأثرية):
"فهذه محاضرة ألقيت في فعاليات (ملتقى العلماء العالمي
الثاني)، والتي أشرفت عليه (مؤسسة الدعوة الإسلامية) في مدينة (بتراجايا) العاصمة
الجديدة لـ(ماليزيا) والمنعقد (يوم الخميس 11/جمادى الأولى/1424 إلى يوم الأحد
14/جمادى الأولى/1424 الموافق 10/7/2003م-13/7/2003م).
وقد لقيت المحاضرة ترحيباً حاراً وتفاعلاً شديداً من الحضور، فكانت
الأولى - بفضل الله ومنته - في فعاليات الملتقى.
ويسرنا أن نقدمها لقرائنا الكرام، سائلين المولى - عز وجل - أن
يكتب للشيخ جزيل الأجر وعظيم الثواب على جهوده الدعوية في نشر الإسلام المصفى، حيث
طاف من أجل ذلك معظم دول العالم". انتهى.
قلت: سبحان الله! لقيت المحاضرة ترحيباً حاراً وكانت الأولى؛ لأنها
مسروقة، وإلا لو كتبها سليم بنفسه لرموها في وجهه؛ لأنه لا يتقن الكتابة، وعندها
سيعرفون كيف يكتب!
وانظر كيف يدعون الله بأن يكتب للشيخ (جزيل الأجر وعظيم الثواب)
على جهوده المسروقة لنشر الإسلام المصفى! أيكون مصفى بالسرقة؟! ومِنْ مَن؟ من
الروافض!! نعوذ بالله من الخذلان.
·
تفصيل السرقة:
أولاً:
قال سليم (ص8-14) بعد خطبة
الحاجة: "التحدي الحضاري: قوة مادية تعمل على تأمين رفاهية الإنسان في كل
شؤون الحياة: المسكن، والملبس، والمأكل، والعلاج الدوائي للأبدان.
وإن هذه القوة المادية
في سباق لامتلاك نواصي الحياة، مما كان له أثر سلبي على وجود الإنسان: من قتل،
وتشريد، وضياع، واضطرابات.
وجاء التحدي الغربي في
شكل توسع استعماري، بحثاً عن المواد الخام والأسواق والمواقع الاستراتيجية، وهذا
شكل خطراً حقيقياً ومباشراً على المسلمين حتى بعد الاستقلال السياسي لبعض الدول.
هذا هو التحدي الحضاري
الحقيقي الذي يؤدي إلى عدم قدرة المسلمين على مواكبة التطورات العلمية، والثقافية،
والتقنية، والاقتصادية التي اجتاحت الكون.
فباستقراء لنصوص الوحي
المطهر، وبالاعتبار بحوادث التاريخ، وبالتأمل في دنيا الواقع: يخرج المستبصر،
ويدرك المتابع المتأمل: أن آليات الهجوم على الإسلام وتشويه حقائقه وطمس معالمه
تتنامى ولا تتناهى، وتتعاظم ولا تتناغم، وتكون أكثر خطورة وأشد ضراوة حينما تشعل
الحرب الإعلامية فتيلها، وتذكي الهجمة العدائية الدعائية أوارها، حيث لم تعد
مقتصرة على بعض الأقلام الأحادية الحاقدة، بل تبنتها مراكز أبحاث ودراسات،
وتلقَّفَتها دوائر ومؤسسات في ظاهرة من التحامل المنظم والتخطيط المبرم.
إذاً؛ تعيش الأمة
الإسلامية اليوم تحدياً حضارياً من قبل مدنيات كثيرة من أخطرها المدنية الغربية.
وبالرغم من أن التحدي
الحضاري ظاهرة لازمة في الأمة، وأنه لم يأت حين من الدهر على المسلمين لم يأت
عليهم تحديات حضارية، فإن التحدي المعاصر يتخذ طابعاً مختلفاً، يمكن تحوله
التدريجي إلى مواجهة حضارية شاملة للجوانب الأيدلوجية، والاقتصادية، والسياسة،
والعسكرية، وهي مصيرية؛ لأنها تعتزم اكتساح الحضارة الإسلامية حتى لا تعود قادرة
على الظهور مرة أخرى.
عن ثوبان -رضي الله
عنه-قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلّم-: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل
أفق؛ كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»...
وبخاصة أنه يوجد في
السياسات الغربية نظرية مفادها: وجود عدو دائمٍ أو خطر كامن؛ يستوجب مواجهته
قَبْلَ ظهوره.
يضاف إلى ذلك فكرة صراع
الحضارات لصموئيل هاتشجنتن ونهاية التاريخ.
ولقد نجح التحدي
الحضاري الغربي -ولو شيئاً يسيراً- في إيهام العقل الإسلامي المعاصر بأنه لن ينطلق
من ظلماته إلا بالخروج من ذاته وتراثه؛ أي: الانفصال عن زمانه الماضي.
لكن الانفصال عن
الماضي وهمٌ، لا يجيزه عقل؛ فهو صورة الحق؛ لأنه إذا كان الواقع حقاً؛ فالحضور
الإسلامي واقع؛ لأن الواقع الراهن نسيج تاريخي يحضر فيه الدين حضوراً فاعلاً
واسعاً، ولذلك لا يمكن أن ينسلخ عن ذاته أو ينفصل عن ماضيه، أي: دينه.
ولذلك؛ فإن أثر
الحضارة الغربية لم يعد من الأمور التي تتجاهل، لأن ذلك الأثر سوف يوجه مستقبل
الأمة لو أسيءَ التعامل معه.
وبخاصة أن الغزو
الحضاري سلاح فتاك يفضله الغرب –أحياناً- عن الدبابة والمدفع في محاولة إخضاع
الأمة الإسلامية وتطويعها.
إن مشكلة التبعية
للأجنبي - وهي التي لا يمكن مواجهتها بمعزل عن هذا الأجنبي الذي لا ينفك عن التحدي
العدواني للوجود الإسلامي الذاتي- الفردي والجماعي بدوافعه الطامعة في تحويل
الحضور الإسلامي وعوامله الحيوية إلى موضوع لحضوره هو بالجوار على ما هو حق وجودي
للآخر، وباستلاب حريته في إبداع حضور تاريخي متميز مستقل بذاته، حيث هناك ما يسمى
بالتطهير العرقي، والإبعاد، والتهجير، والإلغاء الثقافي، وتفتيت العالم جغرافياً
وتاريخياً، والحكم على البشرية بأن تسير في طريق غاية منتهاها ما انتهى إليه
الغرب.
إن الأمر يتعدى
حدود الهيمنة إلى الاستئصال، وفق الغايات المالوستية، وأطاريح ماكس نوردو في طرد
سكان الجنوب إلى عمق الصحراء ليقضوا نحْبهم هناك تاركين أماكنهم للعرق الأفضل
الأوروبي(!)
والمواجهة
الحضارية تبرز من خلال مظاهر مختلفة، بيد أن نقطة واحدة تقرر مصيرها النهائي لصالح
الأمة، أو في صالح أعدائها، تلك هي جدارة الفكرة الحضارية بالبقاء؛ فبقدر ما تكون
الفكرة مليئة بركائز التقدم والتغلب، وبقدر ما تبعثه في الإنسان المتقمص لها من
الإيمان والمعرفة؛ سيكون تقدم الأمة وانتصارها.
ولن تغني الفكرة
الحضارية شيئاً لو لم تملك الأصالة والواقعية، ولم تكن قادرة على تحميل نفسها على
كتف الحياة حتى تصنع رجالاً، وتصنع بهم بطولات، وتصنع بهم حضارة متفوقة.
إذ بدون التفاعل
بين الإنسان والفكرة؛ كيف يتمكن الإنسان من تغيير واقع وبناء حياة؟! فهل تتقدم أمة
تملك تراثاً ضخماً من الفكرة الحضارية لو لم تتحول فعلاً إلى عطاء وعمل؟!
ومن هنا؛ فإن
الإسلام لن يغني الأمة شيئاً ما دام فكراً تاريخياً في ذهنية المسلمين، دون أن
يتحول إلى مادة حضارية تتفاعل مع الإنسان في واقعه الخارجي، ولن يقع هذا التحول
دون ظهور الإسلام على المسرح من جديد؛ حتى يقوم بدوره كفكرة حضارية.
ذلك لأن الإسلام
كدين، والإسلام كتاريخ يختلف كثيراً عن الإسلام كإيمان وعمل، وبالتالي كفكرة
حضارية.
إذ الدين بمفهومه
الشائع انتماء وطقوس، والتاريخ عبر وحكم، أما الإيمان؛ فهو أصالة وكينونة، أما
الحضارة؛ فهي حركة وحياة، وبين القسمين فاصل كبير.
فالمسلمون كانوا
أمة، وكانوا خير أمة أخرجت للناس، وكوّنوا حضارة لا مثيل لها، كل هذا تاريخ لا
يمكن أن يحقق شيئاً.
ولنا أن نتسائل:
هل عاد المسلمون أمة، وهل هم اليوم خير أمة، وهل هم بناة حضارة، بل هل هم حماة
حضارة؟
وبكل أسف يجب أن
نجيب: كلا، إننا لم نعد اليوم أمة واحدة؛ لأننا نفقد الوحدة والتعاون.
ولو لم نعد خير
أمة؛ لأننا لا نملك كفايتنا من العلم والإيمان.
ولم نعد نبني ولا
نحمي حضارة؛ لأننا بكل أسف نعاني نكبات عسكرية، وتخلفاً اجتماعياً علمياً
اقتصادياً.
وبالتالي: فإن
إسلامنا في أمس لن يغني عن إسلامنا اليوم شيئاً.
والسؤال هنا: كيف
نحول أمس إلى اليوم؟
والجواب سهل يسير
لا بد من طي الفترة التي تفصل اليوم عن أمس، ليتصل يومنا بأمسنا، ونبدأ منه المسير"
انتهى كلام سليم الهلالي المسروق.
قلت: هذا الكلام ليس له، ووالله لو سألناه الآن عن قوله: "الغايات
المالوستية وأطاريح ماكس نوردو"؟ فلن يعرف ما معنى هذا الذي كتبه
وقاله بفمه أمام المئات من الناس، وكلّه ملفق من عدة كتب، بل وخطب، وتفصيله
كالآتي:
1- الفقرات الأولى من خطبة لإمام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن
السديس بعنوان: (حوار الحضارات):
قال الشيخ السديس: "أيها المسلمون: في عصر التحدي الحضاري،
ودوامة التحامل الإعلامي على هذا الدين الإسلامي؛ تتعاظم حاجة الأمة الإسلامية إلى
الاضطلاع بمهمة المشروع الحضاري الإسلامي، تقويماً للمسيرة...
معاشر المسلمين: واستقراءً لنصوص الوحي المطهرة، واعتباراً بحوادث
التاريخ، وتأملاً في دنيا الواقع يخرج الغيور المستبصر، ويدرك المتابع المتأمل: أن
آليات الهجوم على الإسلام وتشويه حقائقه وطمس محاسنه، تتنامى ولا تتناهى، وتكون
أكثر خطورة وأشد ضراوة، حينما تشعل الحرب الإعلامية فتيلها، وتذكي الهجمة الدعائية
أوارها. حيث لم تعد مقتصرة على بعض الأقلام الآحادية المغرضة، بل تبنتها
مراكز أبحاث ودراسات، وتلقفتها دوائر ومؤسسات في ظاهرة من التحامل المنظم،
والتخطيط المبرم، مما يستدعي من الأمة..." إلخ كلام السديس.
http://forums.ibb7.com/ibb44882.html
2- الكلام بعده من كلام (محمد تقي المدرسي) الشيعيّ:
قال المدرسي: "تعيش الأمة الإسلامية اليوم تحدياً حضارياً
كبيراً من جميع الجهات.
بالرغم من أن التحدي الحضاري ظاهرة لازمة في الأمة، وأنه لم يأت
حين على المسلمين استراحوا فيه من تحديات حضارية، فإن التحدي الجديد يتخذ طابعاً
مختلفاً، يكمن في تحوله التدريجي إلى مواجهة حضارية شاملة للجوانب الأيديولوجية
والاقتصادية والسياسية والعسكرية وهي مصيرية لأنها تعتزم اكتساح الحضارة الإسلامية
حتى لا تعود قادرة على النهوض مرة أخرى".
وانظر قول سليم: "يمكن تحوله التدريجي"!
وكلام المدرسي: "يكمن في تحوله التدريجي"!
http://www.almodarresi.com/books/691/8r10mi6k.htm
3- ثُم جاء بكلام من كتاب قديم بعنوان: (إرادة الجهاد المنفتح)
نقله حسن ميّ النوراني وهو في موقع:
http://www.ssrcaw.org/ar/word.art.asp?aid=23589
قال الكاتب: "... يواجه العقل الواحدي المشكلة الأم للواقع
العربي الراهن: مشكلة التبعية للأجنبي، وهي التي لا يمكن مواجهتها بمعزل عن هذا
الأجنبي الذي لا ينفك عن التحدي العدواني للوجود العربي الذاتي الفردي والجمعي،
بدوافعه الطامعة في تحويل الحضور العربي المعاصر، وعوامله الحيوية، إلى موضوع
لحضوره هو، بالجور على ما هو حق وجودي للآخر، وباستلاب حريته في إبداع حضور تاريخي
متميز مستقل بذاته، ومساهم، بتميزه، في إبداع حضور إنساني وجودي، يسع المفهوم
الوجودي الغربي..".
4- ثُمّ لفّق معه كلاماً للباحث السوري (عبدالواحد علواني) من مقالٍ له بعنوان: (التحدي
الحضاري في فكر المثقف المسلم)، وهو قراءة في بحث الكاتب المغربي رشيد أبو ثور
المنشور في (مجلة الكلمة) تحت عنوان: (العالم الإسلامي والتحديات الحضارية).
قال علواني: "وما تفعله هذه المنظمة وقرينها في السوء: صندوق
النقد الدولي ليس ظلما مقننا، إنما هو تسلط صريح ووقح، أكثر تطورا ونفاذا
واستغلالا، واستخدام كلمة (ظلم) ناهيك عن كلمة (مقنن) فيه تجزئ وتخفيف غير
مقصودين، فالأمر أبعد من الظلم والجور، وهناك ما يسمى بالتطهير العرقي والإبعاد
والتهجير والإلغاء الثقافي وتفتيت العالم جغرافيا وتاريخيا، والحكم على البشرية
بأن تسير في طريق غاية منتهاها ما انتهى إليه الغرب. إنّ الأمر يتعدى حدود الهيمنة
إلى الاستئصال وفق الغايات المالتوسية»، وأطاريح ماكس نوردوا في طرد سكان الجنوب
إلى عمق الصحراء، ليقضوا نحبهم هناك تاركين أماكنهم للعرق الأفضل
(الأوروبي)..." إلخ كلامه.
قلت: فأنّى لسليم بهذه المصطلحات "الغايات المالتوسية"
و"أطاريح ماكس نوردوا"؟!!
5- ثُم جاء بكلام آخر للمدرسي الشيعيّ:
قال المدرسيّ: "والمواجهة الحضارية تبرز من خلال مظاهر
مختلفة، بيد أن نقطة واحدة تقرر مصيرها النهائي لصالح الأمة أو في صالح أعدائها،
تلك هي جدارة (الفكرة الحضارية) بالبقاء. فبقدر ما تكون الفكرة مليئة بركائز
التقدم والنصر، وبقدر ما تبعثه في الإنسان المتقمص لها من الإيمان والمعرفة، سيكون
تقدم الأمة وانتصارها.
ولن تغني الفكرة الحضارية شيئاً لو لم تملك الأصالة والواقعية، ولم
تكن قادرة على تحميل نفسها على كتف الحياة حتى تصنع رجالاً، وتصنع بهم بطولات
وتصنع بها حضارة متفوقة. إذ بدون التفاعل بين الإنسان والفكرة كيف يتمكن الإنسان
من تغيير واقع وبناء حياة! فهل تتقدم أمة تملك تراثاً ضخماً من الفكرة الحضارية لو
لم تتحول فعلاً إلى عطاء وعمل؟ ومن هنا فإن الإسلام لن يغني الأمة شيئاً ما دام
فكراً تاريخياً في ذهنية المسلمين، دون أن يتحول إلى مادة حضارية تتفاعل مع
الإنسان في واقعه الخارجي. ولن يقع هذا التحول دون ظهور الإسلام على المسرح بكل
قوة حتى يقوم بدوره كفكرة حضارية.
ذلك لأن الإسلام كدين، والإسلام كتاريخ يختلف كثيراً عن الإسلام
كإيمان وعمل وبالتالي كفكرة حضارية. إذ الدين بمفهومه الشائع انتماء وطقوس،
والتاريخ عبر وحكم. أما الإيمان، فهو أصالة وكينونة. أما الحضارة فهي حركة وحياة.
وبين القسمين فاصل كبير. فالمسلمون، كانوا أمة، وكانوا خير أمة أخرجت للناس،
وكوّنوا حضارة لا مثيل لها؛ كل هذا تاريخ لا يمكن أن يحقق شيئاً. ولنا أن نتساءل
عن أنه هل عاد المسلمون أمة، وهل هم اليوم خير أمة، وهل أنهم بناة حضارة، بل هل هم
حماة حضارة؟ وبكل أسف يجب أن نجيب كلا، إننا لم نعد أمة لأننا اليوم نفقد الوحدة
والتعاون. ولم نعد خير أمة، لأننا لا نملك كفايتنا من العلم والإيمان. ولم نعد
نبني ولا نحمي حضارة، لأننا وبكل أسف، نعاني نكبات سياسية وعسكرية، وتخلفاً
اجتماعياً علمياً اقتصادياً. و.. و.. وبالتالي: إن إسلام أمس لا يغني عن إسلامنا
اليومم.
والسؤال هنا كيف نحول أمسنا إلى اليوم؟ والجواب بسيط: لا بد من طي
الفترة التي تفصل اليوم عن أمس ليتصل يومنا بيوم تقدمنا، ونبدأ منه المسير" انتهى
كلام الشيعيّ.
http://www.almodarresi.com/books/691/8r10mi6k.htm
وقد وردت هذه المقالة التي لفّقها وسرقها (سليم الهلالي) في (شبكة
المنهاج الإسلامية) على شبكة الانترنت بعنوان: (المجتمع الإسلامي المعاصر والتحدي
الحضاري - (1) بقلم: (زياد أبو رجائي).
http://www.almenhaj.net/Report.php?linkid=%206744
ثُم بعد أن فُضح أمر (أبو رجائي) هذا، وكونه هو المشرف على هذه
المنتديات، حذف اسمه، وذكر أن صاحب هذه الكلمة هو سليم الهلالي!!
ثانياً:
قال سليم (ص15-27): "ذلك لأننا بحاجة إلى واقعين:
قاعدة بناء.
ومنطلق مسيرة.
هما في الواقع
أصالة وتفتُّح، وبدون واحد منهما نخسر المعركة الحضارية.
والاستلهام من
الدين الصحيح يشكّل القاعدة والمنطلق والأصالة، والتفتح على الحياة يشكّل المسير
والتفاعل.
فنحن إذاً
بحاجة إلى تأصل وتفتُّح، ولا بد أن نحققهما عبر ثلاثة مراحل:
1- مرحلة
التأصيل، وفيها نحاول استيعاب الفكرة الحضارية التي تتمثل في الدين الإسلامي
المصفى إيماناً وعلماً.
2- مرحلة البعث،
وفيها نشعر بالتخلف، ونستيقظ من سباتنا العميق، ونريد أن نحيا.
3- مرحلة التفتح،
وفيها نحاول الاستفادة من معطيات العلم الحديث الصالحة.
إن هذا هو الخط
الواضح القويم الذي لا يمكننا أن ننجح دون الالتزام به، والوفاء بمتطلباته.
إن أسس الحل
واحدة، وتتمثل في العودة الصحيحة إلى المنبع الصافي، بمراجعة الواقع الذاتي، ونبذ
البدع والشوائب التي أصابت المسلمين بسبب جهلهم وقصورهم.
أو برفض الآخر
الذي يعمل على غرس جرثومة الانحلال، والفتنة، والضعف، والتفكيك في الجسم الإسلامي.
أو محاولة
التوفيق بين الواقع والآخر؛ وذلك بتعديل الآتي من الخارج، والتكيُّف معه، دون
التخلي عن الأصول والثوابت.
بيد أن هناك
عقبات تعترض الطريق، وبمدى قدرتنا على تحديها تكون جدارتنا بحماية حضارتنا
التليدة، وبناء الحضارة الجديدة.
إن العوامل
الداخلية في العالم الإسلامي التي تكيد للإسلام كيداً لهي أشد وأنكى من الآتية من
الخارج، لأن القادم الخارجي مهما كانت عداوته؛ فهو شيء متوقع، ومن الممكن تفاديه
بالسياسة، أو المهادنة، أو الانحناء أمام العاصفة، أو أساليب الحرب الباردة.
أما الداخلية؛
فهـي نـار هشيم يتسع اشتعالها كلما رُمْتَ إطفاءها، فهي توقد فتناً، وتفرقنا إلى
شيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون، وهي: الغلو، والتطرف، والنَزعات الإقليمية،
والنَزغات الحزبية.
وهي التي تريد
بالمسيرة الانحراف عن خطها المستقيم.
فبعضها يحاول
تجميدنا على الأوضاع الفاسدة.
وآخر يريد
تمييعنا في بوتقة الحضارات المعاصرة.
والذي لا ريب
فيه: أن الغلو والتطرف بعيد عن روح الإسلام بُعْدَ المشرقين؛ ذلك لأن الإسلام
عقيدة شاملة أصيلة متفاوتة كلياً مع فلسفات الإغريق والبراهمة -الوثنية
المشركة-، ولكن الإسلام منفتح –كلياً- على معطيات العقل والعلم، ولا
يرضى التقوقع ضمن توابيت القديم.
والتمييع العالي
هو الآخر عقبة كؤود، يشكلها الانهزاميون الذين منعتهم التيارات الغربية الشعور
بأنفسهم، فراحوا ينظرون إلى واقعهم وكيانهم بعيون مستعارة، فلا يرون إلا مصالح
الآخرين، فهم يريدون أن نرفض كل أصيل، لأنه -في زعمهم- السبب المباشر لتخلفنا.
والذي يلفت
النظر: أنه كلما اشتد الاحتكاك الغربي بالمسلمين زاد الصراع، واشتدت حدة التطرف
والغلو والعنف والإرهاب؛ فالغرب هو مؤجج حركات الغلو والتطرف والإرهاب، ومحتضنها
في عقر داره، والساعي بالنميمة السياسية.
وعليه؛ فإن وصف
الإسلام بالتطرف والإرهاب بدعة أطلقها الغرب، وأكذوبة روج لها الصهاينة؛ للحدّ من
نشاط المسلمين في الدفاع عن الدين والعِرض والأرض.
وعملية إسقاط؛
لأن حياة الغرب قائمة على العنف، والتطرف، والإرهاب، ولا زال الاضطهاد والقتل
والتدمير قائماً على مسمع الدنيا وبصرها، لا يرقب في مسلم إلَّاً ولا ذمة، وإن
كانوا يُرْضُون المسلمين بأقوالهم ووعودهم: بالتحرير، والتنمية، والديمقراطية
{يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً} [النساء:120].
ولذلك؛ فالأصولية
زَعْمٌ أُلحق بالمسلمين؛ لتجريم العالم الإسلامي، وبخاصة الدول والجماعات التي
استعصت على الغرب أن يجرها في فلكه.
لأن الأصولية
يعني بها: التجريم، والإرهاب، والوحشية، والدموية، ومجازفة التحضر والتمدن، وفق
معناها الكنسي عندما كان الغرب يسبح في عصر الظلمات!!
وكثير من
المسلمين ظلوا بين الطرفين؛ كالشاة العائرة بين الصفين، لا يستطيعون حيلة ولا
يهتدون سبيلاً؛ ذلك لأن المنحرفين راحوا يشككون في قدرة الإسلام أن يبني حضارة
المسلمين الحديثة الأصيلة.
وبما أن الدين لا
يزال يتمتع بقاعدة شعبية واسعة وراسخة؛ فإن المنحرفين عنه لم يقدروا على الهجوم
على صلاحية الإسلام، أو إمكانية المسلمين للقيام ببناء حضارة جديدة، بل راحوا
ينافقون -كل حسب اتجاهه المتطرف- أيما نفاق.
فبعضهم حاول أن
يحصر الدين عند الناس في حدود معينة من السلوك الفردي، وبعض النظم الاجتماعية، أما
في المناهج العلمية والقواعد الخلقية؛ فلا بد أن يصبح تابعاً متواضعاً للفلسفة
التي يختارونها، كل حسب هواه.
أما النصوص
الشرعية المخالفة لهم في نسبتهم هذه؛ فكانت في أيـديهم ألين من الحديـد بين أصابع
داود -عليه الصلاة والسلام-، حيث أخذوا يؤوِّلون فيها، ويحرفون، ويفترون على الله
الكذب، وهم هادئون مطمئنون.
وفي الطرف
المعاكس تماماً كان الانهزاميون يقومون بدور مماثل؛ ولكن من منطلق مختلف، إذ كانوا
يحاولون تجريد الإسلام من روحه الناصعة، ومبادئـه الفطرية الصائبة، وتمييع أحكامه
المحددة، وتوجيه نصوصه وفق فلسفات الغرب الحديثة، ناسين أو متناسين كل ما في هذه
الأخيرة من سلبيات وتناقضات.
وقد بلغ الجهد
ببعضهم حداً دعا المسلمين إلى تبني فكرة مناهضة للإسلام تماماً، وباسم الإسلام
ذاته، وقالوا: لا يعدو الإسلام أن يكون انتماء قومياً، أو قبلياً، أو عائلياً، فهو
ينسجم -أو لا بد أن نجعله ينسجم- مع كل جديد يقتضيه اتجاه المدنية الحديثة.
ولم يعلموا أنهم
بعملهم هذا انتزعوا عن الإسلام أهم ما فيه؛ وهي الروح المبدعة الخلاقة.
وضاعت الأمة
الإسلامية المرتقبة، والحضارة الإسلامية المأمولة، على مفترق الطرق، واحتارت في
زحمة الاتجاهات المتطرفة.
وأصبح الإسلام
كلمة مطاطة، كأنها ضباب السواحل تشمل جميع المتناقضات، وليس أبداً ذلك الدين
الواحد الذي جاء به رسول واحد من رب واحد، لتكوين أمة واحدة؛ بل صار ألف دين، وألف
مذهب، وألف أمة، وألف ملة... وكانت هذه عقبة تعترض مسيرة المسلمين الحضارية، وكان
لا بد لنا من تحديها بأمرين:
1- تجريد الإسلام
من الفلسفات الجاهلية التي نسبها المنحرفون إلى الـدين حتى يعود الدين كما أنزله
الله -سبحانه- على رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- عقيدة صافية، وفكرة رائعة، تحمل
نفسها على كتف الحياة، وتنسجم وتتفاعل معها، ولا يمكن ذلك دون العودة إلى ذات
النصوص الشرعية، ومحاولة التسليم لها، والتفتح عليها، دون التأويل لها، والتحريف
لكلماتها.
إن الإسلام بنى
الحياة المادية على أفضل ما تكون، وفتح أبواب الأمل؛ ليصل الإنسان إلى كماله المهيأ
له، ولكن ليس على حساب الآخرين -كما يفعل الغرب المادي-، ومع الجانب المادي يسعى
الإسلام إلى بناء الكيان الروحي والعقلي والأخلاقي في الإنسان؛ لأن المادة جزء من
حياة الإنسان، وأما الجزء الآخر؛ فهو الروح، والعقل، والأخلاق.
قال -تعالى-:
{ربنا آتنا في الدُّنيا حَسَنةً وفي الآخرة حَسَنة وقنا عذاب النار} [البقرة:201].
عن أبي هريرة
-رضي الله عنه- قال: قال –صلى الله عليه وسلّم-: «إنما بعثت؛ لأتمم مكارم
الأخلاق».
ويروى عن عيسى
-عليه الصلاة والسلام- قوله: ((ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان)).
فالأخلاق والعلم
جناحان يحـلّق بهما الإنسان في سماوات الإجادة والإفادة.
2- تجريد الحضارة
الحديثة مما شابهها من سلبيات الإنسان الأوروبي، ونظراته الضيقة المحدودة، وذلك
بدراستها في ضوء وهدى القرآن والسنة، ومنهج خير القرون، دون تقليد منا لها أو
انغلاق عنها.
لأن الانعزال
والتقوقع على التراث في عالم اليوم، الذي تحول إلى قرية صغيرة -بحكم التطور التقني
الهائل في تكنولوجيا الاتصال- أمر مستحيل، كما أن الانسياق وراء الدعوة إلى حضارة
عالمية واحدة بحد ذاته انتصار للمدنية الغربية الكاسحة، وهو طريق التبعية الحضارية
التي تفقد المسلمين خصوصيتهم الحضارية، ويحولهم إلى مجرد هامش لمدينة الغرب.
إن المشروع
الحضاري الإسلامي فعل حضاري مركب، لا يجتر ماضياً، ولا يحاكي راهناً، فعل يبدع
ذاته من أصل ذاته (الأصيل): الأصل الذي أبدع نماذجه في التاريخ الماضي، القادر على
أن يبدع نماذج جديدة في الحاضر والمستقبل.
وعلينا بعد ذلك
الاعتماد على أصالتنا الرسالية وأن نتخذ من سيرة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلّم-
قوة مناعية في بناء حضارة قوية وسليمة.
نريد جيلاً يحاول
التعرف إلى تاريخه وماضيه، وينفتح على تراثه الإسلامي الصافي الأصلي، ويستلهم منه
مشعلاً لطريقه ورؤيته للمستقبل.
لقد حمل المسلمون
الأوائل قيم الإسلام العليا ومُثُلَهُ السامية، وأخذوا في نشرها وتعميقها في كل
أرجاء الدنيا، وبدأت عملية التفاعل بينها وبين الحضارات السابقة، ومع مرور الزمن
وانصرام القرون: نتجت حضارة إسلامية كونية، أسهم في تكوينها المكونات الصالحة من
الحضارات السابقة، فاغتنت الحضارة الإسلامية بكـل ذلـك عن طريق التفاعل، وكانت هي
بـدورها فيما بعد - عندما استيقط الغرب من سباته وأخذ يستعد مكوناً حضارياً ذا
بال-، أَمَدَّ المدنية الغربية بما تزخر به اليوم من علوم وعطاء مادي متنوع.
ولذلك كله؛ فإنه
وفي عصر التحدي الحضاري ودوامة التحامل على الإسلام الذي صوب سهامه ضد ثوابت الأمة
وقيمها وبلادها، تتعاظم الحاجة إلى مشروع إسلامي حضاري؛ تقويماً للمسيرة وتصحيحاً
للرؤى، وتنسيقاً للجهود والمواقف، وإعلاء لمنظومة المُثُل والقيم، وإشاعة للود
والتسامح والتراحم، وبثاً لروح التعاون والتصافي والتفاهم، وبالتالي: ارتقاءاً
بالإنسانية، وإسعاداً للبشرية، ملامحه: أنه رباني، عالمي، وسطي، سلفي، أخلاقي،
إنساني، حضاري، إيجابي، شمـولي، واقعي، تـرتبط الأصالة فيه بالمعاصرة، يلتزم
المصداقية بلا تضخيم، والواقعية بـلا انهزاميـة، والشفافية بـلا تهريج، الإنصاف
رائده، والعدل حاديه، والتسامح أسلوبه وقالبه، يعمل على حشد الطاقات في الأمة لا
على تبديــدها، يسلك مسالك الإخلاص للخـالق، والرفق والرحمة بالمخلوقين، يتسم
بالعقل والتسامح والحكمة، ويحاذر الصلف والعنف والتهور والشطط، وبذلك تحقق أمتنا
الريادة الحضارية، وتستعيد أمجادها التاريخية، وتتخلص من أزماتها الخانقة، وتصلح
أوضاعها المتردية بإذن الله.
وتتمثل مراقـي
هذا المشروع الحضاري الإسلامي فيما يأتي:
1- إن أولى
الخطوات، ونقطة الانطلاق: البدء بالذات، وفهمها، ومحاسبة النفس، والوقوف طويلاً
للمراجعات: تصحيحاً في المعتقد، وسمواً في الخلق والسجايا، وسلامة في الاتباع،
ومحاذرة الابتداع، ومعالجة لجوانب النقص التي دخلت على الأمة في عقيدتها ومنهجها،
وأن تلتزم الأمة نور الوحيين: الكتاب والسنة ومنهج القرون المفضلة؛ كما قال –صلى
الله عليه وسلّم-: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
يجب أن نتعرف إلى
واقعنا كما هو بالفعل دون رهبة أو خجل، ومن دون تهوين أو تهويل . . . إنها فرصة
للحوار مع الذات فهي البنية التحتية للحوار مع الآخرين.
2- محاولة فهم
الآخر والتعرف عليه، وهو هنا: الغرب وحضارته؛ للاستفادة من معطياتها النافعة، دون
ذوبان فيها، أو تمييع لديننا ومنهجنا.
3- نشر الإسلام
في العالم المادي؛ لتلقيح حضارته بالمبادئ الأخلاقية؛ وذلك؛ لتحصين الحضارة
الإنسانية من الشر، والفساد، وهدم القيم الفاضلة في الإنسان.
ولأن الإسلام - بحمد
الله- يملك الطاقات الروحية الأخلاقية لإخراج الحضارة المادية من مأزقها، وتحويلها
إلى حضارة إنسانية يشارك فيها الجميع.
4- مناشدة
المسلمين حكومات وشعوباً وهيئات وعلماء للنهوض إلى العمل الجاد، من أجل توحيد
كلمتهم، وتحقيق الوحدة الإسلامية؛ فهي فريضة شرعية، وضرورة بشرية، تمليها تعاليم
ديننا الحنيف، كما أنها مطلب حتمي تمليه ظروف التغيرات العالمية المعاصرة.
إن الوحدة بين
الشعوب الإسلامية كسب كبير للأمة الإسلامية، فالعالم اليوم يتجه نحو التكتلات
الكبيرة؛ مثل: الاتحاد الأوروبي.
5- التركيز على
التجمُّعات الطلابية الإسلامية؛ ليعود الشباب المسلم الذين تحتضنهم أنداداً حضاريين،
يستوعبون إيجابيات الحضارة الغربية بوعي تام، ويرتكزون على ثوابت الحضارة
الإسلامية، ليكونوا لبنات قوية في بناء حضاري إسلامي منشود -بإذن الله تعالى-
انتهى كلام سليم المسروق.
قلت: وهذا كلّه بحروفه للشيعي (الصدر الأول) كما في (منتديات آل
الصدر) بعنوان: (المسيرة الحضارية للمجتمع الإنساني):
قال الصدر الأول: "ذلك لأننا بحاجة إلى واقعين:
- قاعدة بناء.
- ومنطلق مسيرة.
هما في الواقع أصالة وتفتُّح وبدون واحد منهما
نخسر المعركة الحضارية. والاستلهام من الدين الصحيح يشكّل القاعدة والمنطلق
والأصالة، والتفتح على الحياة يشكّل المسير والتفاعل. ونحن إذاً -بحاجة- إلى تأصل
وتفتُّح ولا بد أن نحققهما عبر ثلاث مراحل:
1- مرحلة التأصيل، وفيها نحاول استيعاب الفكرة
الحضارية التي تتمثل في الدين الإسلامي المصفى إيماناً وعلماً.
2- مرحلة البعث، وفيها نشعر بالتخلف، ونستيقظ
من سباتنا العميق، ونريد أن نحيى.
3- مرحلة التفتح، وفيها نحاول الاستفادة من
معطيات العلم الحديث الصالحة.
إن هذا هو الخط الواضح القويم الذي لا يمكننا
أن ننجح دون الالتزام به، والوفاء بمتطلباته.
إن أسس الحل واحدة، وتتمثل في العودة الصحيحة
إلى المنبع الصافي، بمراجعة الواقع الذاتي، ونبذ البدع والشوائب التي أصابت
المسلمين بسبب جهلهم وقصورهم. أو برفض الآخر الذي يعمل على غرس جرثومة الانحلال،
والفتنة، والضعف، والتفكيك في الجسم الإسلامي.
أو محاولة التوفيق بين الواقع والآخر؛ وذلك
بتعديل الآتي من الخارج، والتكيُّف معه، دون التخلي عن الأصول.
بيد أن هناك عقبات تعترض الطريق، وبمدى قدرتنا
على تحديها تكون جدارتنا بحماية حضارتنا التليدة، وبناء الحضارة الجديدة.
إن العوامل الداخلية في العالم الإسلامي التي
تكيد للإسلام كيداً لهي أشد وأنكى من الآتية من الخارج، لأن القادم الخارجي
مهما كانت عداوته؛ فهو شيء متوقع، ومن الممكن تفاديه بالسياسة، أو المهادنة،
أو الانحناء أمام العاصفة، أو أساليب الحرب الباردة.
أما الداخلية؛ فهـي نـار هشيم يتسع اشتعالها
كلما رُمْتَ إطفاءها، فهي توقد فتناً، وتفرقنا إلى شيع، كل حزب بما لديهم فرحون،
وهي: الغلو، والتطرف، والنزعات الإقليمية، والنزغات الحزبية.
وهي التي تريد بالمسيرة الانحراف عن خطها
المستقيم، فبعضها يحاول تجميدنا على الأوضاع الفاسدة، وآخر يريد تمييعنا في بوتقة
الحضارات المعاصرة.
والذي لا ريب فيه: أن الغلو والتطرف بعيد عن
روح الإسلام بُعْدَ المشرقين؛ وذلك لأن الإسلام عقيدة شاملة أصيلة مُتَباينةٌ
كلياً مع فلسفات الإغريق والبراهمة الوثنية المشركة-، ولكن الإسلام منفتح –كلياً-
على معطيات العقل والعلم – التي لا تخالف أحكامه- ولا يرضى التقوقع ضمن
توابيت القديم الجاهلي المناقض للإسلام العظيم.
والتمييع هو الآخر عقبة كأداء، يشكلها
الانهزاميون الذين مَنَحَتْهُم التيارات الغربية الشعور بأنفسهم، فراحوا ينظرون
إلى واقعهم وكيانهم بعيون مستعارة، فلا يرون إلا مصالح الآخرين! فهم يريدون أن
نرفض كل أصيل، لأنه - في زعمهم- السبب المباشر لتخلفنا. والذي يسترعي النظر –
بشدّة-: أنه كلما اشتد الاحتكاك الغربي بالمسلمين زاد الصراع، واشتدت حدة التطرف
والغلو والعنف والإرهاب؛ فالغرب هو مؤجج حركات الغلو والتطرف والإرهاب، ومحتضنها
في عقر داره، والساعي بالنميمة السياسية.
وعليه؛ فإن وصف الإسلام بالتطرف والإرهاب
بدعة أطلقها الغرب، وأكذوبة روج لها يهود للحدّ من نشاط المسلمين في الدفاع
عن الدين والعِرض والأرض؛ فهو – في الحقيقة- عملية إسقاط؛ لأن حياة الغرب قائمة
على العنف، والتطرف، والإرهاب، ولا زال الاضطهاد والقتل والتدمير قائماً، وذلك على
مسمع الدنيا وبصرها، لا يرقب في مسلم إلاً ولا ذمة، وإن كانوا يُرْضُون المسلمين
بأقوالهم ووعودهم بالتحرير والتنمية والديمقراطية، وما يعدهم الشيطان إلا غروراً.
ولذلك؛ فالأصولية زَعْمٌ أُلحق بالمسلمين؛
لتجريم العالم الإسلامي، وبخاصة الدول والجماعات التي استعصت على الغرب أن يجرها
في فلكه.
ولأن الأصولية يعني بها:
التجريم، والإرهاب، والوحشية، والدموية، ومجازفة التحضر والتمدن، وفق معناها
الكنسي عندما كان الغرب يسبح في عصر الظلمات!!
وكثير من المسلمين ظلوا بين الطرفين كالشاة
العائرة بين الصفين، لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، ذلك لأن المنحرفين
راحوا يشككون في قدرة الإسلام أن يبين حضارة المسلمين الحديثة الأصيلة.
وبما أن الدين لا يزال يتمتع بقاعدة شعبية
واسعة وراسخة، فإن المنحرفين عنه لم يقدروا على الهجوم على صلاحية
الإسلام أو إمكانية المسلمين للقيام ببناء حضارة حديثة، بل راحوا ينافقون - كل حسب
اتجاهه المتطرف- أيما نفاق.
فبعضهم حاولوا أن يحصروا الدين عند
الناس في حدود معينة من السلوك الفردي، وبعض النظم الاجتماعية، أما في المناهج
العلمية والقواعد الخلقية؛ فلا بد أن يصبح تابعاً متواضعاً للفلسفة التي
يختارونها، كل حسب هواه.
أما النصوص الشرعية المخالفة
لهم في نسبتهم هذه؛ فكانت في أيـديهم ألين من الحديـد بين أصابع داود
–عليه السلام-، حيث أخذوا يؤوِّلون فيها ويحرفون ويفترون على الله الكذب، وهم
هادئون مطمئنون.
وفي الطرف المعاكس تماماً كان الانهزاميون
يقومون بدور مماثل، ولكن من منطلق مختلف، إذ كانوا يحاولون تجريد الإسلام من
روحه الناصعة، ومبادئـه الفطرية الصائبة، وتمييع أحكامه المحددة، وتوجيه نصوصه وفق
فلسفات الغرب الحديثة، ناسين أو متناسين كل ما في هذه الأخيرة من سلبيات وتناقضات.
وقد بلغ الجهد ببعضهم حداً دعا المسلمين إلى
تبني فكرة مناهضة للإسلام تماماً، وباسم الإسلام
ذاته، وقالوا: لا يعدو الإسلام أن يكون انتماء قومياً، أو قبلياً، أو عائلياً، فهو
ينسجم - أو لا بد أن نجعله ينسجم!- مع كل جديد يقتضيه اتجاه المدنية الحديثة.
ولم يعلموا أنه بعملهم هذا انتزعوا عن
الإسلام أهم ما فيه، وهي الروح المبدعة الخلاقة.
وضاعت الأمة الإسلامية المرتقبة، والحضارة
الإسلامية المأمولة، على مفترق الطرق، واحتارت في زحمة الاتجاهات المتطرفة. وأصبح
الإسلام كلمة مطاطة كأنها ضباب السواحل تشمل جميع المتناقضات، وليس أبداً ذلك
الدين الواحد الذي جاء به رسول واحد من رب واحد، لتكوين أمة واحدة، بل
صار ألف دين وألف مذهب وألف أمة وألف ملة... وكانت هذه عقبة تعترض مسيرة
المسلمين الحضارية وكان لا بد لنا من تحديها بأمرين:
1- تجريد الإسلام من الفلسفات الجاهلية التي
نسبها المنحرفون إلى الـدين حتى يعود الدين كما أنزله الله -سبحانه- على رسول الله
– صلى الله عليه وسلّم- عقيدة صافية وفكرة رائعة تحمل نفسها على كتف الحياة،
وتنسجم وتتفاعل معها، ولا يمكن ذلك دون العودة إلى ذات النصوص الشرعية، ومحاولة
التسليم لها، والتفتح عليها، دون التأويل لها، والتحريف لكلماته.
إن الإسلام بنى الحياة المادية على أفضل ما
تكون، وفتح أبواب الأمل؛ ليصل الإنسان إلى كماله المهيأ له، ولكن ليس على حساب
الآخرين كما يفعل الغرب المادي، ومع الجانب المادي يسعى الإسلام إلى بناء الكيان
الروحي والعقلي والأخلاقي في الإنسان؛ لأن المادة جزء من حياة الإنسان، وأما الجزء
الآخر؛ فهو الروح، والعقل، والأخلاق.
قال - تعالى-: {ربنا آتنا في الدُّنيا
حَسَنةً وفي الآخرة حَسَنة وقنا عذاب النار} [البقرة:201].
قال – صلى الله عليه وسلّم-: «إنما بعثت؛ لأتمم
مكارم الأخلاق». ويروى عن عيسى -عليه السلام- قوله: ليس بالخبز وحده يحيى
الإنسان.
فالأخلاق والعلم جناحان يحـلق بهما
الإنسان في سماوات الإجادة والإفادة.
2- تجريد الحضارة الحديثة مما شابهها من سلبيات
الإنسان الأوروبي، ونظراته الضيقة المحدودة، وذلك بدراستها في ضوء وهدى القرآن
والسنة، ومنهج خير القرون، دون تقليد منا لها أو انغلاق عنها، لأن الانعزال
والتقوقع على التراث في عالم اليوم - الذي تحول إلى (غرفة) صغيرة بحكم التطور
التقني الهائل، في تكنولوجيا الاتصال- أمر مستحيل كما أن الانسياق وراء الدعوة إلى
حضارة عالمية واحدة – بحد ذاته- انتصار للمدنية الغربية الكاسحة، وهو طريق التبعية
الحضارية التي تفقد المسلمين خصوصيتهم الحضارية، ويحولهم إلى مجرد هامش لمدينة
الغرب.
إن المشروع الحضاري الإسلامي فعل حضاري مركب لا
يجتر ماضياً فارغاً، ولا يحاكي راهناً واهِناً، فعل يبدع ذاته
من أصل ذاته (الأصيل)؛ الذي هو الأصل الذي أبدع نماذجه في التاريخ الماضي، القادر
على أن يبدع نماذج جديدة في الحاضر والمستقبل.
وعلينا بعد ذلك الاعتماد على أصالتنا الرسالية
وأن نتخذ من سيرة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلّم- قوة مناعية في بناء حضارة
قوية وسليمة.
نريد جيلاً يحاول التعرف إلى تاريخه
وماضيه، وينفتح على تراثه الإسلامي الصافي الأصلي، ويستلهم منه مشعلاً لطريقه
ورؤيته للمستقبل.
لقد حمل المسلمون الأوائل قيم الإسلام
العليا ومُثُلَهُ السامية، وأخذوا في نشرها وتعميقها في كل أرجاء الدنيا، وبدأت
عملية التفاعل بينها وبين الحضارات السابقة.
ومع مرور الزمن وانصرام القرون نتجت حضارة
إسلامية كونية، أسهم في تكوينها المكونات الصالحة من الحضارات السابقة،
فاغتنت الحضارة الإسلامية بكـل ذلـك عن طريق التفاعل، وكانت هي
بدورها فيما بعد عندما استيقط الغرب من سباته وأخذ يستعد مكوناً حضارياً ذا
بال، أَمَدَّ المدنية الغربية بما تزخر به اليوم من علوم وعطاء مادي متنوع، ولذلك
كله؛ فإنه وفي عصر التحدي الحضاري ودوامة التحامل على الإسلام الذي صوب سهامه
ضد ثوابت الأمة وقيمها وبلادها، تتعاظم الحاجة إلى مشروع إسلامي حضاري،
تقويماً للمسيرة وتصحيحاً للرؤى، وتنسيقاً للجهود والمواقف، وإعلاء لمنظومة
المُثُل والقيم، وإشاعة للود والتسامح والتراحم، وبثاً لروح التعاون والتصافي والتفاهم،
وبالتالي ارتقاءاً بالإنسانية وإسعاداً للبشرية.
ملامحه: أنه رباني عالمي وسطي سلفي أخلاقي
إنساني حضاري إيجابي شمـولي واقعي، تـرتبط الأصالة فيه بالمعاصرة، يلتزم المصداقية
بلا تضخيم، والواقعية بـلا انهزاميـة، والشفافية بـلا تهريج، الإنصاف رائده،
والعدل حاديه، والتسامح أسلوبه وقالبه، يعمل على حشد الطاقات في الأمة لا على
تبديــدها، يسلك مسالك الإخلاص للخـالق، والرفق والرحمة بالمخلوقين، يتسم بالعقل
والتسامح والحكمة، ويحاذر الصلف والعنف والتهور والشطط، وبذلك تحقق أمتنا الريادة
الحضارية، وتستعيد أمجادها التاريخية، وتتخلص من أزماتها الخانقة، وتصلح أوضاعها
المتردية – بإذن الله:
وتتمثل مراقـي هذا المشروع الحضاري الإسلامي
فيما يأتي:
1- إن البديل لصدام الحضارات هو تفاعلها،
وحوارها بما يعود على الإنسانية جمعاء بالخير والسعادة، فالتفاعل عملية صراع؛
لكن موجهة للبناء، والاستجابة الحضارية لتحديات الواقع الراهن.
لقد اكتوى العالم بلظى حروب كونية مدمرة،
ولذلك لا يستطيع أن يحتمل حروباً أخرى، لذلك لا بد من ترسيخ مبدأ الحوار
بالتي هي أحسن للتي هي أقوم.
2- إن أولى الخطوات ونقطة الانطلاق هي البدء
بالذات، وفهمها، ومحاسبة النفس، والوقوف طويلاً للمراجعات: تصحيحاً في المعتقد،
وسمواً في الخلق والسجايا، وسلامة في الاتباع، ومحاذرة مِن الابتداع، ومعالجة
لجوانب النقص التي دخلت على الأمة في عقيدتها ومنهجها، وأن تلتزم الأمة نور
الوحيين: الكتاب والسنة ومنهج القرون المفضلة، كما قال – صلى الله عليه وسلّم-:
«خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
يجب أن نتعرف إلى واقعنا كما هو بالفعل دون
رهبة أو خجل، ومن دون تهوين أو تهويل . . . إنها فرصة للحوار مع الذات في البنية
التحتية للحوار مع الآخرين.
3- محاولة فهم الآخر والتعرف إليه، وهو - هنا- الغرب
وحضارته للاستفادة من معطياتها النافعة، دون ذوبان فيها، أو تمييع لديننا ومنهجنا.
4- نشر الإسلام في العالم المادي؛ لتلقيح
حضارته بالمبادئ الأخلاقية؛ وذلك لتحصين الحضارة الإنسانية من الشر، والفساد، وهدم
القيم الفاضلة في الإنسان.
ولأن الإسلام - بحمد الله- يملك الطاقات
الروحية الأخلاقية لإخراج الحضارة المادية من مأزقها، وتحويلها إلى حضارة إنسانية
يشارك فيها الجميع.
5- مناشدة المسلمين -حكومات وشعوباً وهيئات
وعلماء- للنهوض إلى العمل الجاد، من أجل توحيد كلمتهم، وتحقيق الوحدة الإسلامية؛
التي هي فريضة شرعية، وضرورة بشرية، تمليها تعاليم ديننا الحنيف، كما أنها
مطلب حتمي تمليه ظروف التغيرات العالمية المعاصرة.
إن الوحدة بين الشعوب الإسلامية كسب كبير للأمة
الإسلامية، فالعالم اليوم يتجه نحو التكتلات الكبيرة مثل الاتحاد الأوروبي.
6- التركيز على التجمُّعات الطلابية الإسلامية؛
ليعود الشباب المسلم –الذين تأويهم هذه التجمُّعات- أنداداً حضاريين يستوعبون
إيجابيات الحضارة الغربية بوعي تام، ويرتكزون على ثوابت الحضارة
الإسلامية، ليكونوا لبنات قوية في بناء حضاري إسلامي منشود - بإذن الله
تعالى" انتهى كلامه.
http://almoallem.net/showthread.php?p=9499
قلت: وقد حذف سليم فقط النقطة الأولى عند الصدر وهي: "إن البديل
لصدام الحضارات هو تفاعلها، وحوارها بما يعود على الإنسانية جمعاء بالخير
والسعادة، فالتفاعل عملية صراع؛ لكن موجهة للبناء، والاستجابة الحضارية لتحديات
الواقع الراهن. لقد اكتوى العالم بلظى حروب كونية مدمرة، ولذلك لا
يستطيع أن يحتمل حروباً أخرى، لذلك لا بد من ترسيخ مبدأ الحوار بالتي هي أحسن
للتي هي أقوم".
وهذا ربما حذفه سليم لأنه يدعو إلى حوار الأديان، وكان لا يراه
آنذاك، ولو سئل عنه الآن ربما أجاب!!
والله يا سليم أمت وأمثالك قد أسأتم للسلف بانتسابكم الباطل إليهم،
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ورغم مخالفتنا للشيعة في أسس مذهبهم وعقائدهم الباطلة، إلا أنه لا
يضيرنا هنا أن نعتذر منهم على ما ارتكبه واحدٌ ممن ينتسب إلى السنة والجماعة في
حقّ كتبهم، فطفق يسرق منها وينهب..
وأخيراً.. أقول لسليم الهلالي: كفى.. فقد فضحتنا حتى مع الشيعة،
فتب إلى الله قبل الممات!
وكتب: خالد
الحايك
5/10/2009م.
شاركنا تعليقك