خطأ في (المستدرك) وتوهيم ابن حجر للحاكم وردّ ذلك!
بقلم: خالد الحايك.
قال
الحاكم في ((المستدرك)) (1/307) (طبعة عبدالقادر عطا) و (1/194 الطبعة الهندية): حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا العبّاس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أبو نُعيم
الفضل بن دكين، قال: حدثنا عمر بن عبدالرحمن بن أسيد، عن محمّد بن عباد بن جعفر
المؤذن: أنه سمع أبا هريرة يُخبر: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثهم: ((أنّ
جبرائيل أتاه فصلى به الصلاة في وقتين إلا المغرب، قال: فجاءني فصلى بي ساعة غابت
الشمس، ثم جاءني من الغد فصلى بي ساعة غابت الشمس لم يغيره)).
قال
الحاكم: "هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه، فإنهما لم يخرجا عن محمد بن
عباد بن جعفر".
قلت:
ما جاء في المطبوع (محمد بن عباد بن جعفر المؤذن) خطأ! والصواب: (محمد ابن عمار بن
سعد المؤذن).
وقد
ذكر ابن حجر في ((الإتحاف)) رقم (19941) حديث الحاكم، ثم قال: "وهم فيه،
فإنما هو عند أبي نعيم من طريق محمد بن عمار بن سعد. وقوله إن الشيخين لم يخرجا
لمحمد بن عباد بن جعفر وهم منه فقد أخرجا له".
قلت:
لا أظن أن الحاكم وهم فيه، وإنما هو تصحيف في النسخ القديمة! لأن الحاكم ذكر بأنه
(المؤذن) ومحمد بن جعفر لا يعرف بالمؤذن، والذي يعرف بالمؤذن هو محمد بن عمار بن
سعد، ومظنة التصحيف قوية لأن (عمار) قريبة من (عباد)، وكذلك (سعد) قريبة من (جعفر)
في الرسم القديم، وعليه فلا حاجة للاستدراك على الحاكم بقوله إن الشيخين لم يخرجا
له؛ لأنه قصد أنهما لم يخرجا للمؤذن وهو محمد بن عمار بن سعد، وهذا صحيح فهما لم
يخرجا له.
وهذا
الحديث رواه البيهقي في ((السنن الكبرى)) (1/369) عن الحاكم، به، ولم ينسب محمداً
في الرواية، ثم قال البيهقي: "محمد هو ابن عمار بن سعد المؤذن".
ورواه
الدارقطني في ((السنن)) (1/261) من طريق العباس بن محمد، وفي إسناده: "محمد
بن عمار بن سعد المؤذن".
وقال
البخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/185): "محمد بن عمار بن سعد المؤذن القرظ
المدني: سمع أبا هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم أن جبريل أتاه فصلى به
الصلوات وقتين وقتين إلا المغرب، قاله لنا أبو نعيم: قال عبدالله بن نافع: حدثنا
عمر بن عبدالرحمن بن أسيد".
وكتب: خالد الحايك.
23 شعبان 1429هـ.
شاركنا تعليقك