بلغَ السيل الزُّبا.. يا «طنطاوي»!
بقلم: د. خالد
الحايك.
وما زالت الجراح لم تلتئم من
مخازي شيخ الأزهر "الطنطاوي" القديمة، حتى يفجأنا بخزية أخرى من مخازيه!
شيخ الأزهر أكبر سلطة دينية - إن
جاز التعبير - لا يملك حتى حُسن الكلام، ولا أدب الإسلام، فمن الذي مكّنه في مكان
لا يستحقه؟ وإذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة.
فتاة في مقتبل العمر، عفيفة
طاهرة، حَصان رَزان، تتبع شرع ربّها، فتغطي وجهها وتحمي عرضها من الذئاب البشرية
المنتشرة في كل مكان، يراها هذا الشيخ الكبير الذي لا يقيم للإسلام احتراماً،
فيقول لها: "اخلعي نقابك، فإنه مجرد عادة لا علاقة له بالدين الإسلامي من
قريب أو بعيد"، ثم يقول: "وبعدين إنتِ قاعدة مع زميلاتك البنات في الفصل
لابسة النقاب ليه؟" فما كان من هذه الطفلة البريئة العفيفة الطاهرة إلا أن
امتثلت لهذا الشيخ ظناً منها أنه اطلعَ على علم لم تطلع عليه!
فأيّ علم عند هذا "الطنطاوي"؟!
من أين جاء بأن النقاب عادة لا علاقة له بالدِّين؟ ألم يقرأ في كتب أهل العلم؟ إذا
كان جاهلاً فالأمر يسير! وإذا كان عالماً بذلك، فهو حربٌ على الإسلام وأهله، ولا
ننسى تأييده لفرنسا في منعها الحجاب، وكذلك مصافحته لزعيم يهود "شيمون
بيريز" في "مؤتمر حوار الأديان والحضارات" الذي عُقد في نيويورك!...
إلى غير ذلك من مخازيه!
مسألة النقاب مسألة خلافية عند
أهل العلم، وخلافهم دائر بين وجوب تغطية الوجه وعدمه، ولم نجد أحداً ممن خالف وجوب
التغطية قال بمثل ما قال طنطاوي. بل كتب أئمة التفسير طافحة فيمن يقول بوجوب
التغطية من الصحابة والتابعين وغيرهم. فمن أين جاء طنطاوي بأنه عادة؟
لِمَ هذه الهجمة الشرسة والحرب
الضّروس على النقاب؟ ما الذي يغيظك يا طنطاوي من لبس النساء للنقاب؟ لِمَ لا تهاجم
اللواتي لا يلبسن شيئاً من الممثلات والراقصات؟ أأصبح الطهر والعفة ظاهرة تستحق
الحرب، والفسق والفجور ظاهرة تستحق الثناء؟ ما لكم كيف تحكمون؟
وأين أدب الإسلام في التعامل مع
الأطفال وصِغار السنّ من الفتيات يا شيخ؟ ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يداعب ذاك الغلام: "أبا عُمير ما فعل النُّغَير؟". وأين أدب الإسلام
مع المخالف وأنت تسفّه تلك المعلمة التي دافعت عن هذه الفتاة بقولك: "قلت: إن
النقاب لا علاقة له بالإسلام، وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدِّين أكثر منكِ ومن
اللي خلفوكِ!"
اسمح لي أن أقول لك: إنها فهمت
أكثر منك. وأنت عارٌ على الأزهر الذي عبقت عطوره عبر التاريخ وكان منارة للعلم
والعلماء حتى ترأسه أمثالك! فيا لضيعة العلم، ويا لضيعة الدّين! وآهٍ لغربة
الإسلام. دعاةٌ على أبواب جهنم من بني جلدتنا يقذفون الناس في النّار. نسأل الله
السلامة والثبات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نشرت في جريدة السبيل بتاريخ:
8/10/2009م.
شاركنا تعليقك