الألباني
وعلم العلل!
بقلم: خالد الحايك.
إنّ المتتبع لعمل الشيخ الألباني
في التصحيح والتضعيف يجد أنه كثيراً يمشي على ظواهر الأسانيد دون النظر في عللها!
ولهذا تجده أحياناً ينقل تعليل أهل العلم لبعض الأحاديث دون إدراك العلة التي
أعل بها النقاد ذلك الحديث!
ومن أمثلة ذلك: أنه ذكر في
((إرواء الغليل)) (7/66) حديث هرمي بن عبدالله، عن خزيمة ابن ثابت، مرفوعاً في
النهي عن إتيان النساء في أدبارهنّ. ثُم قال الشيخ: "لكن هرمي هذا مستور كما
قال الحافظ في التقريب. وقال في التلخيص (3/180):"لا يعرف حاله".
قال الشيخ: "وتابعه عمارة بن
خزيمة بن ثابت عن أبيه به. أخرجه النسائي والطحاوي وابن الجارود والبيهقي وأحمد من
طريق سفيان بن عيينة عن يزيد بن عبدالله ابن الهاد عن عمارة بن خزيمة به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات
رجال الشيخين غير عمارة، وهو ثقة كما في التقريب، لكنهم أعلوه بما لا يظهر، فقال
البيهقي: "مدار هذا الحديث على هرمي بن عبدالله، وليس لعمارة بن خزيمة فيه
أصل إلا من حديث ابن عيينة، وأهل العلم بالحديث يرونه خطأ، والله أعلم". وقال
الحافظ في ((التلخيص)) (3/180): "وقد قال الشافعي: غلط ابن عيينة في إسناد
حديث خزيمة". انتهى كلام الشيخ.
قلت: كيف أعلوه بما لا يظهر؟!
فسفيان بن عيينة خالف جماعة في إسناده، فقال عن عمارة بن خزيمة عن أبيه! وعمارة لم
يرو هذا الحديث عن أبيه أصلاً! وكأنه نسي اسم شيخ يزيد، وهو يعرف أن الحديث هو
لخزيمة، فقال: عن عمارة بن خزيمة عن أبيه، فوهم!
والحديث رواه عن يزيد بن الهاد
جماعة: إبراهيم بن سعد وأبو مصعب عبدالسلام بن حفص (كما هو عند النسائي: 5/316)،
وابن أبي حازم وعبدالعزيز الدراوردي (كما هو عند الطبراني في المعجم الكبير:
4/90)، أربعتهم عن يزيد بن الهاد، عن عبيدالله بن عبدالله بن الحصين الوائلي، عن
هرمي بن عبدالله الواقفي، عن خزيمة.
وخالفهم سفيان بن عيينة فرواه عن
يزيد بن الهاد، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن أبيه خزيمة.
فكيف أعلّوه بما لا يظهر كما زعم
الشيخ –رحمه الله-؟!
قال الإمام البخاري في ((التاريخ
الكبير)) (8/256): "وقال ابن عيينة عن ابن الهاد عن عمارة بن خزيمة عن أبيه،
وهو وهم".
·
وهم في كلام أبي حاتم الرازي ونقل الذهبي والشيخ الحويني له دون
التنبه إلى خطئه!
قال ابن أبي حاتم في ((علل الحديث))
(1/403): سمعت أبي وذكر حديثاً رواه ابن عيينة عن ابن الهاد عن عمارة بن خزيمة عن
أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تأتوا النساء في أدبارهنّ)). قال أبي:
"هذا خطأ! أخطأ فيه ابن عيينة، إنما هو ابن الهاد عن علي بن عبدالله بن
السائب عن عبيدالله بن محمد عن هرمي عن خزيمة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم".
ونقل هذا الكلام الإمام الذهبي في
((تاريخ الإسلام)) (1/1567)، والشيخ أبو إسحاق الحويني في ((غوث المكدود)) (3/50)،
ولم يتنبها إلى أن أبا حاتم وهم في بيان الطريق الصحيح عن ابن الهاد!
فابن الهاد لم يروه عن علي بن
عبدالله بن السائب! ولا يوجد في الحديث من اسمه عبيدالله بن محمد!
والحديث رواه جماعة عن يزيد بن
الهاد، عن عبيدالله بن عبدالله بن الحصين الوائلي، عن هرمي بن عبدالله الواقفي، عن
خزيمة.
والطريق الذي ذكره أبو حاتم فيه
قلب في الاسم! فلا وجود لعلي بن عبدالله بن السائب! وإنما هو عبدالله بن علي بن
السائب.
وحديثه رواه بعضهم عن عبدالله بن
علي بن السائب، عن حصين بن محصن الخطمي، عن هرمي بن عمرو الخطمي، عن خزيمة بن ثابت.
ورواه بعضهم عن عبدالله بن علي بن
السائب، عن عمرو بن أحَيْحَة بن الجُلاح الأنصاري، عن خزيمة.
عبد الله بن أحمد بن عبد الله :
جزاكم الله خيرا شيخنا الجليل كيف نفهم قول العلماء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال برأيه حديث الفأر ونحن نجد علماء الحديث يصححون حديث ابن عمر كنت أكتب كل شيء....
شاركنا تعليقك