وهم لمؤمل بن إسماعيل في متن حديث؟ - وكان مؤمل سيء الحفظ!

بقلم: أبي صهيب الحايك.

قال ابن أبي حاتم في ((العلل)) (1/375): سمعت أبي وحدّثنا بحديث عن عيسى بن يونس الرملي، عن مُؤمل بن إسماعيل، عن عبدالعزيز بن مسلم، عن شُميط بن عجلان، عن رجلٍ يُقال له زهير، عن أنس أنّ رجلاً من أهل الصفة مات وترك متاعاً، فباع النبيّ صلى الله عليه وسلم متاعه فيمن يزيد.

قال أبي: "زهير هذا هو أبو بكر الحنفي، ووهم مؤمل في لفظ متن هذا الحديث".

قلت: هذا الحديث رواه أبو داود (2/120) عن عبدالله بن مسلمة القعنبي. وابن ماجة (2/740) عن هشام بن عمّار، كلاهما عن عيسى بن يونس، عن الأخضر بن عجلان، عن أبي بكر الحنفي، عن أنس بن مالك: أنّ رجلاً من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله؟ فقال: ((أما في بيتك شيء؟)). قال: بلى، حِلْس نلبس بعضه، ونبسط بعضه، وقعب نشرب فيه من الماء. قال: ((ائتني بهما)). فأتاه بهما، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: ((من يشتري هذين؟)). قال رجل: أنا آخذهما بدرهم. قال: ((من يزيد على درهم)) مرتين أو ثلاثاً. قال رجل: أنا آخذهما بدرهمين، فأعطاهما إياه، وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري، وقال: ((اشتر بأحدهما طعاماً، فانبذه إلى أهلك. واشتر بالآخر قدوماً فأتني به)). فأتاه به فشدّ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده، ثم قال له: ((اذهب فاحتطب، وبِعْ، ولا أرينك خمسة عشر يوماً)). فذهب الرجل يحتطب ويبيع، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضها ثوباً، وببعضها طعاماً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا خيرٌ لك من أن تجىء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة. إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع)).

وجاء في بعض الطرق أن اسمه "عبدالله" لا "زهير". قال الإمام البخاري في ((التاريخ الكبير)) (5/53): "عبدالله أبو بكر الحنفي. قال موسى بن إسماعيل عن عبيدالله بن شميط عن عبدالله". ثُمّ أعاده في الكنى (ص12)، فقال: "أبو بكر الحنفي عن أنس. روى عنه الأخضر، ويقال اسمه: عبدالله. قاله موسى".

وتبعه ابن حبان فقال في ((الثقات)) (5/566): "أبو بكر الحنفي، يروي عن أنس بن مالك. روى عنه الأخضر بن عجلان، وقد قيل إن اسمه عبدالله".

وقال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (5/17): "عبدالله أبو بكر الحنفي، بصري. روى عن أنس. روى عنه الأخضر بن عجلان، وعبيدالله بن شميط، وعبدالله بن شميط. سمعت أبي يقول ذلك.

قلت: وعبدالله بن شميط هو نفسه عبيدالله بن شميط، تحرّف في بعض النسخ. وجاء في نسخة من ((الجرح والتعديل)) "عبدالرحمن بن شميط"، وهو تحريف أيضاً.