المتفق والمفترق/ عقبة بن يريم وعروة بن رويم، ونكارة حديث عقبة،
وتصحيح الحاكم له!
بقلم:
أبي صهيب الحايك.
روى الطبراني في ((المعجم الكبير))
(22/225) من طريق جعفر بن زياد الأحمر، عن ابن سنان الشامي، عن عروة بن رويم، عن
أبي ثعلبة الخشني، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ في
المسجد، فصلى فيه ركعتين، ثم بدأ ببيت فاطمة، ثم أتى بيوت نسائه. قال: فدخل عليها
فوضعت يدها على خده، وقالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي قد اخلولقت ثيابك؟ فقال:
يا فاطمة، بعث الله أباك بأمر: لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله بأبيك عزاً
حتى يبلغ حيث يبلغ الليل)).
ورواه الحاكم في ((المستدرك)) (1/664)
من طريق يونس بن بكير، قال: حدثنا أبو فروة الرهاوي، عن عروة بن رويم اللخمي، قال:
سمعت أبا ثعلبة الخشني، نحوه.
قال الحاكم: "حديثٌ رواته
مجمعٌ عليهم بأنهم ثقات إلا أبو فروة يزيد بن سنان، وله شاهد من حديث إبراهيم بن
قعيس".
ثُم رواه في (3/169) من طريق يحيى
بن سعيد الأموي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني يزيد بن سنان، قال: حدثنا عقبة بن يَريم،
قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني، نحوه.
قال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحُ
الإسناد ولم يخرجاه".
وتعقبه الذهبي في ((التلخيص))
فقال: "يزيد بن سنان هو الرهاوي، ضعفه أحمد وغيره، وعقبة نكرة لا
يُعرف".
قلت: هكذا اختلف على يزيد بن سنان
الرهاوي، فقيل عنه عن عروة بن رويم عن أبي ثعلبة، وقيل عنه عن عقبة بن رويم عن أبي
ثعلبة!!
قلت: عقبة هو ابن يريم، وهو غير
عروة بن رويم، والحديث فيه سقطٌ في إسناده، والصواب: عن يزيد بن سنان عن عروة بن
رويم عن عقبة بن يريم عن أبي ثعلبة.
قال الإمام البخاري في ((التاريخ
الكبير)) (6/436): "عقبة بن يَريم عن أبي ثعلبة. روى عنه عروة بن رويم الشامي.
في صحة خبره نظر".
وقال في (7/33): "عروة بن
رويم اللخمي: سمع أبا ثعلبة، قاله زكريا عن حماد بن أسامة عن أبي فروة عن عروة وهو
الشامي. قال الحسن عن ضمرة: مات سنة خمس وعشرين ومئة. روى عنه الأوزاعي".
وتبعه أبو حاتم وابنه. قال ابن
أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (6/318): "عقبة بن يريم: روى عن أبي ثعلبة
الخشني. روى عنه عروة بن رويم الشامي الفلسطيني. سمعت أبي يقول ذلك".
وكذلك ابن حبان، قال في ((الثقات))
(5/228): "عقبة بن يريم: يروي عن أبي ثعلبة الخشني. عداده في أهل الشام. روى
عنه عروة بن رويم اللخمي".
وقال أبو نصر الحافظ: "وعقبة
بن يريم عن أبي ثعلبة الخشني. حدث عنه عروة بن رويم اللخمي".
وذكره ابن عَدي في ((الكامل)) (5/280)
وقال: "عقبة بن يزيد عن أبي ثعلبة. روى عنه عقبة بن رويم. في صحة خبره نظر.
سمعت ابن حماد يذكره عن البخاري". ثُم قال في ترجمة ((عقبة بن بشير)):
"وعقبة بن يزيد الذي ذكره البخاري إنما له حديث أو حديثان، وليس
بالمعروف".
قلت: كأنه تحرّف عنده فقال: ابن
يزيد، والصواب: ابن يريم. ولا يعرف إلا في هذا الحديث، فكأن ابن عدي نظر إلى أن
عروة بن رويم روى عنه فظنه حديثاً آخر، فقال: له حديث أو حديثان.
وترجم له ابن عساكر في ((تاريخ
دمشق)) (40/536) فقال: "عقبة بن يريم. دمشقي، حدّث عن أبي ثعلبة الخشني. روى
عنه عروة بن رويم ويزيد بن سنان الرهاوي فيما يُقال". ثمّ ذكر الحديث
واختلافاته.
ورواه على الصواب من طريق أبي
حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي قال: حدثني ابن الطباع، قال: حدثني يحيى بن
سعيد القرشي، عن أبي فروة يزيد بن سنان، عن عروة بن رويم، عن عقبة بن يريم، عن أبي
ثعلبة الخشني، الحديث.
ورواه الطبراني في ((المعجم
الكبير)) (22/225) عن طالب بن قرة الأدني، عن محمد بن عيسى الطباع، عن يحيى بن
سعيد الأموي، قال: حدثنا أبو فروة يزيد بن سنان، عن عروة بن رويم، عن أبي ثعلبة
الخشني.
فكأنه سقط من ((المعجم الكبير)):
"عقبة بن يريم"!
والحديث لا يصح، وفيه نكارة
شديدة!! وأبو فروة الرهاوي لا يحتج به، وعقبة بن يريم لا يُعرف إلا في هذا الحديث
الذي رواه الرهاوي، فهو مجهول العين، وحديثه منكر!
وكتب خالد الحايك.
18 ربيع الثاني 1429هـ
24 نيسان 2008م.
شاركنا تعليقك