"أبو بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك" شخصية وهمية نتجت
عن قلبٍ في الاسم.
بقلم: أبي صهيب
الحايك.
روى الإمام البخاري في ((الأدب
المفرد)) (ص308) (باب عقوبة البغي)، قال: حدثنا عبدالله بن أبي الأسود، قال: حدثنا
محمد بن عبيد الطنافسي، قال: حدثنا محمد بن عبدالعزيز، عن أبي بكر بن
عبيدالله بن أنس، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَنْ
عالَ جاريتين حتى تدركا، دخلت أنا وهو في الجنة كهاتين)) -وأشار محمد بن عبدالعزيز
بالسبابة والوسطى-.
وأخرجه الترمذي في ((جامعه)) (4/319)
عن محمد بن وزير الواسطي، قال: حدثنا محمد بن عبيد -هو الطنافسي-، قال: حدثنا محمد
بن عبدالعزيز الراسبي، عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك، عن أنس، به.
قال أبو عيسى: "هذا حديثٌ
حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه! وقد روى محمد بن عبيد، عن محمد بن عبدالعزيز غير حديث
بهذا الإسناد، وقال: عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس، والصحيح هو: عبيدالله بن أبي
بكر بن أنس".
قلت: نبّه الإمام الترمذي إلى أنه
حصل قلبٌ في اسمه، والصواب أنه: "عبيدالله بن أبي بكر"، لا "أبو
بكر بن عبيدالله".
وقد رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في
((مصنفه)) (5/222) عن أبي أحمد الزّبيري محمد ابن عبدالله الأسدي، عن محمد بن
عبدالعزيز، عن عبيدالله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس، مثله.
ورواه مسلم في ((صحيحه)) (4/2027)
عن عمرو بن محمد الناقد، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد.
والحديث يرويه عبيدالله بن أبي
بكر عن جده أنس، وقد حصل وهم في الرواية التي ذكرها البخاري في ((الأدب))، وفيها
زيادة "عن أبيه"، وهو خطأ.
·
خلطٌ للشيخ الألباني وتعقبه للترمذي، وبيان خطأ هذا التعقب:
ذكر الحديث الشيخ الألباني في
((الصحيحة)) رقم (297) وقال: "أخرجه مسلم، والبخاري في الأدب المفرد،
والترمذي، من طريق محمد بن عبدالعزيز عن عبيدالله ابن أبي بكر بن أنس عن أنس...
قال الترمذي: حديث حسن غريب. قلت: وإسناده صحيح". انتهى كلامه.
قلت: خلّط الشيخ هذه الأسانيد
بعضها ببعض! والصواب رواية مسلم، وقد بين الترمذي القلب الذي في الاسم، ورواية
البخاري فيها زيادة "عن أبيه"! وأوهم الشيخ أن الحديث عند مسلم والترمذي
والبخاري في الأدب بالإسناد نفسه، وليس كذلك، فليتنبه.
وذِكرُ الشيخ لكلام الترمذي ثم
قوله: وإسناده صحيح، أراد به تعقّب الترمذي! وقول الترمذي هو الصواب؛ لأنه بيّن أن
اسم حفيد أنس انقلب، فهو حسن غريب، أي متنه حسنٌ وإسناده غريب من هذا الوجه! وهذا
الإسناد الذي انقلب فيه الاسم ليس بإسناد صحيح كما قال الشيخ! وكأنه لم يتنبه لقول
الترمذي السابق! مع تنبهه له في ((الصحيحة)) رقم (113)!
·
وهم للحاكم:
وأخرجه الحاكم في ((المستدرك)) (4/196)
من طريق إبراهيم بن إسحاق القاضي، عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن محمد بن عبدالعزيز
الراسبي، عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس عن أنس، مثله.
قال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحُ
الإسناد، ولم يخرجاه".
قلت: وهم الحاكم في هذا! ولم
يتنبه إلى قلب الاسم فيه! وقد أخرجه مسلم على الصواب كما سبق.
ونقل الشيخ الألباني كلام الحاكم
"صحيح الإسناد" في ((الصحيحة)) رقم (1120)، ثُمّ قال: "ووافقه
الذهبي، وهو كما قالا، ولكن فاتهما أنه على شرط مسلم، فقد أخرج في صحيحه من هذا
الوجه إلا أنه قال: عبيدالله بن أبي بكر بن أنس، على القلب".
قلت: لم يوافق الذهبي الحاكم في
قوله، وإنما هو مُلخِصٌ له فقط. وهو ليس بصحيح الإسناد؛ لأنه معلول! فكيف يقول
الشيخ بأنه فاتهما أنه على شرط مسلم!
·
ترجمة أهل العلم لأبي بكر بن عبيدالله:
إنّ العلماء الذين يصنّفون في
الرّجال إنما يترجمون للرواة من خلال ما يقع له من أسانيد، مع تنبه بعضهم إلى بعض
الأوهام أحياناً، وعدم التنبه عند آخرين.
قال ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (66/22):
"أبو بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك الأنصاري: حدّث عن جدّه، ويقال: عن أبيه
عن جده. روى عنه: موسى بن عبيدة، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، ومحمد بن
عبدالعزيز الراسبي الجرمي. ووفد مع جدّه على عبدالملك بن مروان".
وقال المزي في ((تهذيب الكمال)) (33/118):
"(بخ ت) أبو بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري: روى عن جده أنس
بن مالك (ت)، وقيل: عن أبيه (بخ) عن جدّه أنس بن مالك حديث من عال جاريتين، وغير
ذلك. وعن عمته عائشة بنت أنس بن مالك. روى عنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي،
وأبو ليلى عبدالله ابن ميسرة الحارثي، وأبو روح محمد بن عبدالعزيز الراسبي الجرمي (بخ
ت)، وموسى بن عبيدة الربذي".
وتبعه على ذلك ابن حجر في ((تهذيب
التهذيب)) (12/35).
وقال في ((المقتنى في سرد الكنى))
(1/128): "أبو بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك: عنه محمد بن عبدالعزيز الجرمي".
وقال العلائي في ((تحفة التحصيل
في ذكر رواة المراسيل)) (ص358): "أبو بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك: روايته
عن جده في جامع الترمذي، وقيل عن أبيه عن جده، وكذا رواه البخاري في الأدب".
وقال الذهبي في ((الكاشف)) (2/411):
"أبو بكر بن عبيدالله بن أنس عن جده وعمته. وعنه إبراهيم ابن أبي يحيى وموسى
بن عبيدة".
وقال ابن حجر في ((التقريب)) (ص623):
"أبو بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك: مجهول الحال، من الخامسة".
وقال الخزرجي في ((الخلاصة)) (ص444):
"أبو بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك عن جده. وعنه إبراهيم بن أبي يحيى، وهو
مقلّ".
قلت: وقد اعتمد بعض الشّراح
والمحققين المعاصرين على كلام ابن حجر في أبي بكر ابن عبيدالله!
قال المباركفوري في ((تحفة
الأحوذي)) (6/37): "أبو بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك، مجهول الحال، من
الخامسة".
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب ((العيال))
(ص257) عن أبي خيثمة عن محمد بن عبيد عن محمد بن عبدالعزيز الراسبي عن أبي بكر بن
عبيدالله بن أنس عن أنس بن مالك. قال محقق الكتاب الدكتور نجم عبدالرحمن خلف:
"في إسناده أبو بكر بن عبيدالله بن أنس، وهو مجهول الحال، وبقية رجاله رجال
الصحيح"!!
·
رواية أبي بكر بن عبيدالله بن أنس عن عمّته عائشة بنت أنس بن مالك!
وإشارة المزي والذهبي وابن حجر
إلى أن أبا بكر روى عن عمنه هو ما أخرجه ابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (6/115)
قال: حدثنا عبدالله بن شبيب، قال: حدثنا ابن أبي أويس، قال: حدثنا أخي، عن سليمان
بن بلال، عن أبي عبدالعزيز الربذي، عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس بن مالك، عن عمّته
عائشة بنت أنس بن مالك تخبر عن أمها الرّبيع بنت معوذ بن عفراء، قالت: ((بينا أنا
قائلة قد ألقيت عليّ ملحفة لي، إذ جاءني أسود يعالجني عن نفسي، فبينما هو يعالجني،
إذ أقبلت صحيفة من رق تهوي من السماء حتى وقعت عنده، فقرأها فإذا فيها: بسم الله
الرحمن الرحيم. من ربّ أكبر إلى أكبر، أما بعد: فدع أمتي بنت عبد الصالح، فإني لم
أجعل لك عليها سبيلاً، فانتهرني بقرصة، ثم قال: أولا لك؟ قالت: فما زالت القرصة
فيها حتى لقيت الله عز وجل)).
قال محقق الكتاب الدكتور باسم
الجوابرة: "إسناده ضعيف. لم أجد ترجمة أبي عبدالعزيز الربدي، ولا ترجمة عائشة
بنت أنس بن مالك".
قلت: هذا حديثٌ منكرٌ جداً!! تفرد
به أبو عبدالعزيز الربذي، وهو: موسى بن عُبَيدة ابن نَشِيط. وهو منكر الحديث، ليس
بشيء. وقد ذكر له ابن عدي أحاديث مناكير في ترجمته من ((الكامل)) (6/336)، ثم قال:
"وهذه الأحاديث التي ذكرتها لموسى بن عبيدة بأسانيدها مختلفة عامتها مما
ينفرد بها من يرويها عنه، وعامتها متونها غير محفوظة، وله غير ما ذكرت من الحديث،
والضّعف على رواياته بيّن".
وقال ابن حبان في ((المجروحين)) (2/234):
"وكان من خيار عباد الله نسكاً وفضلاً وعبادةً وصلاحاً، إلا أنه غفل عن
الإتقان في الحفظ، حتى يأتي بالشيء الذي لا أصل له متوهماً، ويروي عن الثقات ما
ليس من حديث الأثبات من غير تعمد له، فبطل الاحتجاج به من جهة النقل، وإن كان
فاضلاً في نفسه".
وعائشة بنت أنس لا تُعرف إلا في
هذا الحديث الباطل الموضوع! والعتب على المزي وابن حجر في ذكرهما لعائشة في الرواة
عن الرّبيع بنت معوذ اعتماداً على هذا الحديث!
قال المزي في ترجمة ((الرّبيع بنت
معوذ)) من ((تهذيب الكمال)) (35/173): "روى عنها... وابنتها عائشة بنت أنس بن
مالك". وتبعه ابن حجر في ((تهذيب التهذيب)) (12/447).
وقال ابن حجر في ((الإصابة في
تمييز الصحابة)) (7/641) في ترجمة ((الرّبيع)): "روى عنها ابنتها عائشة بنت
أنس بن مالك"!!
وهناك أحاديث أخرى رواها موسى بن
عُبيدة عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس عن جدّه أنس، (مسند عبد بن حميد: ص369،
الفوائد لتمام الرازي: 2/17)، ولا يصح فيها تسمية أبي بكر بن عبيدالله؛ لأنها من
رواية موسى، وهو شبه متروك.
·
ترجمة أهل العلم لعبيدالله بن أنس:
لم أجد أحداً من المتقدمين ترجمه؛
لأنه وهم. ولا يوجد ابن لأنس اسمه عبيدالله، وإنما هو حفيده، ووالده أبو بكر بن
أنس.
قال المزي في ((تهذيب الكمال)) (19/9):
"عبيدالله بن أنس بن مالك الأنصاريّ، البصريّ، والد أبي بكر بن عبيدالله بن
أنس -إن كان محفوظاً- عن أنس بن مالك (بخ) عن النبي صلى الله عليه وسلم: من عال
جاريتين حتى يدركا دخلت أنا وهو في الجنة كهاتين. وعنه ابنه أبو بكر بن عبيدالله
بن أنس (بخ) قاله البخاري في ((كتاب الأدب)) عن عبدالله بن أبي الأسود، عن محمد بن
عبيد الطنافسي، عن محمد بن عبدالعزيز عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس عن أبيه عن
جده. ورواه الترمذي عن محمد بن وزير الواسطي عن محمد بن عبيد عن محمد بن عبدالعزيز
عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس، ولم يقل: عن أبيه. وقال: حسن غريب. وقد روى محمد
بن عبيد عن محمد بن عبدالعزيز غير حديث بهذا الإسناد، وقال: عن أبي بكر بن
عبيدالله. قال: والصحيح عن عبيدالله بن أبي بكر. ورواه مسلم في ((صحيحه)) عن عمرو
بن محمد الناقد عن أبي أحمد الزبيري عن محمد بن عبدالعزيز عن عبيدالله بن أبي بكر
بن أنس عن جده أنس، وهو المحفوظ. ولم يذكر البخاري عبيدالله بن أنس بن مالك في ((تاريخه))،
ولا عبدالرحمن بن أبي حاتم في كتابه، فالله أعلم. وقد روى عباد بن يعقوب الرواجني
عن موسى بن عثمان الحضرمي عن عمرو ابن عبيد عن عبيدالله بن أنس بن مالك عن أبيه
حديثاً غير هذا".
وذكر المزي في ترجمة أنس من
((تهذيب الكمال)) (3/359) أن ابنه عبيدالله بن أنس روى عنه، وكذلك ابن ابنه أبو
بكر بن عبيدالله بن أنس!!
وقال الذهبي في ((الميزان)) (5/4):
"عبيدالله بن أنس بن مالك الأنصاري عن أبيه حديث: من عال جاريتين حتى تدركا
دخلت أنا وهو في الجنة كهاتين. وعنه ابنه أبو بكر فقط. كذا رواه البخاري في أدبه،
ولا يُعرف إلا في هذا الإسناد. وقد أخرجه مسلم والترمذي من حديث أبي بكر عن جده
أنس، وروى عباد الرواجني عن موسى بن عثمان عن عمرو بن عبيد عن عبيدالله هذا عن
أبيه حديثاً آخر".
وقال ابن حجر في ((اللسان)) (7/295):
"عبيدالله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري عن أبيه. وعنه ابنه أبو بكر.
والصواب عبيدالله بن أبي بكر، لا يُعرف".
وقال في ((التقريب)) (ص369):
"عبيدالله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري كذا في الأدب عن أبي بكر بن
عبيدالله عن أبيه عن جده. والصواب: عن عبيدالله بن أبي بكر عن جده. قاله الترمذي،
وسيأتي عبيدالله بن أبي بكر قريباً".
·
حديث عمرو بن عُبيد المعتزلي عن عبيدالله بن أنس عن أنس:
والحديث الذي أشار إليه المزي
وتبعه الذهبي أخرجه ابن عَدي في ((الكامل)) ترجمة ((عمرو بن عبيد)) (5/109) عن محمد
بن الحسين بن حفص، قال: حدثنا عباد ابن يعقوب، قال: حدثنا موسى بن عثمان، عن عمرو
بن عبيد، عن عبيدالله بن أنس، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول
من يلبس من حلل الجنة أنا وإبراهيم والنبيّون)).
قلت: تفرد به موسى بن عثمان وهو الحضرمي
الكوفي. قال يحيى بن معين: "ليس بشيء". وقال أبو حاتم: "متروك
الحديث". (الجرح والتعديل: 8/152). وقال البخاريّ: "ذاهب الحديث".
(علل الترمذي: 1/169). وقال أبو زُرعة: "منكر الحديث جداً". (سؤالات
البرذعي: 1/429).
·
رواية أبي ليلى عبدالله بن ميسرة عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس:
ذكر المزي وغيره أن أبا ليلى
عبدالله بن ميسرة الحارثي روى عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس عن أنس. وحديثه عند
الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4/11) و ((المعجم الصغير)) (1/240) عن الحسين بن
جعفر القتات الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس، قال: حدثنا أبو ليلى
عبدالله بن ميسرة، عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ((من ولي من أمر المسلمين شيئاً، فغشهم فهو في النار)).
قال الطبراني: "لم يروه عن
أبي بكر بن عبيدالله إلا أبو ليلى، ولا يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه. تفرد به
عبدالله". وقال أيضاً: "تفرد به أحمد بن يونس".
قلت: أخرجه ابن عَدي في
((الكامل)) (1/172) في مناكير أبي ليلى، من طريق عبدالصمد بن النعمان عن أبي ليلى،
مثله.
وأبو ليلى ليس بثقة ولا مأمون، وهو
أبو إسحاق الذي يروي عنه هشيم، وهشيم يكنيه مرة بأبي إسحاق، ومرة يكنيه أبو ليلى،
ومرة يكنيه أبو جرير، ومرة يكنيه أبو عبدالجليل!
قال ابن عدي بعد أن ذكر له عدّة
مناكير: "وعبدالله بن ميسرة عامّة ما يرويه لا يُتابع عليه".
·
روايات أخرى لأبي بكر بن عبيدالله بن أنس عن أنس:
1- روى الطحاوي في ((شرح معاني
الآثار)) (3/17) عن ابن أبي داود، قال: حدثنا الخطاب بن عثمان الفودي، قال: أخبرنا
إسماعيل بن عياش، عن عتبة بن حميد، عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس، عن أنس بن مالك:
أنّ أبا طلحة تزوج أم سليم على إسلامه، فذكرت ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم فحسنه.
قلت: انقلب اسمه في هذا الإسناد.
وعتبة معروف بالرواية عن عبيدالله بن أبي بكر بن أنس. قال ابن أبي حاتم في ((الجرح
والتعديل)) (6/370): "عتبة بن حميد الضبي أبو معاذ البصري: روى عن عبيدالله
بن أبي بكر. روى عنه زهير بن معاوية وابن عيينة وأبو معاوية الضرير وإسماعيل بن
عياش. سمعت أبي يقول ذلك".
2- روى ابن عساكر في ((تاريخ دمشق))
(4/277) بإسناده إلى أبي عبدالله بن مندة، قال: أنبأنا سهل بن السري، قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن المنكدر، قال: حدثنا محمد بن يحيى –هو ابن كثير الحرّاني-، عن
محمد بن سليمان الحرّاني، عن زهير بن محمد، عن أبي بكر بن عبيدالله ابن أنس، عن
أنس: ((كان للنبيّ صلى الله عليه وسلم غلامٌ يقال له: قَفيز)).
قال ابن مندة: "تفرد به محمد
بن سليمان".
قلت: وهو محمد بن سليمان بن أبي
داود الحرّاني المعروف ببُومة! وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في ((الثقات))، وقال
أبو حاتم: "منكر الحديث".
ولا يُعرف لزهير بن محمد
الخراساني رواية عن أحدٍ من أحفاد أنس، ولو صحّ فيكون قد انقلب اسمه، ولكنه لم
يصح!
والخلاصة أنه لا يوجد ابن لأنس اسمه عبيدالله، ولا لعبيدالله ابن اسمه أبو بكر. والذي حصل أن قلباً وقع في اسم حفيد أنس: عبيدالله بن أبي بكر بن أنس، وهو ثقة مشهور. وما جاء من روايات فيها عن أبي بكر بن عبيدالله بن أنس فإما أنها معلولة لم تصح، وإما أنه حصل فيها قلبٌ في اسمه، ولله الحمد والمنّة.
16
محرّم 1429هـ.
شاركنا تعليقك