الفُجيع العامريّ الصحابي ووهمٌ لابن قانع في اسمه، وترجمة الهَجَنَّع
بن قيس.
بقلم: أبي صهيب الحايك.
أخرج
أبو داود في ((سننه)) (3/358) من طريق أبي نُعيم الفضل بن دكين قال: حدثنا عقبة بن
وهب بن عقبة العامري، قال: سمعت أبي يحدّث عن الفُجَيع العامري: أنه أتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: ما يحلّ لنا من الميتة. قال: ((ما طعامكم؟)). قلنا: ((نغتبق
ونصطبح)) -قال أبو نعيم: فسره لي عقبة: قدح غدوة وقدح عشية- قال: ((ذاك وأبي الجوع)).
فأحلّ لهم الميتة على هذه الحال.
قال
أبو داود: "الغبوق من آخر النهار، والصبوح من أول النهار".
وقال
ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (طبقة الفتحيين) (6/46): "الفجيع بن عبدالله
بن حندج بن البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري. أخبرنا الفضل بن
دكين قال: حدثنا عقبة بن وهب بن عقبة العامري البكائي... فذكره".
وقال
الإمام البخاريّ في ((التاريخ الكبير)) (7/137): "فُجيع. قال أبو نعيم: حدثنا
عقبة بن وهب بن عقبة العامري البكائي، قال: سمعت أبي يحدث عن الفجيع العامري...".
وقال
ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (7/92): "فجيع العامري: أتى النبي صلى
الله عليه وسلم. كوفي روى عنه وهب بن عقبة البكائي العامري. سمعت أبي يقول ذلك".
وقال
ابن حبان في ((الثقات)) (3/334) فقال: "فجيع بن عبدالله بن جندح بن البكاء
العامري، واسم البكاء: ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصة. له صحبة".
وقال
الذهبي في ((الكاشف)) (2/119): "فجيع العامري البكائي. له صحبة. وعنه وهب بن
عقبة. د".
وقال
ابن حجر في ((التقريب)) (ص444): "فجيع، بجيم مصغر، بن عبدالله العامري. صحابيّ
نزل الكوفة. له حديث واحد. د".
وقال في ((الإصابة)) (5/353):
"الفجيع، بجيم مصغراً، بن عبدالله بن جندح، بضم الجيم والدال وسكون النون
بينهما وآخره مهملة، بن البكاء، واسمه ربيعة بن عمرو بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
البكائي. قال البخاري وابن السكن وابن حبان: له صحبة. وقال ابن أبي حاتم: أتى
النبي صلى الله عليه وسلم، كوفي. وذكره ابن سعد في طبقة الفتحيين. وقال البغوي:
سكن الكوفة. وله حديث في سنن أبي داود بإسناد لا بأس به في سؤاله ما يحلّ من
الميتة. وأخرجه البخاري في ((التاريخ)) عنه، والبغوي من طريقه. وله حديث آخر رواه ابن
أبي عاصم في ((الوحدان)) من طريق أبي نعيم قال: أخرج إلينا عبدالملك بن عطاء
البكائي كتاباً فقال: اكتبوه ولم يمله علينا، وزعم أن بنت الفجيع حدثته به، فإذا
فيه: ((هذا كتابٌ من محمد النبيّ للفجيع، ومن تبعه، ومن أسلم، وأقام الصلاة، وآتى
الزكاة، وأطاع الله ورسوله، وأعطى من المغنم خمس الله، ونصر نني الله، وفارق
المشركين، فهو آمن بأمان الله عزّ وجلّ، وأمان محمّد)). ورواه ابن شاهين من طريق
عبدالرحيم بن زيد البارقي عن عقبة بن وهب البكائي عن الفجيع نحوه. وأشار ابن
الكلبي إلى هذا الحديث فقال: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً،
فهو عندهم، وقد تقدم ذكره في ترجمة بشر بن معاوية البكائي في القسم الأول أيضاً".
·
وهم شديد لابن قانع!
قال
ابن قانع في ((معجم الصحابة)) (2/338): "فجيع العامري. في كتابي عن إبراهيم
الحربي عن أبي نعيم عن عقبة بن وهب قال: سمعت أبي يحدث عن الفجيع العامري: أنه أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تحلّ لنا من الميتة؟ قال: ما طعامكم؟ قلنا:
نصطبخ ونعتبط. ثم ذكر الحديث".
ثُم
ترجم ابن قانع (3/197): "هجنع بن عبدالله بن جندع بن البكاء بن عامر بن صعصعة.حدثنا
علي بن محمد، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عبدالله بن داود، قال: حدثنا عقبة بن
وهب بن عقبة، قال: حدثنا أبي: أن الهجنع قال: يا رسول الله، ما يحل لنا من الميتة؟
نغتبق ونصطبخ قدحاً بالليل وقدحاً بالغداة؟ قال: ((ذاك الجوع)). وأحلها لهم وقال:
كلوها".
ثُم
ذكر له حديثاً آخر من طريق هشيم عن عبدالرحمن بن يحيى أبي شيبة المصري - ويقال:
يحيى بن عبدالرحمن -، عن الهجنع بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما
أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، ومن أراد أن ينظر إلى
عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر)).
قلت:
وهم ابن قانع في هذه الترجمة الأخيرة!
فالحديث
الأول هو للفجيع بن عبدالله كما في الترجمة الأولى، والحديث الثاني عن أبي ذر هو
للهجنع بن قيس.
قال
ابن حجر في ((الإصابة)) (6/581): "الهجنع بن عبدالله بن جندح بن البكاء بن
عامر بن صعصعة العامري. ذكره ابن قانع في الصحابة فأخطأ في ذلك خطأً فاحشاً، وأورد
من طريق عقبة بن وهب بن عقبة عن أبيه أن الهجنع قال: يا رسول الله، ما يحل لنا من
الميتة الحديث. وقوله الهجنع تصحيفٌ، وإنما هو الفجيع بفاء وبعد الجيم تحتانية
ساكنة، وقد تقدم في حرف الفاء على الصواب. والحديث عند أبي داود. وقد أخرجه الخطيب
في ((المؤتنف)) من الطريق التي أخرجها ابن قانع فقال: عن الهجنع بن عبدالله فذكره،
وقال: كذا وقع، والصواب: الفجيع بن عبدالله".
قلت:
وكذا وقع عند ابن أبي حاتم في ((علل الحديث)) (2/19) قال: سمعت أبي يقول: حدثنا
مسدد: حدثنا عبدالله بن داود عن عقبة بن وهب: حدثني أبي: أن الهجنع، قال: يا رسول
الله، ما يحلّ لنا من الميتة؟ قال: "نغتبق ونصطبح قدحاً بالليل وقدحاً
بالغداة". قال: ذاك الجوع كلها وأحلها لهم.
قال
أبو محمد: قال أهل العربية: الصبوح شرب الغداة والغبوق شرب العشي.
قال
أبي: "كذا قال مسدد، وإنما هو وهب بن عقبة: حدثنا أبو نعيم بهذا الحديث، هو
وهب بن عقبة".
قلت: وقد أشار محقق العلل محمد الدباسي
في طبعته أنه كذلك وقع في كلّ النسخ الخطية: "الهجنع".
·
ترجمة الهجنع بن قيس وحديثه:
قال
البخاريّ في ((التاريخ الكبير)) (8/256): "هَجَنَّع بن قيس الحارثي عن
إبراهيم. روى عنه محمد بن طلحة. مرسل".
وقال
ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (9/122): "هجنع بن قيس الحارثي. كوفي،
روى عن علي مرسلاً، وعن إبراهيم النخعي. روى عنه محمد بن طلحة بن مصرف. سمعت أبي
يقول ذلك".
وذكره
ابن حبان في ((الثقات)) (7/589) فقال: "هجنع بن قيس الحارثي يروي عن إبراهيم
النخعي. روى عنه محمد بن طلحة".
وضعفه
الدارقطني.
قال
البرقاني كما في ((سؤالاته)) (ص69): وسمعته –أي الدارقطني- يقول: "الهجنع بن
قيس: لا شيء، وهو كوفي، وله حديثان".
وقال
ابن حجر في ((الإصابة)) (6/581): "الهجنع بن قيس الحارثي. ذكره أبو موسى في ((الذيل))،
وقال: أورده أبو بكر بن أبي علي في ((الصحابة)) وساق من طريق هشيم عن يحيى بن
عبدالرحمن عن هجنع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى
عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر)). انتهى. وأورده ابن عساكر في ترجمة أبي ذر من
طريق هشيم وقال: "هذا مرسل". قلت: وأخرج الطبراني الحديث المذكور من
رواية إبراهيم الهجري عن عبدالله بن مسعود. وقال أبو حاتم الرازي: روى الهجنع عن
علي مرسلاً، وذكره ابن حبان في أتباع التابعين، وقال: روى عن إبراهيم النخعي.
وذكره ابن يونس في ((تاريخ مصر))، وقال: إنه يروي عن حذيفة، وإنه كان ينـزل
الأشمونين. قال: وأحسبه ناقلة من الكوفة، ثم أخرج من طريق ابن وهب عن عبدالرحمن بن
رزين: أنّ الهجنع بن قيس حدّثه: أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، ما يكفيني من الدنيا؟
قال: ما أشبع جوفك وستر عورتك".
قلت:
ما أدري سبب تضعيف الدارقطني له! وحديثه عن أبي ذر وعلي وحذيفة مرسل. وأرسل أيضاً
عن عمر والأحنف بن قيس رضي الله عنهم.
روى
البيهقي في ((السنن الكبرى)) (7/79) من طريق العباس الدوري، قال: حدثنا أبو النضر
هاشم بن القاسم، قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن الهجنع بن قيس، قال: قال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه: "والله إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله
مني نسمة تسبح الله".
وروى
الإمام أحمد في ((الزهد)) (ص236) عن هاشم بن القاسم، قال: حدثنا محمد -يعني ابن
طلحة-، عن الهجنع بن قيس قال: قال الأحنف بن قيس: "ما أحب أن لي بنصيبي من
الذل حمر النعم".
وروى
أبو نُعيم في ((الحلية الأولياء)) (4/222) من طريق هاشم بن القاسم، عن محمد بن
طلحة، عن الهجنع بن قيس، عن إبراهيم قال: "لا تجالسوا أهل الأهواء".
وروى
الخطابي في ((غريب الحديث)) (3/25) من طريق عاصم بن علي، قال: أخبرنا محمد بن طلحة:
أن الهجنع بن قيس قال: "رأيت إبراهيم النخعي يأتي عبيدة في المسائل. فيقول
عبيدة: طرسها يا إبراهيم طرسها". - قوله طرسها: أي امحها.
·
معنى الهجنع:
الهَجَنَّع:
الشيخ الأصلع، أو الأقرع، وقيل: الطويل.
شاركنا تعليقك