منهج
البخاريّ في إثبات السماع في «التاريخ الكبير» (7).
بقلم: أبي صهيب
الحايك.
قال البخاري في ((التاريخ
الكبير)) (7/231): "كُريب الكِندي: سمع أمة. روى عنه جرّاح الكندي".
قلت: أثبت البخاري سماع كريب من
أمة أم خالد، وهذه إشارة منه إلى قَبول حديثه هذا عن أمه.
وحديثه هذا رواه الترمذي في ((العلل))
(1/317) عن عبدالله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن الجراح
بن الضحاك الكندي، عن كريب بن سليم، عن أمة امرأة الزبير بن العوام قالت: ((كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا حم الزبير أن نبرد الماء ونحدره عليه)).
قال الترمذي: سألت محمداً عن هذا
الحديث؟ فقال: "الجراح بن الضحاك مُقارِب الحديث".
قلت: وهذا منه رحمه الله قبول
لهذا الحديث، ومعنى مقارب الحديث أن في الراوي ضعفاً خفيفاً. وهذا الحديث مما قبله
البخاري للجراح، وقد أثبت سماع كريب من أمة أم خالد مع أن ما وقفت عليه من طرق
الحديث كلها بالعنعنة.
فقد رواه ابن أبي عاصم في ((الآحاد
والمثاني)) (6/220) عن أبي سعيد الأشج. والحاكم في ((المستدرك)) (4/447) من طريق حامد
بن أبي حامد المقرئ. والخطيب في ((موضح أوهام الجمع والتفريق)) (1/506) من طريق محمد
بن عبدالله بن نمير. كلّهم عن إسحاق بن سليمان، به.
وهو حديثٌ حسنٌ إن شاء الله
تعالى.
·
خطأ في بعض المطبوعات، ووهم لابن طاهر المقدسي!
جاء في ((التاريخ الكبير))
(7/231)، و ((الجرح والتعديل)) (7/169)، و((الثقات))
لابن حبان (5/339)، وفي بعض طرق الحديث: ((كريب بن سليم عن أمه امرأة الزبير...))!
فصار كريب بن سليم ابناً لامرأة
الزبير فهي أمّه! وهذا وهم! والصواب أن اسمها ((أَمَة)) بفتح الهمزة والميم مخففاً.
فهي ليست أم كريب، وإنما هي أم خالد، وكان يقال لها أمة بنت خالد بن سعيد، وهي
امرأة الزبير بن العوام أم عمرو بن الزبير، ولها صحبة.
وقد وقع لابن طاهر المقدسي وهم في
هذا. فقال في ((إيضاح الإشكال)) (ص146): "امرأة الزبير بن العوام روى عنها
ابنها كريز بن سليم الكندي، ويقال: كريب بالباء. اسمها أمة المعروفة بأم خالد بنت
خالد بن سعيد بن العاص. روى عنها موسى بن عقبة وابنها كريب أو كريز وسعيد بن عمرو
بن العاص".
فجعل ابن طاهر كريباً ابنها،
فوهم. وكذلك قوله ((كريز)) خطأ أيضاً، والصواب: كريب.
وكتب: خالد الحايك.
2/6/2008م.
شاركنا تعليقك