التعريف بالضياء المقدسي.
· عصرُهُ:
· من الناحية السياسية:
أصبحت الدولة الإسلامية بدخول النصف
الثاني من القرن السادس الهجري تعيش في ظلام حالك، مما أدّى انشقاقها إلى دويلات
متنازعة متناحرة، وكانت نتيجة ذلك أن جُرِّد الخليفة العباسي من كل سلطاته.
ومن هذه الدويلات التي نزعت يد
الطاعة، وشقت عصا الجماعة، وخرجت عن سلطة الخليفة في بغداد: الدولة الفاطمية في
مصر، فبدأت بنشر المذهب الشيعي، وأسقطت الخطبة لأمير المؤمنين.
ولكن ذلك لم يطل، فقد قيض الله سبحانه وتعالى لأهل
السنة القائد الرباني ((صلاح الدين الأيوبي))، فأزهق باطل الدولة الباطنية، ودكّ
صروحها، ورد الحق إلى نصابه وأعاد البلاد إلى حوزة الخلافة في بغداد سنة (564هـ)[1].
ثم توسع - رحمه الله - في إرجاع الإمارات الإسلامية إلى
حظيرة الخلافة، فملك دمشق، وحمص، وحماة. ثم تمكن في سنة (579هـ) من السيطرة على
حلب، وبملكها ثبتت قدمه، وعظم أمره، واشتد ظهره[2].
وخلال فترة جهاده في توحيد الجبهة الإسلامية كان يقف
بالمرصاد لمحاولات الإفرنج المتكررة في الإغارة على الثغور الإسلامية حتى لقد بلغ
بهم الأمر أن حاولوا الوصول إلى مكة والمدينة فردّهـم الله[3].
وقد استطاع القائد ((صلاح الدين)) أن يهزم فلول الروم
في ((موقعة حطين)) سنة (583هـ).
وبعد وفاته تسلّم قيادة الدولة الإسلامية الملك العادل
- أخو صلاح الدين - ورغم ما بذله من جهود في توحيد الصقّ الإسلامي، وردّ غارات
المغيرين، إلا أن الإفرنج لم يتوقفوا عن مهاجمة ديار الإسلام، وإيقاع الخراب والدمار
بها، حتى تمكنوا في نهاية الأمر من الاستيلاء على ((دمياط)) في سنة (614هـ).
وطمعوا في السيطرة على بقية البلاد المصرية، وشجعهم على ذلك وفاة الملك العادل في
سنة (615هـ)، وتفرق دولته بين أبنائه، غير أن الله قد جمع بين قلوبهم، فقاتلوا
الصليبيين مجتمعين، وتمكنوا من قهرهم وكسر شوكتهم[4].
غير أن هذا الوفاق لم يدم طويلاً فقد عادت الفرقة إلى
صفوفهم، ودبّ النـزاع بينهم، مما أدّى إلى تسليم بيت المقدس إلى الفرنج صلحاً عام
(626هـ))[5]، وبقي هذا هو حال أمراء الدولة الأيوبية حتى كان آخر
الأمر أن استنجد صاحب دمشق الصالح إسماعيل بالفرنج لنصرته على ابن أخيه صاحب مصر
الصالح أيوب وذلك سنة (642هـ)[6]. وقد نجم عن هذا الأمر وقوع دمشق تحت الحصار الطويل
الذي أتى على الأخضر واليابس، ثم دخلها الصالح أيوب سنة (643هـ)[7].
ولم يكن حال بقية البلاد الإسلامية أفضل من حال بلاد
الشام ومصر. فهذه بغداد عاصمة الخلافة وحاضرة دولة الإسلام قد أهملت حتى هجرها
كثير من أهلها، وانتشر فيها الفساد، وأصبح همّ الخليفة هو اللعب واللهو، والولوغ
في الملذات والشهوات.
وأثناء ذلك كانت شوكة التتار تقوى يوماً بعد يوم، حتى
تمكّنوا من القضاء على السلطان جلال الدين خوارزم[8]. وبسقوط
الدولة الخوارزمية أصبح العالم الإسلامي وجهاً لوجه مع التتار وكان آخر الأمر أن
سقطت بغداد في أيديهم سنة (656هـ)[9].
· من الناحية الاجتماعية:
انعكست الحالة السياسية المتردية في البلاد الإسلامية
على الحالة الاجتماعية، فنتيجةً لكثرة الحروب والمنازعات الداخلية والخارجية قلّت
الموارد، وافتقر الناس، وغَلت الأسعار، مما أدّى ببعض الناس إلى أن يأكلوا القطاط،
والميتات، والجيفات. وتماوت الناس في الطرقات، وعجزوا عن التغسيل والتكفين
والإقبار، فكانوا يلقون موتاهم في الآبار حتى أنتنت المدينة وضجر الناس[10].
وأيضاً إلى جانب هذه الحالة المحزنة التي وصلت بالناس،
فقد كان العالم الإسلامي من حين لآخر تجتاحه موجات القحط والجدب إضافةً إلى
الجراد، وانتشرت الأمراض وقضت على قرىً بأكملها[11].
وبالإضافة إلى هذا كله كثرت الزلازل في تلك الفترة،
وكان أعظمها زلزال سنة (600هـ) والذي عمّ أكثر البلاد المصرية والعراقية والشامية
وبلاد الروم وصقلية وقبرص[12].
وبجانب هذه الأزمات والأوضاع السيئة، فقد انتشر الفساد،
واستشرى، وخاصة بين الأمراء والملوك والأعيان، فترى الخليفة الناصر لدين الله (ت
622هـ)، يلهث وراء شهواته، وينشغل برمي البندق والطيور المناسيب وسراويلات الفتوة…[13] وكان
في قصره بركة يجمع فيها ما يتحصل من الذهب ويقف على حافتها ويقول: أترى أعيش حتى
أملأها[14].
· من الناحية العلمية:
على الرغم مما أصاب المسلمين في ذلك العصر من فتن وحروب
إلا أن الحركة العلمية لم تتوقف في لحظة من اللحظات، بل إن النبوغ العلمي في كافة
التخصصات وخاصة الشرعية منها كاد يكون هو السمة المميزة لذلك العصر عن غيره من
العصور.
فقد كانت دور العلم منتشرة في جميع أرجاء الديار
الإسلامية وساعد على انتشارها تشجيع الكثير من السلاطين والأمراء للحركة العلمية،
وبنائهم المدارس، ودور الحديث، والمكتبات… وكان على رأس هؤلاء السلطان صلاح الدين،
فكان لا يفتح بلداً ولا يدخل مدينة إلا ويبني فيها المدارس ودور العلم.
وكــان من أشهر دور العلم في ذلك العصر: ((دار الحديث
الأشرفية)) بدمشق، و((دار الحديث النورية)) بدمشق، و((المدرسة الشامية البرانية))،
و((المدرسة العـادلية الكبرى))، و((المدرسة الجوزية)) بدمشق، و((المدرسة
المستنصرية)) ببغداد، و((المدرسة الناصرية)) بمصر، و((المدرسة القمحية)) بمصر، و((المدرسة
الصلاحية)) ببيت المقدس.
والناظر في كتاب ((الدارس)) ليتملكه العجب من كثرة
المدارس المنتشرة في بلاد الشام وخاصة في دمشق، فقد عدّ مؤلفه سبعاً وخمسين مدرسة
للشافعية فيها.
هذا غير المساجد التي كانت تعتبر هي المدارس الأصلية
التي يجتمع فيها الفقهاء والمحدثون والعلماء بطلابهم. ومن أشهر تلك المساجد:
1- ((المسجد الأموي)) بدمشق، والذي كان يضم زوايا
وحلقات لمختلف المذاهب، ومن بين تلك الزوايا: زاوية خاصة للحنابلة يتناوب
((المقادسة)) التدريس فيها.
2- ((الجامع العتيق)) بمصر ويسمى أيضاً ((جامع عمرو بن
العاص))، وكان فيه عدة زوايا.
3- ((الجامع الأزهر))، الذي أنشأه القائد جوهر الصقلي
(ت381هـ)، وقد كان مناراً للعلم على مر العصور.
· ترجمته:
· اسمه ونسبه وكنيته:
هو الإمامُ، الحافظُ، الحجةُ، الفقيهُ[15]، ضياء
الدين أبو عبدالله: محمّدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ أحمدَ ابنِ عبدِ الرحمنِ بنِ إسماعيلَ
بنِ منصورٍ السعدي[16]، المقدسي[17]، الجمّاعيلي[18]، ثم الدمشقي، الصالحي[19]، الحنبلي.
· مولده وموطنه:
وُلد في السادس[20] من
جمادى الآخرة سنة تسع وستين وخمس مئة، بالدير المبارك[21] بجبل
قاسيون[22] [23].
فيكون بذلك من أهل دمشق مولداً ووفاةً[24].
· أسرته:
ينتسب الحافظ الضياء إلى أسرة المقادسة المعروفة بين
الأسر بالعلم، والزهد، والفضل والصلاح، والجهاد في سبيل الله. وعُرفوا أيضاً بكثرة
التحصيل، ويدل على ذلك كثرة الحفاظ والفقهاء الذين تناسلوا من هذه الأسرة العظيمة.
كانت هذه الأسرة تعيش في جماعيل، ثم هاجرت إلى دمشق
بسبب الاعتداءات التي كان يتعرض لها بيت المقدس على أيدي الفرنج، وكان ذلك سنة
إحدى وخمسين وخمسمائة[25]. ومن أعلام هذه الأسرة:
جدّه الأكبر لأمه الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة وهو
العالم الزاهد التقي (ت 558هـ)، وخالاه الإمام الرباني أبو عمر محمد (ت 607هـ)،
الإمام العالم الشيخ الموفق عبد الله بن أحمد المقدسي (ت 620هـ)، شيخ فقهاء
الحنابلة وصاحب التصانيف المشهورة.
وأما جده لأبيه فهو أحمد بن عبد الرحمن (ت 553هـ)، فقد
هاجر إلى دمشق ومات فيها، وكان رجلاً صالحاً عابداً.
ووالده عبد الواحد هاجر إلى دمشق صحبه خاله الشيخ أحمد
بن محمد بن قدامة سنة 551هـ، ورحل إلى بغداد طلباً للحديث والعلم، وسمع بدمشق،
وحجّ مع الموفق سنة 573هـ وحدَّث، وأجاز له كثيرون، وتوفيّ مقتولاً ظلماً سنة
590هـ.
ووالدته رقية بنت الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة، هي أخت
الشيخ أبي عمرو والشيخ الموفق، كانت امرأة صالحة، وكانت تاريخاً للمقادسة، روى
عنها الضياء. توفيت سنة (621هـ).
وأخوه الأكبر الشيخ الحافظ شمس الدين أبو العباس أحمد
بن عبد الواحد، كان عالماً محدثاً مسنداً للحديث فقيهاً، رحل إلى المشرق صغيراً،
وكان ثقة صدوقاً، وكان يعرف بـ (البخاري). توفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة[26].
وكان للحافظ البخاري ولد وهو الحافظ فخر الدين، أبو
الحسين علي، بن أحمد، بن عبد الواحد، المقدسي، المتوفى سنة تسعين وستمائة[27].
وكان للضياء شقيق آخر هو عبد الرحيم بن عبد الواحد،
وُلد سنة (572هـ)، ورحل إلى بغداد، وسمع بدمشق وغيرها وحدّث، ودرّس الفقه وغيره.
توفي سنة (612هـ). وولده الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد
المتوفى سنة ثمان وثمانين وستمائة.
وأخت الضياء آسية أم الإمام الحافظ سيف الدين ابن المجد
أبو العباس أحمد بن عيسى بن عبد الله ابن قدامة المقدسي، الذي تخرّج بخاله. توفي
سنة ثلاث وأربعين وستمائة[28].
وأخته الأخرى زينب بنت عبد الواحد، كانت أيضاً صالحة
راوية للحديث، تزوجها ابن عمها عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي، المتوفى
سنة أربع وعشرين وستمائة[29].
وأما زوجته فهي آسية بنت الشهاب محمد بن خلف بن راجح،
وهي سبطة الشيخ أبي عمر، وكانت ديِّنة خيِّرة حافظة لكتاب الله، راوية للحديث،
توفيت سنة (633هـ).
وإذا ما انتقلنا إلى أهل أمّه وجدنا أن أخواله هما
العالمان الجليلان: الشيخ الزاهد أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي،
والشيخ الفقيه عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي رحمهما الله تعالى.
وأما خالته فهي رابعة بنت أحمد بن محمد بن قدامة - زوجة
الحافظ عبد الغني المقدسي[30].
هذه الأسرة المباركة الصالحة، والأسرة العلمية المجاهدة
في سبيل الله هي التي وصفها سبط ابن الجوزي بقوله: "شاهدت من الشيخ أبي عمر
وأخيه الموفق ونسيبه العماد إبراهيم بن عبد الواحد ما نرويه عن الصحابة والأولياء
الأفراد، فأنساني حالهم أهلي وأوطاني، ثم عدت إليهم على نيّة الإقامة، عسى أن أكون
معهم في دار الإقامة".
وقد ظهر من المقادسة عشرات الحفاظ، ومئات المسندين، وقد
ذكر الكثير منهم الحافظ ابن رجب في ((ذيل طبقات الحنابلة))، وكلّ من ترجم للحنابلة
على مرّ العصور، وكان لهم الأثر الواضح في نشر العلم وخاصة علم الحديث، ومن تتبع
المسموعات على الكثير من المخطوطات لمس هذا الأثر، حيث أنهم كلّهم تقريباً اشتركوا
في السماع والتسميع والرحلة في طلب العلم، ولولا المقادسة لما انتشر الحديث في
الشام، ولله الحمد.
· نشأته وطلبه العلم:
في هذه الأسرة الطيبة، والجو العلمي العظيم نشأ الحافظ الضياء
وترعرع، فنشأ نشأة علمية عالية، أساسها الزهد والتخلي عن الدنيا، والتفرغ للعلم
والعبادة، فحفظ القرآن في صغره، وحضر مجالس الحديث والرواية صغيراً، ففي سنة
576هـ، أي في السابعة من عمره، تلقّى الحديث عم أبي المعالي ابن صابر وغيره، وطلب
له أهله الإجازة من كبار العلماء، وذلك خلال رحلاتهم.
ومنذ صغره لزم الحافظ عبد الغني المقدسي، وبه تخرّج في
الحديث وغيره. كما أنه لازم خاله الإمام الزاهد أبا عمر محمد المقدسي، وكان لرعاية
خاله الأثر الكبير فيما وصل إليه الضياء من درجة علمية عالية. ونجد في المختارة
أنه يروي عنه أحاديث كثيرة.
وكان لخاله الآخر الإمام الرباني الشيخ موفق الدين عبد
الله المقدسي دور كبير في تلقيه الفقه والحديث، وتخرّج بالفقه به.
وكان رحمه الله يتنقل بين علماء الشام يأخذ منهم،
ويتتلمذ على أيديهم. ولم تقنع نفسه الكبيرة بما نال من علم في الشام، فبدأ رحلاته
طلباً للمزيد.
· رحلاتــــه[31]:
الرحلة في طلب الحديث والعلم كانت سنة متبعة عند
المحدثين، فكان العلماء بعد أن يأخذوا عن علماء بلدهم، والبلاد المجاورة، يرحلون
إلى بلاد بعيدة.
فرحل إلى القدس بعد فتحها بصحبة الشيخ عبدالله بن عمر
بن أبي بكر المقدسي. ثم رحل إلى مصر سنة (594هـ)، وأخذ عن علمائها، وتتبعهم في
مجالسهم، فسمع من أبي القاسم البوصيري وطبقته.
ورحل إلى المشرق رحلتين كبيرتين: الأولى: وصل فيها إلى
بغداد في ذي القعدة سنة (596هـ) فسمع على ابن الجوزي وطبقته. وعرض القرآن فيها على
عبد الواحد بن سلطان.
ثم دخل همذان فأصبهان بعد موت أبي المكارم اللبان، وسمع
من أبي جعفر الصيدلاني وغيره، ثم رجع إلى بغداد في ذي القعدة سنة (599هـ)، وبعدها
عاد إلى دمشق سنة (602هـ). وفي سنة (603هـ) في ذي الحجة زار (ياسوف) من قرى نابلس.
وفي سنة (604هـ) في المحرم زار (نابلس ورفيد) وغيرها. وبقي بدمشق إلى ذي الحجة سنة
(605هـ).
الرحلة الثانية الطويلة: حيث وصل أصبهان ثانيةً سنة
(606هـ)، وأكثر بها وتزّيد، وحصّل شيئاً كثيراً في المسانيد والأجزاء[32].
ورحل منها إلى نيسابور[33] في
العاشر من ذي القعدة سنة (608هـ) ليلة وفاة منصور الفُراوي، فسمع من المؤيد الطوسي.
ثم رحل إلى هراة[34] فأكثر
بها على أبي روح عبدالمعز وجماعة. ثم رحل إلى مرو[35] فأقام
بها نحواً من سنتين، وأكثر بها عن أبي المظفر السمعاني وجماعة.
وسمع بحلب وحرّان[36] والموصل
ثم رجع إلى دمشق بعد خمسة أعوام فوصلها في ربيع الأول سنة (612هـ)، محمّلاً بالعلم
الغزير والأصول النفيسة. كما أنه قدم مكة وسمع بها[37].
وحجّ وزار المدينة النبوية سنة (619هـ)، وسمع بها. ولما
استقر به المقام في دمشق لزم الاشتغال والنسخ والتصنيف، وسمع في أثناء ذلك من خاله
الشيخ الموفق، وبقي على حاله هذه حتى أتاه أمر الله[38].
· عنايته بالعلم وأهله:
قضى رحمه الله أيام حياته بين طلب العلم، ونسخه،
وروايته، والتصنيف فيه. قال ابن كثير: "سمع الحديث الكثير، وكتب كثيراً،
وطوف، وجمع، وصنّف، وألف كتباً مفيدة حسنة كثير الفوائد"[39].
ولشدة شغفه بالعلم وحرصه على نشره، أنشأ مدرسة على باب
الجامع المظفري، وجعلها دار حديث، ووقف عليها كتبه وأجزاءه. وسيأتي التعريف الكامل
بها - إن شاء الله تعالى ـ.
أما اهتمامه بطلبة العلم وحرصه على إفادتهم وإكرامهم
فيحدث عن ذلك تلميذه المحدث محمد ابن الحسن بن سلام فيقول: "كان محبّـاً لمن
يأخذ عنه مكرمـاً لمن يسمع عليه وكان يحرص على الاشتغال ويعاون بإعارة الكتب، وكنت
أسأله عن المشكلات فيجيبني أجوبة شافية، عجز عنها المتقدمون ولم يدرك شأوها
المتأخرون، قرأت عليه الكثير وما أفادني أحد كإفادته، فكان ينبهني على المهمات من
العوالي ويأمرني بسماعها…"[40].
وكان - رحمه الله - يحرص على أخذ طلابه معه إذا ارتحل
لطلب العلم، من أجل أن يدلهم على الشيوخ، وحتى يثبت لهم مسموعاتهم من الشيوخ،
ويعلو إسنادهم، ويساعدهم أيضاً في نسخ الكتب، وهذا كلّه ظاهرٌ من خلال ثبت
مسموعاته.
· مناقبه:
كان له - رحمه الله - مناقب كثيرة، فجمع إلى سعة
المعرفة، وغزارة العلم، الزهد والصلاح، والإخلاص، وصدق العبادة، والرفق، والأدب
الجم، مع الحرص الشديد على نشر السنة النبوية المطهرة.
قال الذهبي: كان يتقنع باليسير ويجتهد في فعل الخير
ونشر السنة، وفيه تعبد، وانجماع عن الناس، وكان كثير البر والمواساة، دائم التهجد،
أمّارا بالمعروف، بهي المنظر، مليح الشيبة، محببا إلى الموافق والمخالف، مشتغلا
بنفسه رضي الله عنه. وقال ابن كثير: كان رحمه الله في غاية العبادة والزهادة
والورع والخير[41].
وقال عنه تلميذه ابن النجار: وهو ورع تقي، زاهد عابد، محتاط
في أكل الحلال، مجاهد في سبيل الله، ولعمري ما رأت عيناي مثله في نزاهته وعفته
وحسن طريقته في طلب العلم. وقال عنه تلميذه ابن الحاجب: كان شديد التحري في
الرواية، ثقة فيما يؤديه مجتهداً في العبادة، صحيح الأصول، سهل العارية[42].
· جهاده:
وبالرغم من شغفه بالعلم، وتحصيله، لم ينسَ واجبه تجاه
ربه ودينه وأمته فهبّ مع من هب يجاهد أعداء الله الصليبيين تحت قيادة السلطان صلاح
الدين الأيوبي. وقد أشار ابن رجب إلى أنه شهد غزوة مع صلاح الدين[43]، ويحتمل
أن تكون فتح بيت المقدس، إذ استنفر صلاح الدين عامة الناس للجهاد، وقد صحبه في هذه
الغزوة المقادسة، وكانت لهم خيمة خاصة بهم، وكان من بينهم الشيخ أبو عمر والموفق
ابن قدامة[44]. واشترك أيضاً مع عبد الله بن عمر بن أبي بكر المقدسي
الجهاد أيضاً، وكانوا مع جهادهم يجلسون للعلم والسهر في الليل بالتهجد وقيام الليل
والدعاء، وذلك أثناء الاستعداد للمعارك.
كتب الضياء بخطه يصف جهاد المقادسة، قال: "سمعت
أحمد بن يونس بن حسن يقول: كنا على عسقلان وقت أن كان صلاح الدين يحاصرها، قال:
فقال لي الشيخ أبو عمر: خذ الإبريق. وخرجت مع الشيخ أبي عمر والموفق، ومشينا في
الرمل، حتى جئنا إلى شجرة رمان قد رمت بفروعها على الأرض، فدخلا تحتها ولم
يغفلا".
ويقول عن جهاده هو: "وشهدنا غزاة مع صلاح الدين،
فجاء ثلاثة فقهاء، فدخلوا خيمة أصحابنا فشرعوا في المناظرة، وكان الشيخ موفق الدين
والبهاء عبد الرحمن حاضرين، فارتفع كلام أولئك الفقهاء، ولم يكن السيف - أي عبد
الله بن عمر بن أبي بكر المقدسي - ثم حضر فشرع في المناظرة، فما كان بأسرع أن
انقطعوا في كلامه".
وقال أيضاً: "سافرت مرة مع خالي الإمام أبي عمر
إلى الغزاة، فبتنا عند قرية، فأراد بعضنا أن يسهر ويحرسنا، فقال له الشيخ: نم،
وقام هو يصلي"[45].
· وفاته:
ذهب أكثر الذين ترجموا للحافظ الضياء إلى أن وفاته كانت
في جمادى الآخرة، سنة ثلاث وأربعين وستمائة[46].
وذكر الإمام السيوطي أن وفاته كانت في جمادى الأولى من
نفس السنة[47].
واختلفوا في يوم وفاته:
فقال الذهبي في ((تاريخ الإسلام)): توفي يوم الاثنين
الثامن والعشرين من جمادى الآخرة[48]. ووافقه الحسيني في ((صلة التكملة)) والصفدي في ((الوافي
بالوفيات))، وهو الصواب.
وقال في ((العبر)): توفي في السادس والعشرين من جمادى
الآخرة[49]. وذهب ابن رجب وابن العماد إلى أن وفاته كانت يوم
الاثنين الثامن عشر من جمادى الآخرة[50]، ويحتمل أن يكون ذلك تصحيفاً[51]، والله
أعلم.
وذكر أبو شامة أنه توفي يوم الاثنين سابع عشر جمادى
الآخرة[52].
وقد عاش الضياء - رحمه الله - أربعاً وسبعين سنة، ودفن
في الروضة بجبل قاسيون بدمشق بالقرب من خاليه الموفق المقدسي وأبي عمر المقدسي - رحمهم
الله تعالى أجمعين -.
· أشهر شيوخه:
أخذ الحافظ الضياء في دمشق والصالحية الحديث والعلم عن
كبار علمائها من المقادسة وغيرهم، ثم يمم شطره نحو مصر والقدس، ثم بدأ رحلته
المشرقية عاد بعدها إلى دمشق، ثم عاود الرحلة مرة ثانية إلى المشرق، وكان في كل
بلد يصل إليها يأخذ عن شيوخها، خاصة مَن عَلا سنده. ففي هذه الرحلات المتعددة
والطويلة تلقّى الحافظ الضياء عن الشيوخ والشيخات وبلغ عددهم أكثر من خمس مئة.
والمطالع لكتابه ((المختارة)) يرى كثرة هؤلاء الشيوخ
الذين روى عنهم. هذا وقد ذكر هو في ((ثبت مسموعاته)) من مشايخه أكثر من مئة شيخ
بينهم عشر نساء[53]. وذكر في ثبته أنه سمع أكثر من (400) كتاباً تضم
الأجزاء والفوائد والمسانيد وغيرها[54]، مع العلم أن هذا الثبت هو أجزاء قليلة من ثبته
الكامل.
ومن أشهر مشايخه:
1- الحافظ الزاهد تقي الدين أبو محمد عبدالغني بن عبد
الواحد بن علي الجماعيلي المقدسي[55].
2- الشيخ الفقيه موفق الدين عبدالله بن أحمد بن محمد بن
قدامة المقدسي[56].
3- الشيخ الزاهد العابد أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد
بن قدامة المقدسي. خال الضياء[57].
4- الشيخ عماد الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد
بن علي المقدسي، أخو الحافظ عبدالغني[58].
5- أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود المعروف
بالبوصيري[59].
6- زين الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نجا الدمشقي
الفقيه الحنبلي الواعظ المفسر المعروف بـ (ابن نجيه) [60].
7- الشيخ الصالح أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر
الصيدلاني الأصبهاني.
8- المسند أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي النيسابوري[61].
9- المحدث أبو المظفر فخر الدين عبدالرحيم بن عبدالكريم
السمعاني المروزي الشافعي[62].
10- الإمام الحافظ العلامة جمال الدين أبو الفرج
عبدالرحمن بن محمد بن علي القرشي التيمي الحنبلي المعروف بـ (ابن الجوزي) [63].
11- الفقيه الإمام أبو البقاء عبدالله بن الحسين بن
عبدالله العكبري البغدادي الفرضي النحوي اللغوي الضرير المنعوت بالمحب[64].
ومن المشايخ الذين سمع منهم في دمشق: أخوه أحمد بن عبد
الواحد المقدسي، وابن عمه عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي، والإمام محمد ابن خلف
المقدسي، وأبو المعالي بن صابر الدمشقي، والفضل بن البانياسي الدمشقي، وأحمد بن
علي الموازيني الدمشقي، ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر القرشي الدمشقي، وبركات بن
إبراهيم الخشوعي الدمشقي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي الدمشقي وغيرهم كثير.
وممن سمع بمصر: فاطمة بنت سعد الله وغيرها.
ومن القدس: الحسن الإوقي وغيره.
ومن بغداد: الحسن بن أبي نصر الحريمي، وحنبل بن عبد
الله الواسطي، وزيد بن الحسن الكندي، وعبد العزيز بن محمود ابن الأخضر، ويوسف بن
المبارك، وعمر بن معمر بن طبرزد وغيرهم.
ومن أصبهان: القاسم بن أبي المطهر الصيدلاني، وعفيفة
الفارفانية، وأسعد بن سعيد بن روح، وزاهر بن أحمد الثقفي، ويحيى بن محمود الثقفي
وغيرهم.
ومن نيسابور: زينب الشعرية وغيرها.
ومن الموصل: علي بن هبل وغيره.
ومن حلب: الافتخار الهاشمي وغيره.
ومن حرّان: عبد القادر الرهاوي وغيره.
وله أيضاً شيوخ كثيرون بالإجازة[65].
· إجازاته:
ذكر - رحمه الله - الكثير من الإجازات التي حصّلها من
علماء عصره في ثبت مسموعاته، وكذلك ذكر طرفاً منها من ترجم له، فممن أجازه:
1- حافظ عصره العلامة أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد
السلفي الأصبهاني ت (576هـ) [66].
2- العلامة أبو محمد عبدالله بن أبي الوحش بري بن عبدالجبار
المقدسي ت (582هـ) [67].
3- شُهدة الكاتبة ابنة أحمد بن الفرج ت (574هـ) [68].
4- تجني الوهبانية أم عتب ت (575هـ) [69].
5- عبدالحق اليوسفي ت (575هـ) [70].
6- أبو شاكر يحيى بن يوسف السقلاطوني ت (573هـ) [71].
7- أبو الفتح عبدالله بن أحمد الخرقي ت (579هـ) [72].
كما أجازه: أحمد بن علي بن الناعم، وأسعد بن بلدرك
الجبريلي، وابن شاتيل، وعبد الرحيم اليوسفي، وعيسى الدوشابي، ومحمد بن نسيم
اليعشوني، ومسلم بن ثابت النحاس، وخلق آخرون.
وكان هؤلاء الشيوخ في إجازاتهم له يلقبونه بالحافظ. قال
الشيخ محمد بن معمر بن عبد الواحد ابن الفاخر في إجازة بخطه للحافظ الضياء: "قرأ
عليّ الشيخ الإمام الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد
المقدسي أصلاً الدمشقي مسكناً…"[73].
· أشهر تلاميذه:
أخذ عن الضياء الكثيرون الذين لا يمكن إحصاؤهم حتى أخذ
عنه جماعة من شيوخه، وأخذ عنه رفقاؤه الذين شاركوه في الرحلة. ومن أشهر تلاميذه
الذين نهلوا من معينه الصافي وتأثروا به:
1- الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن حسن
البغدادي المعروف بـ (ابن النجار) محدّث العراق[74].
2- الحافظ الإمام المتقن محدث العراق معين الدين أبو
بكر محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي المعروف بـ (ابن نقطة) [75].
3- أبو الفتح عمر بن محمد بن منصور الأميني الدمشقي
المعروف بـ (ابن الحاجب) [76].
4- الإمام الحافظ الرَّحال محدث الشام زكي الدين أبو
عبدالله محمد بن يوسف البرزالي الإشبيلي[77].
5- شمس الدين محمد بن عبدالرحيم بن عبدالواحد المقدسي.
6- الحافظ المحدث علي بن أحمد بن عبدالواحد المقدسي فخر
الدين أبو الحسن[78].
7- الحافظ الأديب شرف الدين أبو المظفر يوسف بن الحسن
بن مفرج النابلسي الدمشقي[79].
8- الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر
الصريفيني[80].
وممن سمع منه أيضاً: ابن أخته سيف الدين أبو العباس
أحمد بن عيسى بن عبدالله المقدسي، وقاضي القضاة سليمان ابن حمزة المقدسي، والمسند
بدر الدين أبو علي بن الخلال، وعبدالله بن أبي بكر الحربي المعروف بـ (كتيله)،
ونجم الدين موسى بن إبراهيم الشعراوي، وإسماعيل بن إبراهيم العبادي، وأحمد بن
المسلم المعروف بـ (ابن الحلوانية)، والمسند عز الدين إسماعيل بن عبدالرحمن
المرداوي الصالحي، وأبو جعفر الموازيني، ومحمد وداود ابنا حمزة بن أحمد المقدسي،
وعثمان بن إبراهيم الحمصي، وعيسى بن معالي السمسار، وزينب بنت عبدالله بن الرضي،
وعائشة بنت عيسى المقدسية وغيرهم كثير.
· الهوامش:
[1] انظر
الكامل في التاريخ: (11/334).
[2] الكامل:
(11/402).
[3] الكامل:
(11/490).
[4] انظر:
الكامل (12/326-352).
[5] الكامل:
(12/482).
[6] البداية
والنهاية: (13/162).
[7] البداية
والنهاية: (13/166).
[8] الكامل:
(12/495).
[9] البداية
والنهاية: (13/200).
[10] البداية
والنهاية: (13/166-167).
[11] انظر:
الكامل: (12/172).
[12] الكامل:
(12/198).
[13] الكامل:
(12/440).
[14] البداية
والنهاية: (13/159). ولا يفهم من هذا أن سائر الملوك والأمراء كانوا بهذه الصورة
المزرية، بل كان منهم الصادقين والعادلين كالخليفة الظاهر بأمر الله (ت623هـ)،
والسلطان العادل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. انظر: الكامل: 12/441، 456) و
(12/95).
[15] وصفه
بذلك ابن أخيه الحافظ شمس الدين ابن الكمال في روايته عنه لأحاديث المختارة فقال:
"أخبرنا عمي الفقيه العالم الحافظ ضياء الدين…". (الأحاديث المختارة:
1/69).
[16] قال
الأستاذ عمر كحالة عند تعريفه بقبيلة السعديين قال: من قبائل فلسطين الشمالية،
أصلها من عرب المشارقة. (معجم قبائل العرب: 2/521)".
[17]
نسبة إلى بيت المقدس –طهّره الله من رجس الصهاينة-.
[18] نسبة
إلى جمّاعيل - بالفتح وتشديد الميم وألف وعين مهملة مكسورة وياء ساكنة -، قرية في
جبل نابلس، من أرض فلسطين، وانتسب إلى بيت المقدس لقرب جماعيل منها؛ ولأن نابلس
وأعمالها من مضافات البيت المقدس. معجم البلدان (2/159). وهي تعرف الآن بجماعين
بالنون وتبعد عن بيت المقدس قرابة أربعين كيلومتر، وفيها وقف يعرف بوقف ابن قدامة
- وهو بيته الذي كان يسكنه.
[19] نسبة
إلى مسجد أبي صالح ظاهر باب شرقي، الذي نزله المقادسة أول قدومهم دمشق. (ذيل طبقات
الحنابلة 2/52). أو نسبة إلى الصالحية، قال ابن طولون في ((تاريخ الصالحية))
(1/26): "اعلم أن الصالحية إسلامية محدثة في آخر قرن الخمسمائة، وكان سبب
وضعها مهاجرة أولاد قدامة المقادسة رضي الله عنهم من تلك البلاد إلى دمشق من جور
الفرنج". قلت: ونسبت الصالحية إلى المقادسة لأنهم كانوا صالحين.
[20] جاء
في ذيل طبقات الحنابلة أن مولده كان في الخامس. ونقل الذهبي عن ابن النجار قوله:
"سألته عن مولده فقال: في جمادى الأولى سنة تسع وستين، ورأيت بخطه مولدي في
سادس جمادى الآخرة. فالله أعلم". وعقب عليه الذهبي بقوله: "الثاني هو
الصحيح فإنه كذلك أخبر لعمر بن الحاجب" (تاريخ الإسلام، وفيات سنة 643هـ).
[21] بناه
الشيخ أبو عمر أخو الفقيه ابن قدامة للمقادسة، وكان هو القائم على أمرهم بعد
نزوحهم من جماعيل. (ذيل طبقات الحنابلة: 2/57).
[22] قاسيون:
بالفتح وسين مهملة وياء مضمومة وآخره نون، هو الجبل المشرف على دمشق، وفي سفحه
مقبرة أهل الصلاح. (انظر: معجم البلدان: 4/295). وقال محمد الدّهان محقق كتاب ((تاريخ
الصالحية)) في مقدمته (ص1): "قاسيون: هو الجبل الأشم الذي تقوم مدينة دمشق
عند أقدامه، يتصل من جهة الغرب بسلسلة جبال لبنان، ومن الشمال بسلسلة جبال فلمون
الممتدة إلى منطقة حمص، وقد عملت مياه دمشق على استقلال هذا الجبل وجعله جبل مدينة
دمشق خاصة". (وانظر كلاماً طويلاً عن هذا الجبل ص1-ص21).
[23] سير
أعلام النبلاء: (23/126)، الوافي بالوفيات: (4/65)، الأعلام: (6/255).
[24] الأعلام:
(6/255).
[25] ذيل
طبقات الحنابلة: (2/52).
[26]
انظر ترجمته في ذيل طبقات الحنابلة: (2/168).
[27] انظر
ترجمته في ذيل طبقات الحنابلة (2/325)، والبداية والنهاية (13/325).
[28] ذيل
طبقات الحنابلة (2/491).
[29] ذيل
طبقات الحنابلة (2/170).
[30] ذيل
طبقات الحنابلة (2/28).
[31]
تتبع رحلاته يظهر واضحاً عند قراءة ثبت مسموعاته –رحمه الله-، وقد تكلّم على هذه
الرحلات الشيخ محمد مطيع الحافظ في كتابه ((التنويه والتبيين في سيرة الحافظ ضياء
الدين)).
[32] ذيل
طبقات الحنابلة (2/237).
[33] نيسابور
بفتح أوله: مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة بينها وبين مرو ثلاثين فرسخاً. فتحها
المسلمون زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد خربت عدّة مرات. (انظر: مراصد
الاطلاع: 3/1411).
[34] هراة
بالفتح: مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان، فيها بساتين كثيرة، ومياه غزيرة،
إلا أن التتار خرّبوها. (انظر: مراصد الاطلاع: 3/1455).
[35] مرو:
وهي مرو الشاهجان. أشهر مدن خراسان وقصبتها وهي العظمى. بينها وبين نيسابور سبعون
فرسخا وبها نهر الرّزيق والشاهجان وهما نهران يخترقان شوارعها ومنها يسقى أكثر
ضياعها. (انظر: مراصد الاطلاع:3/1262).
[36] حرّان
بتشديد الراء وآخره نون مدينة قديمة بينها وبين الرُّها يوم وقيل هي أول مدينة
بُنيت بعد الطوفان وهي مهاجر الخليل إبراهيم عليه السلام. (مراصد الاطلاع:1/389).
[37] فوات
الوفيات: (3/427).
[38] تاريخ
الإسلام وفيات سنة (643)، الوافي بالوفيات (4/65)، فوات الوفيات (3/426).
[39] البداية
والنهاية: (13/169).
[40] تاريخ
الإسلام - وفيات سنة 643 -.
[41] البداية
والنهاية: (13/170).
[42] السير:
(23/128).
[43] ذيل
طبقات الحنابلة: (1/372).
[44] ذيل
طبقات الحنابلة: (2/56).
[45] ثبت
مسموعات الضياء: (ص13-14).
[46] تاريخ
الإسلام - وفيات سنة 643 -، تذكرة الحفاظ (4/1406)، ذيل الروضتين (177)، الوافي
(4/66).
[47] طبقات
الحفاظ (494).
[48] تاريخ
الإسلام - وفيات سنة 643 -، الوافي (4/66)، النجوم الزاهرة (6/354).
[49] العبر:
(5/180).
[50] ذيل
طبقات الحنابلة: (2/240)، شذرات الذهب: (5/226).
[51] جزم
بهذا محقق السير (انظر الهامش: 23/126).
[52] ذيل
الروضتين: (177).
[53] انظر:
فهرس شيوخ الضياء في ثبته المطبوع (ص245-249).
[54] انظر:
فهرس الكتب الواردة في ثبته المطبوع (ص250-261).
[55] سمع
أبا المكارم بن هلال، وأبا الطاهر السلفي وأبا موسى المديني وغيرهم. روى عنه ولداه
أبو الفتح، وأبو موسى، وعبد القادر الرهاوي، وابن قدامة، والضياء، وخلق كثير.
وكانت له علاقة وثيقة بالضياء فأفرد الضياء في فضائله وسيرته جزأين. ومن أشهر
مؤلفاته: ((العمدة)). انظر ترجمته في: العبر (4/313)، ذيل طبقات الحنابلة (2/6).
[56] سمع
من والده وأبي المكارم وأبي المعالي بن صابر وغيرهم. تفقه عليه خلق كثير منهم ابن
أخيه عبدالرحمن بن أبي عمر، كما سمع منه الحديث خلائق منهم ابن الدبيثي والمنذري.
وقد أفرد الضياء في سيرته ومناقبه جزأين. ومن أشهر مصنفاته: ((المغني)). انظر
ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة (2/133)، العبر (5/79)، فوات الوفيات (2/158).
[57] أفرد
الضياء له جزءاً ذكر فيه مناقبه وما كان عليه. توفي سنة سبع وستمئة. انظر ترجمته
في: ذيل طبقات الحنابلة (2/52)، ذيل الروضتين (71)، الوافي بالوفيات (2/116).
[58] أفرد
الضياء فصلاً من كتابه الحكايات ضمّنه من سيرة الشيخ العماد. توفي سنة (614هـ). انظر
ترجمته في: العبر (5/49)، البداية والنهاية (13/77).
[59] سمع
من أبي صادق المديني وغيره. توفي سنة (598هـ). انظر ترجمته في: وفيات الأعيان
(6/67)، حسن المحاضرة (1/375)، العبر (4/306).
[60] سمع
من الشيخ عبد القادر الجيلاني وغيره. توفي سنة (599هـ). انظر ترجمته في: حسن
المحاضرة (1/264)، طبقات المفسرين للداودي (1/383).
[61] انتهى
إليه علو الإسناد بنيسابور، توفي سنة (617هـ). انظر ترجمته في: العبر (5/71)،
وفيات الأعيان (5/345).
[62] روى
كتباً كباراً منها: صحيح البخاري، ومسند أبي عوانة، وسنن أبي داود، وجامع الترمذي،
وكان مفتياً عارفاً بالمذهب، حدّث عنه الأئمة الحفاظ: كابن الصلاح، والضياء،
والبرزالي، وابن النجار، وقد انتهت إليه رئاسة الشافعية ببلده، توفي سنة (617هـ). انظر
ترجمته في: العبر (5/68)، شذرات الذهب (5/75).
[63] سمع
أبا القاسم بن الحصين، وعلي الدينوري وأبا القاسم الهروي وعدة. حدّث عنه الحافظ
عبد الغني المقدسي، وابن الدبيثي، والضياء، وابن النجار، وخلق كثير. من أشهر
مؤلفاته: ((زاد المسير)) و ((المنتظم)).
[64] تفقه
على أبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني، وقرأ النحو على أبي محمد عبدالله بن
أحمد الخشاب، وسمع الحديث من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، وآخرين. من أشهر مصنفاته: ((إعراب القرآن)). توفي سنة
(616هـ). انظر ترجمته في: بغية الوعاة (2/38)، إنباه الرواة (2/116)، طبقات
المفسرين (1/224)، وغيرها.
[65] ثبت
مسموعات الضياء: (ص15-17).
[66]
العبر: 4/227)، حسن المحاضرة (1/354).
[67]
العبر: (4/247).
[68] مشيخة
ابن الجوزي (201)، المختصر في أخبار البشر (3/61).
[69] تذكرة
الحفاظ: (4/1366)، شذرات الذهب: (4/250)، العبر: (4/223).
[70] تذكر
الحفاظ: (4/1366)، شذرات الذهب: (4/251).
[71] العبر:
(4/218)، النجوم الزاهرة: (6/82)، شذرات الذهب: (4/246).
[72] شذرات
الذهب: (4/266)، النجوم الزاهرة: (6/96).
[73] ثبت
المسموعات: (ص167). وانظر: ص175 أيضاً.
[74] سمع
من أكثر من ثلاثة آلاف شيخ. وكان مع حفظه فيه دين وصيانة ونسك. من أشهر مصنفاته:
((القمر المنير في المسند الكبير)) و ((الذيل على تاريخ بغداد)). توفي سنة
(643هـ). انظر ترجمته في: تذكر الحفاظ: (4/1428)، العبر: (5/180)، طبقات الحفاظ: (499).
[75] سمع
من عبدالوهاب بن سكينة وغيره. روى عنه الزكي المنذري وغيره. من أشهر مصنفاته:
((التقييد في رواة السنن والمسانيد)). توفي سنة (629هـ). انظر ترجمته في: العبر
(5/117)، التكملة (3/300)، وفيات الأعيان (4/392).
[76] كان
ديّناً خيراً متيقظاً قد فهم وجمع. توفي سنة (630هـ) ولمّا يبلغ الأربعين. انظر
ترجمته في: تذكرة الحفاظ (4/1455)، التكملة (3/346)، طبقات الحفاظ (506).
[77] قال
عنه الضياء: حافظ ثقة ديّن خيّر. توفي سنة (636هـ). انظر ترجمته في: العبر
(5/151)، البداية والنهاية (13/153).
[78] لزم
عمه الضياء. صار محدث الإسلام وراويته، روى الحديث فوق ستين سنة وسمع من الأئمة
الحفاظ وخرّج له عمه الضياء جزءاً من عواليه. مات سنة (690هـ). انظر ترجمته في:
ذيل طبقات الحنابلة (2/325)، البداية والنهاية (13/325)، العبر (5/368).
[79] روى
عنه الدمياطي وغيره. مات سنة (671هـ). انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ (4/1462)،
طبقات الحفاظ (507).
[80] صحب
الحافظ عبدالقادر الرهاوي وتخرج به. وكان رفيق الضياء في أسفاره وكان إماماً
حافظاً ثقة له معرفة بالفقه. توفي سنة (641هـ). انظر ترجمته في: تذكر الحفاظ
(4/1434)، البداية والنهاية (13/163)، ذيل طبقات الحنابلة (2/229).
وكتب: خالد الحايك.
شاركنا تعليقك