الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

كَبْح العناد ببيان سرقة علي بن جاد!

كَبْح العناد ببيان سرقة علي بن جاد!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل في وصف المفسدين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ}، والصلاة والسلام على نبيه القائل -وهو الصدوق الأمين-: «إَنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسَ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ»، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، أما بعد:

فقد نشرت مقالة يوم أمس عن سارق للعلم بعد أن تأكدت مما فعل، وما كنت لأفتري عليه!

وقبل أن أنشر ما كتبته عن سرقته عرضتها على بعض إخواننا من الأساتذة وطلبة العلم، فما كان لهم إلا أن قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فقد ضاع العلم بسبب هؤلاء السرّاق الذين يتشبعون بما لم يُعطوا وإنا لله وإنا إليه راجعون!

وقمت بمراسلة صاحب دار اللؤلؤة التي تقوم على طبع كتاب ذلك السارق، فأخذ يدافع عنه بجهل وعدم فهم، وأنهم نشروا له كثيراً، ولم يشتكِ أحد منه!

فقلت له: هذا ليس من شأني، ثم تواصل هو مع ذلك السارق، فاستشاط غضباً وأرسل رداً على كلامي في وريقات لا تسوى شيئاً!

ركز فيها على نقدي لطريقة عرض كتابه وما فيه، وأما فيما يتعلق بسرقته بحوثي، فهذا ما قال:

"ستكلفك هذه الكلمات وقفة عظيمة بين يدي الملك فأعد لهذه الفرية جواباً. أقول لك اغلب هذه الأبحاث التي أشرت إليها قد انتهيت منها منذ عشر سنوات تقريباً. وكنت سأطبع الكتاب بعنوان (القلائد بعلل أحاديث العقائد) اشتمل الكتاب على الأحاديث المعلة المنتشرة بين طلبة العلم آنذاك. فأشار إليّ أحد الإخوة صاحب مكتبة نور الإسلام أن أجمع كل ما ورد في العقيدة وأحققه وقد فعلت. لذلك تأخرت تلك الأبحاث إلى الآن".

ثم قال معقباً على كلامي في وضعه ملخصاً كما فعلت أنا:

"قلت: غفر الله لك. أراك فعلت شيئا لم تسبق إليه!!! لو تأملت الكتاب لعلمت خطأك وسوأة عجلتك. فالغالب على عملي أنني أفعل ملخصاً لكل حديث فيه علة وهذا الملخص إما أن يكون في أول الحديث وأتبعه بالتفصيل – وهذا غالباً-. وإما أن يكون في نهاية الحديث – وهذا نادرا-. وذلك كله حسب ما تقتضيه المصلحة لذلك".

ثم ختم كلامه بقوله:

"وأخيرا أقول لك إن كنت غيورا على الحق وأحسبك كذلك... فتبين وتثبت ودعك من العجلة فإن الأمر دين! وسنقف بين يدي رب العالمين غدا.

وادعائك أنني سرقت من أبحاثك فهاك كتبي فلو وقفت على شعر رأسك إلى أن ينتهي عمرك ما استطعت تسطيرها ولله الحمد والمنة فانظر إليها وأمعن النظر فيها وأتحداك أن تخرج شيئا نقلته منك أو من غيرك كما تدعي أما أن تقف على كلمة وتصيح بها في فلاة (ارفق على نفسك أيها الساذج) فوالله الذي لا إله إلا هو ما هذا بخلق لأهل الحديث وأبرأ إلى الله مما تدعيه.

فمثلك ينطبق عليه قول القائل 

كمبتغي الصيد في عريسة الأسد

أي سرقة منك أيها المخبول وهل لك من عمل أصلا. فوالله لم أر لك كتابا قط في حياتي.

وليس عندي وقتا لأضيعه في شقاشقك وهفواتك وخطراتك. 

حسبنا الله ونعم الوكيل

وكتبه دكتور علي بن جادالله" انتهى.

قلت:

أهكذا ترد تهمة السرقة عن إنسان متهم بها؟

فالتخويف بالله ينبغي أن يكون لك لا للعبد الفقير، فأنت المتهم السارق! نسأل الله أن يجعلنا ممن يخافه في السر والعلن ونعوذ بالله من جرأة السر وتخشع العلانية.

وماذا يعني أنك انتهيت من أبحاثك منذ عشر سنوات! أهذا هو دليل على عدم السرقة؟ أكنا معك لنصدق هذا الهراء؟ أثبت بالدليل المادي القطعي أن أبحاثك كانت قبل البحوث التي اتهمت بالسرقة منها ثم تكلّم؟

ثم هب أن بحوثك قديمة، فلم لم تشر في دراساتك إلى ما هو منشور من بحوث تتعلق بما تنشره؟! هل هذا منهج علمي! وقولك إن بحوثك قد انتهيت منها منذ عشر سنوات كذب مفضوح!

فقد نشرت أنت في ملتقى أهل الحديث مقالا بعنوان (القلائد بعلل أحاديث العقائد) بتاريخ: (14/3/2014) وذكرت فيه بحثك: باب بيان ضعف حديث «فما العِصْمَةُ من ذلك»؟ قال: «السيفُ»، قلتُ: يا رسول الله، ثم ماذا؟ قال: «إن كان لله خليفةٌ في الأرض، فضرَبَ ظهرَك وأخذَ مالك فأطعهُ». فكيف انتهى هذا قبل عشر سنوات؟!!

وبحثي بحمد لله حول هذا منشور في موقعي بتاريخ (25/1/2011).

فعلى فرض أننا صدقناك، فلم لم تذكر بقية أبحاثك في هذا الموضوع الذي أنت نشرته في ملتقى أهل الحديث سنة (2014)؟!

ثم ما قصدته من قولي بالملخص ليس ما تفعله أنت وأفعله أنا من قولنا: هذا الحديث رواه فلان وفلان وفلان، وخالفه فلان ووو الخ، لكن أنت تعرف ما أقصده وقد بينته في مقالي يوم أمس وهو أني بعد أن تكلمت على كل الأسانيد لخصت الخلاف في متن الحديث وعنونت لذلك بالخلاصة، وأنت فعلت الشيء نفسه على خلاف ما فعلته في كتابك، ومن قارن ما أتيت به في الملخصات في الأحاديث الأربعة المذكورة بما كتب العبد الفقير في خلاصات البحوث علِم علْم يقين وجه المقصود من الكلام!!

فهذا السارق لم يأت بأي دليل يناقض ما ادعيناه عليه بالدليل، بل لما راسله بعض الإخوة وقع في أعراضنا بالسب والشتم وحسبنا الله ونعم الوكيل!

عموماً.. من ينظر لعمل هذا المدّعي وجلها في العلل يجزم بأنه لا علاقة له بعلم العلل لا من قريب ولا من بعيد!

وعليه فيجب أن نستحضر ما يطبعه هذا السارق من كتب! فقد طبعت له دار اللؤلؤة هذه كتاباً من تسعة مجلدات في "العلل الواردة في حديث الإمام الزهري"! في سنة (2017م). وكعادته لم يذكر أي دراسة سابقة لهذا الموضوع الذي فيه رسائل جامعية، وبحوث محكمة، أستذكر منها دراسة الدكتور عبدالله دمفو بعنوان: "مرويات الإمام الزهري المعلة في كتاب العلل للدارقطني" وهو مطبوع في أربعة مجلدات سنة (1999م)، ودراسة بعنوان: "مرويات الزهري في المغازي" للدكتور محمد بن محمد العواجي، طبعته الجامعة الإسلامية في عدة مجلدين سنة 1424هـ، ودراسة قديمة في سنة (1400هـ) في جامعة أم القرى بعنوان: الإمام الزهري المحدث، إمام الحفاظ والمحدثين، للباحث: سليمان عبيد الحازمي، وبحث بعنوان: منهج الإمام البخاري في انتقائه لمرويات الزهري في الجامع الصحيح دراسة تحليلية للدكتور زياد سليم العبادي، وغير ذلك مما يطول تتبعه أو يغيب عن العين أو الذاكرة ذكره، ولا استبعد استفادته جاد الله المذكور في كتابه عن "أوهام أصحاب الزهري" من كتابي الدكتور سعيد باشنفر "الزيادات الشاذة في حديث الثقات" و "اوهام المحدثين الثقات".

والقصد أنه يجب أن يراجع طلبة العلم وراء هذا اللص ليتبينوا ما سرق ومن أين سرق وكيف سرق وعدم الثقة بما يكتب وينشر عموما!

وكذلك رسالة الزور التي تقدم بها (رسالة دكتوراه) للجامعة الإسلامية منيسوتا/أمريكا (وهي جامعة تابعة لمركز إسلامي هناك وغير مرخصة وغير معترف بها عالميا! وتمنح عشرات الدرجات العلمية في الدكتوراه في كل فصل! والله المستعان)!!

تقدم هذا السارق لتلك الجامعة برسالة بعنوان (الأحاديث والآثار الواردة في الخوارج - جمعاً ودراسة) ونوقشت بتاريخ (15/10/2019م).

ولي عدة بحوث في أحاديث الخوارج، وهناك دراسات أخرى منشورة في جمع هذه الأحاديث لبعض الدكاترة والباحثين، فقمت بالتواصل مع المشرف على هذا السارق وقال بأن الجامعة لا تخرج رسائل الطلبة! فأي جامعة هذه؟! وحاولت معه على أن يعطيني فقط الدراسات السابقة التي ذكرها السارق فقال بأن صاحبها فقط هو المخول بإعطاء الرسالة لمن يريد!! وأعذر المشرف فلعله لم يقف على سرقات تلميذه ولم ينتبه لها وربما إن كان سارقاً لشيء أشرف عليه فيه سيقع في حرج!

وعلى العموم، فهذا الرجل المدعي لعلم العلل الأصل فيه عدم الثقة، ويجب على طلبة العلم أن يحذروا مما نشره من قبل وأن يرجعوا لمن كتب قبله فيما نشره وفيما ينشره، وكذلك يجب على طلبة العلم مقاطعة الدور التي تنشر له؛ لأنها تدافع عنه بالباطل وتصر على النشر له بعد البيان! إلا أن يتقدموا باعتذار للقرّاء بأنهم لم يكونوا يعلمون عن حال هذا السارق المحتال!

وقد ختم رده بكلام قبيح يعكس تربيته وأخلاقه التي أشبه ما تكون بردح الشوارع وبذاءة السوقة! وزعم أنه لم ير لي كتابا قط وصدق فالحمد لله قد أكرمنا الله ببذل هذا العلم للناس لا نحجر عليه ولا نجعله أكلة فلا ينتفع منه الناس إلا بأخذ أموالهم، فكتبي كلها وبحوثي منشورة على "دار الحديث الضيائية" لا نريد من أحد سوى الله عليها أجرا.

ويا مسكين ماذا انظر في كتبك؟ كلها جمع والله أعلم من أين أتيت بها!

وأما ما الذي عندي؟ فالسارق الجاهل لا يستطيع أن يحكم على الناس، بل من يحكم من كان من أهل هذا العلم، ويكفي أني سبقتك لهذه الأبحاث التي سرقتها وادعيتها زورا!

ونحن مع السارق بين احتمالات ثلاثة:

الأول: أن يعترف بالسرقة وهذا نادر، ولا أعلمه حصل مع من رُفعت عليهم دعاوى في المحاكم الوضعية وحكمت عليهم بها! كعائض القرني!

الثاني: أن يسكت ستراً لسوأته كما فعل كثيرون ممن فضحوا فيسكتون أو يجيبون بكلمة أو كلمتين أن هذا من وقع الحافر على الحافر أو نسوا العزو وغيرها من الترهات!

الثالث: أن يرد بكل وقاحة وصلافة وهذه متوقعة ممن يتأكل بكتبه ويحاول أن يتسلق على الأكتاف ولا يراعي الحرمات.

وكل سارق لا يستطيع الدفاع عن نفسه يزعم أنه لا وقت عنده لهذه الترهات!

وكما قيل للحرامي: احلف، قال: جاءنا الفرج!

فالله حسيبك، وكما قلت - وقد يصدق الكذوب-: سنقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

وكتب: خالد الحايك

3 رمضان 1441هـ.

شاركنا تعليقك