الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

أهذه سرقة أم توارد أفكار يا د. عبدالعزيز السعيد؟!!

أهذه سرقة أم توارد أفكار يا د. عبدالعزيز السعيد؟!!

بعد السماع لمحاضرة الدكتور عبدالعزيز السعيد المُشار حول "نقد الصحيحين" وتسفيهه وتجهيله لكل من تكلّم على حديث فيهما دون التفرقة بين من ليس من أهل العلم أو من أهله! مع كثرة تناقضه في كلامه!! قلت في نفسي أنظر في جهوده في الحديث لعلي أجد مٌبرراً لكلامه الذي نعت فيه الجميع بالجهل والسفه!

فوجدت له تغريدة على تويتر:

مناقشة العلامة المعلمي في تفريقه بين قولهم في الراوي:( ليس بالقوي) وقولهم؛ (ليس بقوي).

https://twitter.com/aalsaid905/status/859786204400799744

وهذه التغريدة شدت انتباهي لأني كتبت عن هذا قبل أكثر من (8) سنوات. ففتحت الرابط فلم يفتح معي، ثم وجدت أحدهم نقل كلامه في "منتدى كل السلفيين".

http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=71494

وكم كانت المفاجأة إذ وجدته (استعار) كلامي على سبيل (السرقة العلمية)! حول هذا الموضوع والذي هو منشور في موقعي منذ سنوات، وكنت بفضل الله أول من تكلم على هذه المسألة.

والمضحك أن كلامي كان يومها حول سرقة (علي حلبي) لكلام الشيخ طارق عوض الله في تبني كلام من يُفرّق بين هذين المصطلحين!!

http://www.addyaiya.com/uin/arb/Viewdataitems.aspx?ProductId=155

والأدلة التي أوردتها في رد كلام الإمام المعلمي هي:

1- أن الإمام النسائي لم يستخدم لفظ: ((ليس بقويّ)) في كتبه قطّ.

2- أن الأئمة الذين نقلوا أقوال النسائي هم الذين تصرفوا فيها، وهذا يدلّ على أنهم لم يجدوا فرقاً بين المصطلحين عند النسائي وعند غيره أيضاً.

3- عدم تعرض أئمة هذا الشأن ممن تكلّم في المصطلحات للفرق بينهما وعدم ذكرهما معاً والاقتصار على أحدهما فقط.

4- أن الأئمة النقاد استخدموا أحياناً (ليس بقوي) وأحياناً (ليس بالقوي) في الحكم على الرواة دون إشارة إلى التفريق بينهما، ويكثر هذا عند ابن أبي حاتم في سؤالاته لأبيه وأبي زرعة، ولو كان ثمة فرق لبيّنه أو أشار إليه.

وذكرت أمثلة على كل ذلك.

والأدلة التي أتى بها الدكتور السعيد:

أحدها: أن الشيخ لم يسبقه أحد في هذا التفريق فيما أعلم.

وثانيها: قوله: (والنسائي يراعي هذا الفرق) ظاهره أن النسائي أطلق هاتين اللفظتين على كثير من الرواة، والواقع أنه أكثر من قوله (ليس بالقوي) وأدخلهم في كتابه الضعفاء كما تقدم، وأما لفظة: (ليس بقوي) فنادرة جدا في كلامه، بل لم يصف بها راويا في كتابه (الضعفاء)؛ فلا يستقيم للشيخ ما ذكره.

وثالثها: أنه ورد التعبير بإحداهما عن الأخرى في الرواية والنقل، ولو لم تكونا بمعنى لم يصنعوا ذلك، ولو كان هناك فرق بينهما
لذكروا الاختلاف بين الروايات.

قلت: أما الدليل الأول عنده فهو ما ذكرته في بداية مقالتي: "وقد وجدت أن الإمام المعلمي اليماني هو الذي فرّق بين هذين المصطلحين".

فصاغها الدكتور بطريقة أخرى!

وأما الدليل الثاني عنده: فهو الدليل الأول عندي. وقلت في شرح ذلك: "وقد تتبعت ((السنن الكبرى)) وكتاب ((الضعفاء)) للنسائي فلم أجده ذكر لفظ: (ليس بقوي) دون التعريف بأل إلا في هذا الموضع!

فأين تفرقة النسائي بين المصطلحين إذن؟!

والمصطلح الذي يقوله النسائي دائماً هو: (ليس بالقوي). واستخدم أيضاً في ((السنن الكبرى)) مصطلح: (ليس بذاك القوي)".

والدليل الثالث عنده جمع فيه ما ذكرته في الدليل الثالث والرابع.

والأمثلة التي أتى بها غير الأمثلة التي أتيت بها، وأنا لم أستوعب، وإنما أتيت بنماذج بالمقصود، وأي طالب علم يستطيع أن يأتي بأمثلة أخرى غير التي عندي أو عنده. وكان المقصد أن أبين أن الراوي يقول فيه بعض العلماء "ليس بالقوي"، وغيرهم يقول في الراوي نفسه: "ليس بقوي".

ووجدت مثالاً واحدً أبقاه الدكتور كما هو، وهو قولي:

"وقال ابن الجوزي أيضاً (2/40) في ترجمة (شعبة مولى ابن عباس): "وقال السعدي والنسائي: ليس بقوي".

قلت: قال النسائي في ((الضعفاء)) (ص56): "شعبة مولى ابن عباس، ليس بالقويّ".

قال الدكتور: "شعبة بن دينار مولى ابن عباس، نقل المزي عن الجوزجاني والنسائي أنهما قالا: (ليس بقوي) والذي في أحوال الرجال للجوزجاني والضعفاء للنسائي: (ليس بالقوي)".

ثم ذكر الدكتور دليله الرابع، فقال: "ورابعها: أن الشاهد الذي ذكره على أن النسائي يراعي هذا الفرق غير مسلّم، فقد ذكر أنه قال هذه الكلمة في جماعة أقوياء منهم: عبد ربه بن نافع، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، فبين ابن حجر في ترجمتيهما من (مقدمة الفتح) أن المقصود بذلك أنهما ليسا في درجة الأكابر من أقرانهما".

وهذا كلام المعلمي في أصل الكلام، ثم أتى بترجمة كل واحد ممن ذكرهم المعلمي عند ابن حجر، وهذا أتيت به أنا في مقالتي وبينت مقاصد ابن حجر فيه، واختصر الكلام هو، ثم ختم كلامه بقوله: "وأما الحسن بن الصباح الذي ذكر المعلمي ترجمته من مقدمة الفتح ففيه قولان للنسائي: (صالح) و(ليس بالقوي) ثم ذكر ابن حجر عن قول النسائي أنه تليين هيّن، وليس في الترجمة أن الحافظ لم يعتبر هذا التليين، بل كلام ابن حجر يستفاد منه حمل اللفظة على التليين عند الإطلاق".

وأنا قلت في هذا: "وأما الحسن بن الصباح فكما نقل ابن حجر عن النسائي أنه قال فيه مرة: صالح، وقال في الكنى: ليس بالقوي.

فجمع بينهما ابن حجر فقال: "قلت: هذا تليين هين، وقد روى عنه البخاري وأصحاب السنن إلا ابن ماجه ولم يكثر عنه البخاري".

ثم قلت: "قلت: فتبيّن من هذا أن قول النسائي في الراوي: (ليس بالقوي) ليس تلييناً هيّناً، وإنما هو تضعيف عنده، والضعيف قد يُنتقى من حديثه".

وبعد... فهل يا أستاذ الحديث: هل هذه سرقة أم لا؟!!

ولو سلّمنا أنك بحثت دون النظر فيما كتبته أنا، هل يصدق العاقل أنك توصلت إلى ما توصلت إليه أنا قبلك بسنوات؟!! ومقالي موجود في كثير من المواقع!

اتق الله في نفسك وفي طلبتك.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وكتب: د. خالد الحايك

في الثلث الأخير من ليلة السادس والعشرين من ذي القعدة لعام 1438هـ.

************

مقال الدكتور السعيد

مناقشة العلامة المعلّمي في تفريقه بين قولهم في الراوي:(ليس بالقوي) وقولهم:(ليس بقوي)

الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

أما بعد فذكر العلاّمة الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله أن هناك فرقا بين قول أئمة الجرح والتعديل في الراوي: (ليس بالقوي) وقولهم: (ليس بقوي)، فقال في (التنكيل 1/ 442):

فكلمة «ليس بقوي» تنفي القوة مطلقاً وإن لم تثبت الضعف مطلقاً، وكلمة «ليس بالقوي» إنما تنفي الدرجة الكاملة من القوة، والنسائي يراعي هذا الفرق، فقد قال هذه الكلمة في جماعة أقوياء منهم: عبد ربه بن نافع، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، فبين ابن حجر في ترجمتيهما من (مقدمة الفتح) أن المقصود بذلك أنهما ليسا في درجة الأكابر من أقرانهما وقال في ترجمة الحسن بن الصباح:"وثقه أحمد وأبو حاتم، وقال النسائي: صالح، وقال في الكنى: ليس بالقوي".

قلت: هذا تليين هين، وقد روى عنه البخاري وأصحاب (السنن) إلا ابن ماجة ولم يكثر عنه البخاري.

وهذا الكلام من الشيخ يرد عليه مناقشات:

أحدها: أن الشيخ لم يسبقه أحد في هذا التفريق فيما أعلم.

وثانيها: قوله: (والنسائي يراعي هذا الفرق) ظاهره أن النسائي أطلق هاتين اللفظتين على كثير من الرواة، والواقع أنه أكثر من قوله: (ليس بالقوي) وأدخلهم في كتابه الضعفاء كما تقدم، وأما لفظة: (ليس بقوي)
فنادرة جدا في كلامه، بل لم يصف بها راويا في كتابه (الضعفاء)؛ فلا يستقيم للشيخ ما ذكره.

وثالثها: أنه ورد التعبير بإحداهما عن الأخرى في الرواية والنقل، ولو لم تكونا بمعنى لم يصنعوا ذلك، ولو كان هناك فرق بينهما
لذكروا الاختلاف بين الروايات، ولذلك أمثلة، منها:

- عامر الأحول، قال عبد الله بن الإمام أحمد (العلل 1937) عن أبيه: (عامر الأحول ليس بالقوي ضعيف الحديث)، وعنه رواها العقيلي في الضعفاء، وعنه ابن عدي في كامله، وتبعه الذهبي في الميزان. وجاء في رواية أبي طالب في الجرح والتعديل: (ليس بقوي في الحديث)، وذكرها المزي في التهذيب.

- سلمة بن تمام أبو عبدالله القشيري، قال عبد الله بن أحمد (العلل 905) عن أبيه: (ليس هو بقوي في الحديث) وعنه العقيلي في الضعفاء.

ورواه ابن عدي عن العقيلي بلفظ (ليس هو بالقوي في الحديث)، وكذا أورده المزي في تهذيب الكمال، والذهبي في الميزان، وابن حجر في التهذيب.

ورواه العقيلي من رواية الميموني عن أحمد بلفظ (ليس بالقوي عندي، هو ضعيف الحديث).

- عسل بن سفيان، قال عبد الله بن أحمد (العلل 2626) عن أبيه: (عسل بن سفيان ليس هو عندي بقوي في الحديث)، وعنه رواه العقيلي، وعنه ابن عدي. وفي سؤالات ابن هانئ (2281) قال: (حديثه ليس بالقوي).

- حميد بن قيس الأعرج ، قال عبد الله بن أحمد (العلل 808) عن أبيه: (ليس هو بقوي في الحديث) وعنه العقيلي في الضعفاء
وعنه ابن عدي في الكامل، وتبعه الذهبي في الميزان والمغني. وأورده المزي في تهذيب الكمال ـ وتبعه ابن حجر في التهذيب ـ
من رواية عبد الله بلفظ (ليس هو بالقوي في الحديث).

- الحسن بن بشر بن سلم البجلي، روى ابن عدي عن محمد بن العباس الغساني ـ وهو أحد رواة كتاب (الضعفاء والمتروكون) ـ عن النسائي قوله فيه: (ليس بقوي) وجاء في رواية الحسن بن رشيق عن النسائي ـ وهو المطبوع ـ (ليس بالقوي).

- طلحة بن عمرو الحضرمي، قال أبو حاتم: (ليس بالقوي ...) ونقله المزي: (ليس بقوي).

- الحارث بن عبد الله الأعور قال أبو حاتم: (ضعيف الحديث ليس بالقوي..) وقال المزي في تهذيب الكمال عنه: (ليس بقوي..).

- داود الأودي، قال ابن عدي في الكامل: (ليس بالقوي) ونقله المزي: (ليس بقوي).

- شعبة بن دينار مولى ابن عباس، نقل المزي عن الجوزجاني والنسائي أنهما قالا: (ليس بقوي) والذي في أحوال الرجال للجوزجاني والضعفاء للنسائي: (ليس بالقوي).

- عبدالله بن شريك العامري، نقل المزي عن أبي حاتم والنسائي قولهما: (ليس بقوي) وهو كذلك في الجرح والتعديل، وأما ضعفاء النسائي ففيه (ليس بقوي).

- يونس بن الحارث الثقفي، نقل المزي عن أبي حاتم قوله: (ليس بقوي) وهو في الجرح والتعديل: (ليس بالقوي).

- هلال بن ميمون، قال أبو حاتم: (ليس بالقوي..) ونقله المزي بلفظ (ليس بقوي).

- عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، نقل المزي عن الجوزجاني قوله فيه: (ليس بقوي في الحديث) والذي في أحوال الرجال: (ليس بالقوي في الحديث).

- محمد بن عبد العزيز الرملي المعروف بابن الواسطي، نقل المزي عن أبي زرعة قوله فيه: (ليس بقوي) والذي في الجرح والتعديل: (ليس بالقوي).

- سعيد بن عبد الجبار بن وائل، نقل الذهبي في الميزان والمغني عن النسائي قوله فيه: (ليس بالقوي) وهو كذلك في الضعفاء للنسائي، وفي الديوان ذكره الذهبي بلفظ (ليس بقوي).

- سعيد بن عبد الله بن ضرار، نقل الذهبي في (الميزان والمغني) عن أبي حاتم قوله فيه: (ليس بقوي) وهو كذلك في الجرح والتعديل
وفي (الديوان) (ليس بالقوي).

- محمد بن عبد الملك أبو جابر الأزدي، نقل في (الميزان والمغني) عن أبي حاتم قوله فيه: (ليس بقوي) وهو كذلك في الجرح والتعديل، وفي الديوان (ليس بالقوي).

- يزيد بن يحيى بن الصباح، نقل الذهبي في الميزان عن أبي حاتم قوله فيه: (ليس بالقوي) وفي المغني: (ليس بقوي)
والذي في الجرح والتعديل (ليس بقوي الحديث).

- غسان بن مالك، نقل الذهبي في (المغني) قول أبي حاتم فيه: (ليس بالقوي) وفي الميزان والديوان: (ليس بقوي) وهو كذلك في الجرح والتعديل.

- بكر بن بكار القيسي، قال النسائي في السنن: (ليس بقوي) وقال ابن حجر في التهذيب عنه: (ليس بالقوي).

- شرقي بن قطامي، نقل ابن حجر في لسان الميزان عن أبي حاتم قوله فيه: (ليس بالقوي) وهو في الجرح والتعديل بلفظ (ليس بقوي الحديث).

- محمد بن الصباح المقرئ، نقل الذهبي في الميزان عن بي حاتم قوله فيه: (ليس بالقوي) وهو في الجرح والتعديل (ليس بقوي).

- يوسف بن الغرق، قال فيه أبو حاتم: (ليس بقوي) ونقله الذهبي في الميزان والمغني بلفظ (ليس بالقوي).

ورابعها: أن الشاهد الذي ذكره على أن النسائي يراعي هذا الفرق غير مسلّم، فقد ذكر أنه قال هذه الكلمة في جماعة أقوياء منهم: عبد ربه بن نافع، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، فبين ابن حجر في ترجمتيهما من (مقدمة الفتح) أن المقصود بذلك أنهما ليسا في درجة الأكابر من أقرانهما.

وهذا الاستشهاد غير مسلم لوجوه:

الوجه الأول: أن النسائي إمام له رأيه في الرواة، وهو من الموصوفين بالتشدد، وتضعيفه لمن وثقه غيره مشهور حتى بغير هذه اللفظة، فمن الرواة من وثقه غيره وصرح النسائي بتضعيفه؛ وعندئذ يعلم أن حمل هذه اللفظة (ليس بالقوي) على خلاف ما هو معروف غير مستقيم، على أن النسائي لم يتفرد بهذا التضعيف، كما هو بيّن في كتب التراجم، وما ذكره ابن حجر في ترجمتيهما اللتين أشار إليهما المعلمي.

وهذا نص الترجمتين عنده، قال الحافظ: (عبد ربه بن نافع الكناني أبو شهاب الخياط الكوفي نزيل المدائن قال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد: لم يكن بالحافظ، قال: ولم يرضى يحيى أمره. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ما بحديثه بأس. وقال ابن معين والعجلي وابن سعد والبزار وابن نمير وغيرهم: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة: تكلموا في حفظه. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الساجي: صدوق يهم في بعض حديثه. قلت: احتج الجماعة به سوى الترمذي، والظاهر أن تضعيف من ضعفه إنما هو بالنسبة إلى غيره من أقرانه كأبي عوانة ونظرائه).

قال: (عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري المعروف بابن الغسيل.. وثقه بن معين والنسائي وأبو زرعة والدارقطني. وقال النسائي: مرة ليس به بأس، ومرة ليس بالقوي، وقال ابن حبان: كان يخطئ ويهم كثيرا، مرض القول فيه أحمد ويحيى وقالا: صالح. وقال الأزدي: ليس بالقوي عندهم. وقال ابن عدي: هو ممن يعتبر حديثه ويكتب. قلت: تضعيفهم له بالنسبة إلى غيره ممن هو أثبت منه من أقرانه).

الوجه الثاني: أن اللفظة الواردة في هاتين الترجمتين (ليس بالقوي) وليس فيها تعرض لـ (ليس بقوي) فلا يستدل به على التفريق؛ لأنه ليس في كلام ابن حجر تفريق بينهما.

الوجه الثالث: أن كلام الحافظ في خصوص توجيه ما ورد في هذه التراجم وليس في توجيه اللفظة مطلقا، ويدل عليه أنه ذكر معها ألفاظا أخرى من ألفاظ التجريح، فظاهر توجيهه للجميع وليس لخصوص هذه اللفظة.

وأما الحسن بن الصباح الذي ذكر المعلمي ترجمته من مقدمة الفتح ففيه قولان للنسائي: (صالح) و(ليس بالقوي) ثم ذكر ابن حجر عن قول النسائي أنه تليين هيّن، وليس في الترجمة أن الحافظ لم يعتبر هذا التليين، بل كلام ابن حجر يستفاد منه حمل اللفظة على التليين عند الإطلاق، ويشهد له أنه قد اعتبر كلام النسائي في هذا الراوي فقال (التقريب): (صدوق يهم)؛ وعليه فلا يصح الاستشهاد به على ما ذهب إليه المعلمي، بل الاستشهاد به على خلاف ما ذهب إليه هو الظاهر.

وما سبق في مباحثة الذهبي في دلالة هذه اللفظة عند أبي حاتم والنسائي ظاهر في دفع ما ذكره الشيخ المعلمي رحمه الله.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

وكتبه عبد العزيز بن محمد السعيد

7/8/1438هـ.

 

شاركنا تعليقك