الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

عِللُ الأَحاديث الواردة في الدُّعاء عند الخروج من البيت والدخول إليه. وعدم ثبوت شيء في هذا الباب!

عِللُ الأَحاديث الواردة في الدُّعاء عند الخروج من البيت والدخول إليه، وعدم ثبوت شيء في هذا الباب!

 

وردت بعض الأحاديث في الأدعية التي يقولها المسلم عند خروجه من بيته أو عند العودة إليه، وقد صحح هذه الأحاديث بعض أهل العلم.

وسنتكلم على هذه الأحاديث ومعرفة هل هي صحيحة أم ضعيفة إن شاء الله تعالى.

·       الأحاديث الواردة في الدعاء عند الخروج من البيت.

·       الحديث الأول:

ما رواه شعبة وعبيدة وسفيان وجرير وفُضيل وإدريس الأوديّ ومَعْمر والقاسم بن معن ومِسعر، كلهم عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ، أَوْ أَزِلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ».

ورواه أيضاً عطاء بن السائب، وزبيد، وعاصم الأحول، والحكم بن عتيبة، كلهم عن الشعبي، به.

وهذا الحديث منقطع! لم يسمع الشعبي من أم سلمة، وقد حققته في بحث شاف بحمد الله بعنوان: "بلوغُ الأَمل في حكم حديث «اللهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أوْ أُضَلَّ، أَو أزِل أَوْ أُزَل»". فليراجع.

·       الحديث الثاني:

ما رواه ابنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِاللَّهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ - يَعْنِي - إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، يُقَالُ لَهُ: كُفِيتَ، وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ».

أخرجه الترمذي في «الجامع»، في كتاب الدعوات: باب مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، برقم (3426) عن سَعِيد بن يَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عن أَبِيه، عن ابن جُرَيْجٍ، به.

وأخرجه النسائي في «السنن الكبرى»، كتاب عمل اليوم والليلة: باب ما يقول إذا خرج من بيته، (6/26) عن عبدالله بن محمد بن تميم، عن حجاج، عن ابن جريج، به.

وأخرجه أبو داود في «سننه»، في كتاب الأدب: باب ما يقول إذا خرج من بيته، برقم (5095) عن إِبْرَاهِيم بن الْحَسَنِ الْخَثْعَمِيّ، عن حَجَّاج بن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ، به، بلفظ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ».

وأخرجه ابن حبان في «صحيحه» برقم (822) عن مُحَمَّد بن الْمُنْذِرِ بنِ سَعِيدٍ، عن يُوسُف بن سَعِيدِ بنِ مُسْلِمٍ، عن حَجَّاج، عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ، به.

وأخرجه الطبراني في «كتاب الدعاء» (ص: 146) من طريق حَجَّاج بن مُحَمَّدٍ ويَحْيَى بنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيّ، كلاهما عَنِ ابنِ جُرَيْجٍ، به.

قال الترمذي: "هذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ".

قلت: وهذا غريبٌ من الترمذي كيف يحسّنه وقد سأل البخاريّ عنه فأعلّه!!

قال الترمذي في «العلل» (1/362) سألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: "حدَّثوني عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج بهذا الحديث، ولا أعرف لابن جريج عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة غير هذا الحديث، ولا أعرف له سماعاً منه".

وقد سُئِل الدارقطني في «العلل» عن هذا الحديث برقم (2346) فقال: "يَرْوِيهِ ابنُ جُرَيْجٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛ فَرَوَاهُ يَحْيَى بن سعيد الأموي، وحجاج بن محمد، عن ابن جريج، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِاللَّهِ بنِ أَبِي طلحة.

ورواه عبدالمجيد بن أبي رواد، وهو أثبت الناس في ابن جريج، قال: حُدِّثت عن إسحاق. والصحيح أن ابن جريج لم يسمعه من إسحاق".

قال الضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (4/373) بعد أن ذكر كلام الدارقطني هذا: "قلت: قد رواه أبو قرة موسى بن طارق عن ابن جريج عن إسحاق وقد وقع في سماعنا من رواية يحيى بن صاعد: أخبرني إسحاق، والله أعلم".

قلت: هذا الإخبار في الإسناد خطأ، والصواب أنه منقطع.

وقد رُوي هذا الحديث بإسناد آخر:

رواه المَحاملي، قال: حدثنا الحسن بن أبي الرّبيع الجرجانيّ، قال: حدثنا أبو عامر - هو: عبدالملك العَقدي -، قال: حدثنا داود - هو: ابن قيس الفراء المدني -، عن عون بن عبدالله بن عتبة: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج الرجل من بيته، أو أراد سفراً فقال: بسم الله، حسبي الله، توكلت على الله، قال الملك: كفيت وهديت ووقيت».

قلت: وهذا مرسل!

وهذا المرسل لا يُقوّي المنقطع السابق، فالحديث ضعيف.

وعون بن عبدالله بن عتبة بن مسعود الهذلي كان ثقة كثير الإرسال. وقد رُوي هذا عنه من قول عمّ أبيه عبدالله بن مسعود.

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (9/180) من طريق عَبْدِاللهِ بنِ رَجَاءَ الغُدَاني، عن عبدالرحمن بن عبدالله بن عتبة الْمَسْعُودِيّ، عَنْ عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُاللهِ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، قَالَ: «بِسْمِ اللهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ».

قلت: ليس إسناده بمتصل! عون بن عبدالله بن عتبة لم يَلق ابن مسعود. والمسعودي كان قد اختلط بآخره! والغداني صدوق له أوهام!

فلا أدري أيهما الصواب عن عون: المرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم أم الموقوف على ابن مسعود! وأياً كان الصواب فكلا الإسنادين ضعيف لا يُحتج به، والله أعلم.

وحديث الباب - حديث أنس - صححه الألباني في «تخريج الكلم الطيب» برقم (59)!! وأخطأ في تصحيحه.

·       الحديث الثالث:

ما رواه محمّد بن إسماعيل ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونُ بنُ هَارُونَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ، أَوْ مِنْ بَابِ دَارِهِ، كَانَ مَعَهُ مَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ بِهِ، فَإِذَا قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ قَالَا: هُدِيتَ، وَإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَا: وُقِيتَ، وَإِذَا قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ قَالَا: كُفِيتَ، قَالَ: فَيَلْقَاهُ قَرِينَاهُ فَيَقُولَانِ: مَاذَا تُرِيدَانِ مِنْ رَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ».

أخرجه ابن ماجه في «السنن»، باب مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ (2/1278) عن عَبْدالرَّحْمَنِ بنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيّ، عن ابن أَبِي فُدَيْكٍ، به.

وأخرجه الطبراني في «كتاب الدعاء» (ص: 146) من طريق إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيّ ودُحَيْمٍ الدِّمَشْقِيّ، كلاهما عن ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ، به.

قلت: هذا الحديث منكر! تفرد به هارون بن هارون ابن الهدير عن الأعرج! ولا يُعرف عن أبي هريرة! وهارون منكر الحديث.

قال عبدالرحمن ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: "منكر الحديث، ليس بالقوي" [الجرح والتعديل:9/98].

وذكره ابن عَدي في «الكامل» (7/125) وأورد له بعض المناكير، ثم قال: "ولهارون بن هارون غير ما ذكرت، وأحاديثه عن الأعرج، وعن مجاهد، وعن غيرهما مما لا يُتابعه الثقات عليه".

وقال ابن حبان في «المجروحين» (3/94): "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة فقط".

قلت: فهذا الحديث لا يصلح لأن يكون شاهداً لما قبله وتحسينه أو تصحيحه كما فعل بعض المشتغلين بهذا العلم من المتأخرين والمعاصرين! والله المستعان.

·       الحديث الرابع:

ما رواه حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ حُسَيْنِ بنِ عَطَاءٍ بنِ يَسَارٍ، عَنْ سُهَيْلِ بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِهِ قَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ، التُّكْلَانُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ».

أخرجه ابن ماجه في «سننه»، باب مَا يَدْعُو بِهِ الرَّجُلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، (2/1278) عن يَعْقُوب بن حُمَيْدِ بنِ كَاسِبٍ، عن حَاتِم بن إِسْمَاعِيلَ، به.

وأخرجه البخاري في كتاب «الأدب المفرد» برقم (1197) عن مُحَمَّد بن الصَّلْتِ أَبي يَعْلَى، عن حَاتِم بن إِسْمَاعِيلَ، به.

وأخرجه الطبراني في «كتاب الدعاء» (ص:145) من طريق مُحَمَّد بن عَبَّادٍ الْمَكِّيّ، ومُحَمَّد بن الصَّلْتِ أَبي يَعْلَى التَّوَّزِيّ، كلاهما عن حَاتِم بن إِسْمَاعِيلَ، به.

وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (1/700) من طريق سعيد بن منصور، عن حاتم بن إسماعيل، به.

قال الدارقطني في «الغرائب والأفراد» (كما في الأفراد:5/346 برقم:5702): "تفرد به حاتم بن إسماعيل عن عبدالله بن حسين بن عطاء بن يسار عن سهيل".

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".

قلت: عبدالله بن حسين ضعيف الحديث، ولم يخرِّج له مسلم، وليس على شرطه!!

قال البخاري في «التاريخ الكبير» (5/72): "فيه نظر".

وقال ابن حبان في كتاب «المجروحين» (2/16): "عبدالله بن الحسين بن عطاء بن يسار مولى ميمونة بنت الحارث، من أهل المدينة، يروي عن سهيل بن أبي صالح، روى عنه حاتم بن إسماعيل ومحمد بن فليح. كان ممن يُخطىء فيما يروي، فلم يكثر خطؤه حتى استحق الترك ولا سلك سنن الثقات حتى يدخل في جملة الأثبات، فالإنصاف في أمره يترك ما لم يوافق الثقات من حديثه والاعتبار بما وافق الأثبات".

قلت: قد وجدت علة الحديث، ونبّه عليها أبو زرعة الرازي - رحمه الله -.

قال البرذعي في «سؤالاته لأبي زرعة» (1/537): قلت: عبدالله بن حسين بن عطاء بن يسار؟ قال: "ضعيف. حدّث عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: التكلان على الله، وإنما هو: عن سهيل، عن أبيه، عن السلولي، عن كعب".

قلت: سلك فيه عبدالله بن حسين سلك الجادّة: "سهيل عن أبيه عن أبي هريرة"، ولم يحفظه. والصواب أنه من قول كعب الأحبار، رواه عنه: عَبْدُاللَّهِ بنُ ضَمْرَةَ السَّلُولِيُّ.

وقد رواه ابن أبي شيبة في «المصنف» (6/26) قال: حَدَّثَنَا ابنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابنِ ضَمْرَةَ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ مَنْزِلِهِ اسْتَقْبَلَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: هُدِيتَ، وَإِذَا قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، قَالَتْ: كُفِيتَ، وَإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَتْ: حُفِظْتَ، فَتَقُولُ الشَّيَاطِينُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ: مَا سَبِيلُكُمْ عَلَى مَنْ كُفِيَ وَهُدِيَ وَحُفِظَ».

قال: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، قَالَ: «إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ، فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، بَلَّغَتِ الشَّيَاطِينُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، قَالُوا: هَذَا عَبْدٌ قَدْ هُدِيَ وَحُفِظَ وَكُفِيَ، فَلَا سَبِيلَ لَكُمْ عَلَيْهِ، فَيَتَصَدَّعُونَ عَنْهُ».

ورواه أبو نُعيم في «الحلية» (5/389) من طريق جَرِير، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، نحوه.

ورواه أيضاً من قول مجاهد!

قال (3/295): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْدِاللهِ، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ، قال: حدثَنَا قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، قال: حدثنا عَبْدُالْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بنِ عَبْدِاللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: "إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ حَضَرَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا قَالَ بِسْمِ اللهِ، قِيلَ: هُدِيتَ، فَإِذَا قَالَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، قِيلَ: كُفِيتَ، وَإِذَا قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، قِيلَ: حُفِظْتَ، فَيُقَالُ: كَيْفَ يَكُونُ بِمَنْ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَحُفِظَ".

والخلاصة أن هذا الحديث هو من قول كعب الأحبار، ولا يصح مرفوعاً إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.

·       الحديث الخامس:

ما رواهُ يَحْيَى بنُ يَزِيدَ بنِ عَبْدِالْمَلِكِ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بنِ خُصَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ فَلْيَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ».

أخرجه الطبراني في كتاب «الدعاء» (ص: 146) وفي «المعجم الكبير» (22/396) عن مُحَمَّدِ بن نَصْرٍ الصَّائِغ، عن مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيِّ، عن يحيى، به.

قلت: هذا حديث منكر جداً. ويحيى بن يزيد النوفلي المديني منكر الحديث ليس بشيء، وأبوه يزيد متروك.

قال عبدالرحمن ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه - أي: يحيى بن يزيد - فقال: "منكر الحديث، لا أدري منه أو من أبيه، لا ترى في حديثه حديثاً مستقيماً".

وقال عبدالرحمن: سُئل أبو زرعة عن يحيى بن يزيد بن عبدالملك؟ قال: "لا بأس به إنما الشأن في أبيه! بلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: يحيى بن يزيد لا بأس به، ولم يكن عنده إلا حديث أبيه، ولو كان عنده غير حديث أبيه لتبين أمره". [الجرح والتعديل:9/198].

وأورده ابن عدي في «الكامل» (7/247) وذكر له بعض المناكير، ثم قال: "له غير ما ذكرت، وهو ضعيف، ووالده يزيد ضعيف، والضعف على أحاديثه التي أمليت والذي لم أمله بيّن، وعامتها غير محفوظة".

وذكر والده أيضاً (7/262) وساق له بعض المنكرات كذلك، ثم قال: "ويزيد بن عبدالملك هذا له غير ما ذكرت من الحديث وليس بالكثير، وعامة ما يرويه غير محفوظ".

ونقل الذهبي إجماع أهل النقد على ضعف يزيد بن عبدالملك. [ميزان الاعتدال:7/227]. وردّه ابن حجر في «اللسان» (6/281) فقال: "والإجماع الذي ادّعاه الذهبي سبقه إليه ابن عبدالبر، ثم عبدالحقّ، وهو مردود بنقل عثمان الدارمي عن يحيى بن معين: لا بأس به، وإن نقل عنه معاوية بن صالح: ليس حديث بذاك. وقال الزبير في كتاب النسب: كان خيراً، وقال أبو زرعة: أن يحيى لا بأس به إنما الشأن في أبيه، وقال أحمد: لا بأس به، ولم يكن عنده إلا حديث أبيه ولو كان عنده غير حديث أبيه لسبر أمره".

قلت: ما نُقل عن ابن معين أنه قال فيه مرة: "لا بأس به" لا يخرم الإجماع سيما وأنه نقل عنه أنه قال: "ليس حديثه بذاك".

وهذه أقوال أهل العلم في يزيد:

قال أبو حاتم عن أحمد بن حنبل: "ضعيف الحديث".

وقال البخاري: لينه يحيى.

وقال أحمد: "عنده مناكير".

وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: "ليس حديثه بذاك". وقال غيره عن يحيى: "ضعيف".

وقال أحمد بن صالح المصري: "ليس حديثه بشيء".

وقال أبو زرعة: "ضعيف الحديث". وقال في موضع آخر: "واهي الحديث"، وغلظ فيه القول جداً.

وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث منكر الحديث جداً".

وقال البخاري: "أحاديثه شبه لا شيء"، وضعفه جداً.

وقال النسائي: "متروك الحديث"، وقال في موضع آخر: "ليس بثقة". [تهذيب الكمال:32/198].

أبعد هذا يُردّ الإجماع على ضعفه؟!!

وأما ما نقله ابن حجر عن قول الزبير في كتاب النسب: "كان خيراً"، فهذا القول لا علاقة له بحاله في الحديث! وإنما يدلّ على أنه رجل صاحب خير وفضل.

وقد اعتمد الطبراني على هذا الحديث فذكر "أبا خُصيفة" بالتصغير، في الصحابة، وأخرج له هذا الحديث وغيره.

قال ابن حجر في «الإصابة» (7/107) بعد أن ذكره: "قلت: ويزيد ضعيف. وقال العلائي شيخ شيوخنا في كتاب الوشي: إن كان يزيد بن خصيفة هذا هو يزيد بن عبدالله بن خصيفة الثقة المشهور الراوي عن السائب بن يزيد فلا أعرف لأبيه ذكراً في أسماء الرواة، ولا لجدّه خصيفة ذكراً في الصحابة، وإن كان غيره فلا أعرفه ولا أباه ولا جده! قلت: هو المشهور، فقد ذكر المزي في التهذيب يزيد بن عبدالملك في الرواة عنه، وذكر أن اسم والد خصيفة عبدالله بن يزيد، وقيل: هو خصيفة بن يزيد، وعلى هذا فصحابي هذا الحديث هو خصيفة، وقد ذكر المزي في ترجمة يزيد بن عبدالله بن خصيفة أن اسم والد خصيفة: يزيد، وقيل: عبدالله بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي".

قلت: حتى لو كان هذا هو الذي رجّحه ابن حجر، فيبقى كلام العلائي هو الصواب، فإنه لا يعرف لجده ذكر في الصحابة. ثم كيف نعتمد على هذا الإسناد المنكر في إثبات الصحبة هنا؟!! وذكر المزي ليزيد بن عبدالملك في الرواة عن يزيد بن عبدالله بن خصيفة إنما كان اعتماداً على هذا الحديث، وقد عرفنا أنه إسناد منكر، فلا نجزم بأنه حقيقة سمع منه هذا الحديث! فلا نعتمد على الأسانيد المنكرة في إثبات الصحبة، ولو كان حقيقة لجدّ يزيد بن عبدالله بن خصيفة الكندي المدني صحبة لاشتهر ذلك عند أهل المدينة وآل بيت الرجل، وأما أن يأتي فقط من طريق هذا الإسناد المنكر فهذا يدلّ على عدم ثبوته.

·       الحديث السادس:

ما رواهُ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ الشّاميّ الحمصيّ، عَنْ عِيسَى بنِ مَيْمُونٍ، عَنْ سَالِمِ بنِ عَبْدِاللَّهِ بنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا عَسُرَ عَلَيْهِ أَمْرُ مَعِيشَتِهِ أَنْ يَقُولَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ: بِسْمِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي وَمَالِي وَدِينِي، اللَّهُمَّ رَضِّنِي بِقَضَائِكَ، وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ، حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَلَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ».

أخرجه الطبراني في كتاب «الدعاء» (ص:147) عن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيِّ، عن مُحَمَّد بن مُصَفَّى، عن يحيى، به.

وأخرجه ابن السّني في «عمل اليوم والليلة» (ص:311) عن أَبي عَرُوبَةَ، عن مُحَمَّد بن الْمُصَفَّى، عن يحيى، به.

قلت: هذا حديث منكر! تفرد به يحيى العطار، وهو منكر الحديث.

قال محمد بن عوف الحمصي: سمعت يحيى بن معين يُضعّف يحيى بن سعيد العطار صاحبنا، وذكر أنه احترق كتبه، وأنه روى أحاديث منكرة. [الجرح والتعديل:9/152].

وذكره العقيلي في «الضعفاء» (4/403) وقال: "يحيى بن سعيد العطار: شاميّ، منكر الحديث".

وقال عثمان الدارمي: قلت ليحيى بن معين: يحيى بن سعيد العطار الحمصي؟ قال: "ليس بشيء".

وقال السعدي: "يحيى بن سعيد العطار: منكر الحديث".

وذكره ابن عدي في «الكامل» (7/193) ثم قال: "وليحيى كتاب مصنّف في حفظ اللسان... وفي ذلك الكتاب أحاديث لا يُتابع عليها، وهو بيّن الضعف".

وقال ابن حبان في كتاب «المجروحين» (3/123): "كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات والمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة".

·       الحديث السابع:

ما رواهُ يَزِيدُ بنُ هَارُونَ، عن فُضَيْل بن مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - فَقُلْتُ لِفُضَيْلٍ: رَفَعَهُ؟ قَالَ: أَحْسِبُهُ قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا، وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ سَخَطِكَ، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُنْقِذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ، وَأَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ».

أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (3/21) عن يزيد بن هارون، به.

وأخرجه عليّ بن الجعد في «مسنده» (ص:299) عن جدِّه، عن يَزِيد، به.

ثمّ أخرجه عن أَحْمَد بن مَنْصُورٍ، عن يَحْيَى بن أَبِي بُكَيْرٍ، عن فُضَيْل، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ، وَلَمْ يَشُكَّ.

وأخرجه الطبراني في كتاب «الدعاء» (ص149) عن بِشْر بن مُوسَى، عن عَبْدِاللَّهِ بن صَالِحٍ الْعِجْلِيّ، عن فُضَيْلِ بن مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عن النبيِّ صلّى اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وأخرجه ابن ماجه في «سننه» (1/256) عن مُحَمَّد بن سَعِيدِ بنِ يَزِيدَ بنِ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيّ، عن الْفَضْل بن الْمُوَفَّقِ أَبي الْجَهْمِ، عن فُضَيْل، به.

ورواه وكيع بن الجرّاح عن فضيل موقوفاً على أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه.

أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (6/25) عن وَكِيع، عَنْ فُضَيْلِ بنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: "مَنْ قَالَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ..." الحديث.

قال عبدالرحمن ابن أبي حاتم في «العلل» (2/184) سألت أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدالله بنُ صَالِحِ بنِ مُسْلِم، عَنِ فُضَيْل بنِ مَرْزُوق، عَنْ عَطِيَّة، عن أبي سعيد، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَبِحَقِّ مَمْشَايَ ...، وَذَكَرَ الحديثَ. ورَوَاهُ أَبُو نُعَيْم، عَنْ فُضَيْل، عَنْ عَطِيَّة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ؟

قَالَ أَبِي: "موقوفٌ أشبهُ".

قلت: هذا حديث منكر سواء أكان الصواب الرفع أم الوقف!

فيه عطية العوفي وهو ضعيف الحديث لا يُحتج به، ضعّفه ابن معين وسفيان الثوري وهُشيم وأحمد والنسائي، وغيرهم. وكان يدلِّس عن الكلبي وكان يكنيه بأبي سعيد موهماً أنه أبو سعيد الخدري الصحابي!

قال ابن حبان في كتاب «المجروحين» (2/176): "لا يحلّ الاحتجاج به، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب".

وفيه أيضاً فضيل بن مرزوق، وثقه ابن معين وأحمد وغيرهما، وضعّفه آخرون.

قال عبدالرحمن ابن أبي حاتم: سألت أبي عن فضيل بن مرزوق؟ فقال: "هو صدوق، صالح الحديث، يهم كثيراً، يُكتب حديثه"، قلت: يحتج به؟ قال: "لا". [الجرح والتعديل:7/75]

وقال أبو عبدالله الحاكم: "فضيل بن مرزوق ليس من شرط الصحيح عِيبَ على مسلم إخراجه في الصحيح".

وقال ابن حبان: "منكر الحديث جداً، كان ممن يخطىء على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات".

وقال ابن عدي أنه إذا وافق الثقات يحتج به.

وروى أحمد بن أبي خيثمة عن ابن معين أنه قال عنه: "ضعيف".

قلت: فالحديث منكرٌ.

·       الحديث الثامن:

ما رواهُ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِالْعَزِيزِ بنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، يُرِيدُ سَفَرًا أَوْ غَيْرَهُ، فَقَالَ حِينَ يَخْرُجُ: بِسْمِ اللهِ، آمَنْتُ بِاللهِ، اعْتَصَمْتُ بِاللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا رُزِقَ خَيْرَ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ، وَصُرِفَ عَنْهُ شَرُّ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ».

أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في «مسنده» (1/65) عن هاشِم بن القاسم، عن أبي جعفر، به.

وأخرجه ابن السُّني في «عمل اليوم والليلة» (ص:439) عن ابن مَنِيعٍ، عن دَاوُد بن رُشَيْدٍ، عَنْ بَقِيَّةَ بنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ عَبْدِالْعَزِيزِ بنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابنٍ لِعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ، عن النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

كذا فيه! وكأنه سقط منه: "عن عثمان بن عفّان"!

وقد أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (9/145) من طريق أبي الليث سَلم بن قادم وداود بن رشيد، كلاهما عن بقية بن الوليد، عن أبي جعفر الرازي، عن عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز، عن صالح بن كيسان، عن ابن لعثمان بن عفان، عن عثمان بن عفان.

وقد سُئِل الدارقطني في «العلل» برقم (288) عَنْ حَدِيثٍ رُوِيَ عَنِ ابنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَالَ حِينَ يَخْرُجُ لِسَفَرِهِ: بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ آمَنْتُ وَاعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ وَتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ رُزِقَ خَيْرَ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ وَصُرِفَ عَنْهُ شَرُّهُ؟

فَقَالَ: "يَرْوِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِالْعَزِيزِ بنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ. قَالَ بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ.

وَخَالَفَهُ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بنُ الْقَاسِمِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِالْعَزِيزِ بنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بنِ كَيْسَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُثْمَانَ.

وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ خَلَفُ بنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ.

وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هذَا أَصَحَّ".

قلت: يعني أن الأصح فيه: "عن رجلٍ عن عثمان". والرجل مجهول لا يُعرف!

وكذلك الحديث تفرّد به أبو جعفر الرازي وهو عيسى بن ماهان، وتفرده لا يُحتمل!

قال ابن معين: "ثقة"، وقال مرة: "صالح".

وقال أبو حاتم: "ثقة صدوق صالح الحديث".

وقال أحمد والنسائي: "ليس بالقوي". وقال أحمد مرة: "مضطرب الحديث".

وقال ابن المديني: "ثقة، كان يخلط"، وقال مرة: "يُكتب حديثه إلا أنه يخطىء".

وقال الفلاس: "سيء الحفظ".

وقال أبو زرعة: "يَهم كثيراً".

وقال ابن حبان: "كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير. لا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا فيما وافق الثقات، ولا يجوز الاعتبار بروايته إلا فيما لم يخالف الأثبات".

وعبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز بن مروان القرشي، صدوق، وثقه جماعة، وضعفه أبو مسهر.

وحكى الخطابي عن أحمد بن حنبل قال: "ليس هو من أهل الحفظ والإتقان".

وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "يخطئ، يُعتبر حديثه إذا كان دونه ثقات".

والخلاصة أن هذا الحديث منكر! ورجاله لا يُحتمل تفردهم به.

·       الحديث التاسع:

ما رواهُ محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان عن مُسْلِم بن أَبِي مَرْيَمَ: «أَنَّ ابنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ سلمني وسلِّم مني».

أخرجه البخاريّ في كتاب «الأدب المفرد»، باب ما يقول إذا خرج لحاجته، (ص408) عن محمّد، عن عبدالله بن المبارك، عن محمد بن إبراهيم، به.

قلت: محمد بن إبراهيم هذا مجهولٌ لا يُعرف. والأثر مرسل؛ لأن مسلم بن أبي مريم لم يدرك ابن عمر!!

قال أبو حاتم الرازي: "محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان، روى عن مسلم بن أبي مريم مرسلاً. روى عنه عبدالله بن المبارك". [الجرح والتعديل:7/185].

·       الأحاديث الواردة في الدعاء عند الدخول إلى البيت.

·       الحديث الأول:

ما رواهُ مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بن عيّاش، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَم بن زرعة، عَنْ شُرَيْح بن عبيد، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ، وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ، بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ».

أخرجه أبو داود في «السنن»، باب مَا يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ، (4/325) عن محمّد بن عَوْفٍ الطائيّ، عن محمد بن إسماعيل، به. وقَالَ ابنُ عَوْفٍ: وَرَأَيْتُ فِي أَصْلِ إِسْمَاعِيلَ: حدثني ضمضم.

وأخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (3/296) عن هَاشِم بن مَرْثَدٍ، عن محمد بن إسماعيل، به.

قلت: محمد بن إسماعيل بن عياش هو وأبوه فيهما مقال.

قال عبدالرحمن ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه؟ فقال: "لم يسمع من أبيه شيئاً، حملوه على أن يُحدِّث عنه فحدَّث".

وقال الآجري: سئل أبو داود عنه؟ فقال: "لم يكن بذاك، قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حي، وسألت عمرو بن عثمان عنه فذمّه".

قال ابن حجر معقباً على ذلك: "قلت: وقد أخرج أبو داود عن محمد بن عوف عنه عن أبيه عدة أحاديث لكن يروونها بأن محمد بن عوف رآها في أصل إسماعيل" [تهذيب التهذيب:9/51].

قلت: حتى لو كانت في أصل إسماعيل فهذا لا يعني صحة هذه الأحاديث!! سيما وإسماعيل قد تكلِّم فيه كثيراً، وشيخه ضمضم بن زرعة ضعّفه أبو حاتم الرازي، وحاله لا يُحتمل أن يتفرد بأحاديث، وإن كان وثقه ابن معين، فهو إلى الضعف أقرب، وحديثه هذا منكر! والله أعلم.

·       الحديث الثاني:

ما رواهُ يزِيد بن أبي حبيب، عَن أبي الْخَيْر: أَنه سمع عبدالله بن عَمْرو بن العَاصِي: أَن أَبَا بكر الصّديق قَالَ: يَا رَسُول الله، عَلمنِي دُعَاء أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتي وَفِي بَيْتِي، «قَالَ: قل اللَّهُمَّ إِنِّي ظلمت نَفسِي ظلما كثيرا وَلَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت فَاغْفِر لي مغْفرَة من عنْدك وارحمني إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم».

أخرجه النّسائيّ في «عمل اليوم والليلة» (ص:221) عن أَحْمد بن عَمْرو، عَن ابن وهب قَالَ: أَخْبرنِي عَمْرو وَذكر آخر قبله، عَن يزيد، به.

والحديث أخرجه النسائي أيضاً في «السنن الكبرى» (6/52) في باب "ما يقول إذا دخل بيته".

والحديث مشهور ومعروف عن المصريين عن يزيد بن أبي حبيب، به، عند البخاري ومسلم وغيرهما.

واختلفت الروايات في أن هذا الحديث من مسند أبي بكر الصديق أم من مسند عبدالله بن عمرو، وهذا الاختلاف لا يضر!

ولكن ما جاء في بعض الروايات من قوله: «وفي بيتي» شاذٌ! والصواب أنه قال فقط: «في صلاتي». وقد أورده البخاري في «صحيحه» في "باب الدعاء قبل السلام"، وفي "باب الدعاء في الصلاة".

وكأن زيادة قوله في «وفي بيتي» إنما هي من حديث ابن لهيعة، فإن عبدالله بن وهب لما رواه كما في رواية النسائي، وكما في رواية مسلم في «صحيحه» (4/2078): "عبدالله بن وهب: أخبرني رجل سماه، وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب"، وهذا الرجل هو ابن لهيعة كما في رواية ابن خزيمة في «صحيحه» (2/29) من طريق يونس بن عبد الأعلى الصدفي: أخبرنا ابن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب.

فكأنه حمل رواية عمرو بن الحارث على رواية ابن لهيعة لما جمع بينهما. وما جاء في بعض الروايات من إفراد ابن وهب لهذه الرواية عن عمرو بن الحارث وفيها هذه الزيادة: "وفي بيتي" لا يعني أن عمر بن الحارث كان يقولها! فيحتمل أن بعض الرواة أسقط ابن لهيعة من الإسناد لضعفه كما أبهمه غيرهم!! والروايات الصحيحة المتفق عليها بدون هذه الزيادة، وأن هذا الدعاء في الصلاة فقط كما في رواية الليث بن سعد.

وقد أخرج البخاري رواية ابن وهب عن عمرو بن الحارث دون هذه الزيادة في «صحيحه» (6/2690)، قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: أخبرني عمرو، عن يزيد، عن أبي الخير: سمع عبدالله بن عمرو: أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: «قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي من عندك مغفرة إنك أنت الغفور الرحيم».

·       الحديث الثالث:

ما رواهُ ابنُ وَهْبٍ، قال: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ مَرْزُوقٍ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجَعَ مِنَ النَّهَارِ إِلَى بَيْتِهِ يَقُولُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ فَأَفْضَلَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ».

أخرجه ابن السنيّ في «عمل اليوم والليلة» (ص:135) عن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّدِ بنِ الضَّحَّاكِ، عن  يُونُس بن عَبْدِالْأَعْلَى، عن ابن وهب، به.

قلت: هذا إسناد غريب! والرجل مجهول.

·       الحديث الرابع:

ما رواهُ يَزِيدُ بنُ عِيَاضٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ يَقُولُ: «السَّلَامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا، التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الْمُبَارَكَاتُ لِلَّهِ، سَلَامٌ عَلَيْكُمْ».

أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (11/227) من طريق أَبي الْعَبَّاسِ الْأَصَمّ، عن بَحْر بن نَصْرٍ، عن ابن وَهْبٍ، عن يزيد، به.

قال البيهقي: "لَا أَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بنِ عِيَاضٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ".

قلت: بل هو مُنكر الحديث، متروك.

والخلاصة أنه لم يثبت أي حديث في الدعاء بدخول البيت أو الخروج منه، والله تعالى أعلم وأحكم.

وقد جاءت بعض الأحاديث في ذكر الله - عزّ وجلّ - عند دخول البيت حتى لا يكون للشيطان فيه نصيب.

فقد روى ابنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِاللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ وَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، فَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَالْعَشَاءَ».

أخرجه مسلمٌ في «صحيحه»، (3/1598) عن مُحَمَّد بن الْمُثَنَّى الْعَنَزِيّ، عن الضَّحَّاك أَبي عَاصِمٍ، وعن إِسْحَاق بن مَنْصُورٍ، عن رَوْح بن عُبَادَةَ.

والنسائي في «السنن الكبرى» (6/52)، وفي «عمل اليوم والليلة»، مَا يَقُول إِذا دخل بَيته، (ص:220)، عن يُوسُف بن سعيد، عن حجاج.

وأبو داود في «السنن» باب التسمية على الطعام، (3/346) عن يحيى بن خلف، عن أبي عاصم.

وأحمد في «المسند» (3/383) عن روح.

والبخاري في «الأدب المفرد»، باب إذا لم يذكر الله عند دخوله البيت يبيت فيه الشيطان، (ص376) عن خليفة، عن أبي عاصم.

وابن ماجه في «السنن»، باب مَا يَدْعُو بِهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ، (2/1279) عن أَبي بِشْرٍ بَكْر بن خَلَفٍ، عن أَبي عَاصِمٍ.

وابن حبان في «صحيحه» (3/100) من طريق عمرو بن عليّ بن بحر، عن أبي عاصم.

كلهم عن ابن جُرَيْجٍ، به.

وأخرجه أحمد في «المسند» (3/346) من طريق ابن لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرًا، أَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ يُسَلِّمُ.." الحديث.

وهذا من صحيح حديث أبي الزبير عن جابر، وهو في صحيفة اليشكري عن جابر كما حققته في موضع آخر، ولله الحمد.

وقد أخرج الحاكم الحديث في «المستدرك» (2/436) من طريق آخر، وحكم عليه بغرابة متنه!

أخرجه من طريق محمد بن الحسن بن أبي الحسن المخزومي، قال: حدثني عبدالله بن الحارث بن فضيل الخطمي، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها، وإذا طعمتم فاذكروا اسم الله، وإذا سلم أحدكم حين يدخل بيته وذكر اسم الله على طعامه يقول الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا لم يسلم أحدكم ولم يُسم يقول الشيطان لأصحابه: أدركتم المبيت والعشاء».

قال الحاكم: "هذا حديث غريب الإسناد والمتن في هذا الباب، ومحمد بن الحسن المخزومي أخشى أنه ابن زبالة، ولم يخرجاه".

وروى عبدالرزاق في «المصنف» (10/419) عن مَعْمَر، عن أَبي إِسْحَاقَ السبيعيّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عوف بن مالك الجشمي، عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «إِنَّ شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ يَلْقَى شَيْطَانَ الْكَافِرِ، فَيَرَى شَيْطَانَ الْمُؤْمِنِ شَاحِبًا، أَغْبَرَ مَهْزُولًا، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانُ الْكَافِرِ: مَا لَكَ، وَيْحَكَ، قَدْ هَلَكْتَ، فَيَقُولُ شَيْطَانُ الْمُؤْمِنِ: لَا وَاللَّهِ مَا أَصِلُ مَعَهُ إِلَى شَيْءٍ، إِذَا طَعِمَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، وَإِذَا شَرِبَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، وَإِذَا نَامَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، وَإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ، فَيَقُولُ الْآخَرُ: لَكِنِّي آكُلُ مِنْ طَعَامِهِ، وَأَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِ، وَأَنَامُ عَلَى فِرَاشِهِ، فَهَذَا شَاحبٌ، وَهَذَا مَهْزُولٌ».

قلت: هذا إسناد صحيح، وهو موقوف على ابن مسعود.

ولو أنّ المسلم إذا دخل بيته أو خرج منه سلّم على أهله فلا بأس بذلك.

وكتب: خالد الحايك

13 ربيع ثاني 1434هـ.

 

شاركنا تعليقك
التعليقات :

حجة الله :

جزاكم الله خيرا، استفت منكم

2023-07-24