الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

قلبٌ في إسناد عند الطحاوي! فصار متصلاً! والأصل أنه مرسل!

قلبٌ في إسناد عند الطحاوي! فصار متصلاً! والأصل أنه مرسل!

بقلم: أبي صهيب الحايك.

قال الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/242): حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا المُقدّميُّ - هو: محمد بن أبي بكر علي بن عطاء بن مقدم -، قال: حدثنا سلمة بن رجاء - هو التميمي الكوفي -، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبدالرحمن بن الحارث، عن عبدالله بن كعب، عن عبدالرحمن بن أبي بكر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة قال: «اللهم أنج».

ثم ذكر مثل حديث أبي هريرة الذي ذكرناه في أول هذا الباب، وزاد فأنزل الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء}. قال: فما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء على أَحد.

قلت: ظاهر هذا الحديث أنه متصل! ولكن في الإسناد قلب.

روى الطبري في «تفسيره» (4/89) قال: حدثنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا يزيد - هو: ابن هارون -، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عبدالرحمن بن الحارث بن عبدالله بن عيّاش بن أبي ربيعة، عن عبدالله بن كعب، عن أبي بكر ابن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فلما رفع رأسه من الركعة الثانية قال: «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام والوليد بن الوليد. اللهم أنج المستضعفين من المسلمين. اللهم اشدد وطأتك على مضر. اللهم سنين كسنين آل يوسف»، فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم}.

قلت: فتبيّن من هذا أن الحديث حديث: «أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام» لا حديث: «عبدالرحمن بن أبي بكر الصدّيق».

وعبدالرحمن بن أبي بكر صحابي، وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم القرشي المدني، تابعي، وهو أحد الفقهاء السبعة. ولد في خلافة عمر. توفي سنة ثلاث، وقيل: أربع، وقيل: مات سنة خمس وتسعين.

فالحديث مرسل.

وعبدالرحمن بن الحارث بن عبدالله بن عياش، بتحتانية ثقيلة ومعجمة، بن أبي ربيعة المخزومي أبو الحارث المدني. فيه كلام.

قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين: "صالح".

وقال أبو حاتم: "شيخ".

وقال النسائي: "ليس بالقوي".

وقال محمد بن سعد: "كان ثقة".

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات.

وقال ابن حجر في «التقريب» (ص338): "صدوق له أوهام. مات سنة ثلاث وأربعين وله ثلاث وستون سنة".

قلت: هو صدوقٌ لا يُقبل تفرده إذا انفرد بحديث. ولكن هذا الحديث معروف ومشهور عند أهل العلم وخاصة في المدينة، وهو من المراسيل المنتشرة عندهم، فمثله يُحتج به؛ لأن عبدالرحمن بن الحارث لم ينفرد به، ولا ابن إسحاق، سيما وإنه مروي في شأن المغازي والسير، وابن إسحاق عمدة فيها، والحديث مروي من غير طريق عن الزهري وغيره من حديث أبي هريرة وغيره.

وكتب: خالد الحايك.

12/2/2010م.

 

شاركنا تعليقك