الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

أُريد منك يا (ميكانيكي الأَسانيد!!) أن تجيبني عن (سرقاتك العلمية)! ودعك من الهروب!!

أُريد منك يا (ميكانيكي الأَسانيد!!) أن تجيبني عن (سرقاتك العلمية)! ودعك من الهروب!!

نشرت جريدة السبيل في عددها رقم (1518) الصادر يوم الأربعاء: 2/3/2011 تقريراً بعنوان: "الحلبي يتحدث للتلفزيون الليبي منتقداً الفتاوى المؤيدة للثورة"، وكانت الجريدة نقلت كلامه كله ثم نقلت بعض الكلام عن الأستاذ حسن أبو هنية، وكانوا اتصلوا بي فقلت لهم - وهذا ما نشروه: "وحول الأحاديث التي استشهد بها الحلبي، قال أستاذ الحديث الشريف الدكتور خالد الحايك: إن هذه الأحاديث لا يصح تنزيلها على ما يحصل في ليبيا. وأضاف لـ "السبيل" أن الأحاديث التي استشهد بها الحلبي تنقسم إلى قسمين: أحاديث ضعيفة وهي الأغلب، وأحاديث صحيحة تحتاج إلى فقه سديد، ولا يصح تنزيلها على ما يحصل في ليبيا، ومنها أحاديث خاصة في أزمان معينة لا يصح القياس عليها، وما صح منها فهو في آخر الزمان حيث تقوم الساعة على شِرار الخلق. وبيَّن أن الأحاديث التي جاء فيها الدعوة إلى اعتزال الفتن متعلقة في حال اختلاط الحق بالباطل، بحيث لا يستطيع الناس التمييز بينهما، مؤكداً أن ما يحدث في ليبيا ليس فيه اختلاط بين الحق والباطل، "فالحق واضح ويمثله الشعب، والباطل واضح ويمثله النظام الليبي". وختم بالقول: "الحلبي يتحدث من خلال التلفزيون الليبي، وكان الأولى به أن يستغل الفرصة بأن يقول للقذافي توقف عن سفك دماء المسلمين، فهو الذي بدأ بإراقتها".

 

فقام حلبي بالرد على هذا التقرير في (منتداه) تحت عنوان: "الجائرون عن (السَّبيل!): لا يزالُونَ يُهاجِمونَنَا - (!!) بِالتَّهْوِيل - وَبِالكذبِ المكشوفِ الهزيل: (1)".

وكان مما رد فيه على كلامي بقوله: "8- وَأَمَّا مَا خُتِمَ (!) بِهِ المَقَالُ - فِيمَا نَقَلُوهُ (!) عَنْ (أُسْتَاذِ الحَدِيثِ الشَّرِيف!) المُدَّعَى!! فَلاَ نَقُولُ لَهُ إِلاَ: (لَيْسَ هَذَا بِعُشِّكِ؛ فَادْرُجِي)! وَ: "الحَايِك عُريان"!! وَفَاقِدُ الشَّيْءِ لا يُعْطِيه!!... وَلَنَا مَع الدُّكتُور –المَذْكُور - جَوْلاتٌ وَجَوْلاَت – تَكْشِفُ حَالاَتِهِ! وَتَنْسِفُ مَقَالاَتِهِ!!! وَأَمَّا القَوْلُ بِـ (التَّوَقُّف عَنْ سَفْكِ دِمَاءِ المُسْلِمِين)؛ فَهُوَ مَا صَرَّحْتُ بِهِ، وَمَا أَعْلَنْتُهُ، وَمَا طَالَبْتُ بِه – مِنْ قَبْلُ، وَمِن بَعْدُ...! وَإِلى الآن.. وَفِي الغَد.. وَإِلى قِيَام السَّاعَة.. وَرَسُولُنا –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - يَقُولُ: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِم".. أَمْ أَنَّ هَذا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ – أَيْضاً - يا دُكْتُور!-؟! لَعَلَّهُ!! لَعَلَّهُ؟!!" انتهى.

 

فأقول لهذا (المغرور) الذي يلف (ويدور) كما يقول هو دائماً: أستطيع أن أقلب الطاولة عليك، وأقول: "هذا ليس بعشك فادرجي"، و"فاقد الشيء لا يعطيه"!

أتسمي هذا رداً علمياً؟!

فأنت لا تحسن إلا السبّ والشتم! قديماً عندما بينوا أصلك (وأنك...!!!) قلت لهم: إن هذا من الطعن في الأنساب! مع أن بيان أصل النسب لا يستلزم منه الطعن في ذلك؛ فأهل العلم يذكرون في التراجم الأنساب ويبينون ما لم يصح منها ويردونه، فهل هذا منهم طعناً في الأنساب؟!! وما بال (حلبي) (صاحب النسب المختلف فيه!!) يأتي بأمثال عامية من أجل أن فيها اسم عائلتي! (ولتعلم أنني قُرشي هاشميّ – ولا فخر، فالإنسان بدينه)، مع أن هذا المثل عند العوام لا يدل على النقص، - كما أردت بذكره -، ولكنها عادتك، والله سائلك عنها، وعند الله تجتمع الخصوم.

لن أرد على شتائمك امتثالاً لقول الله عزّ وجل: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}[الأعراف: 199]؛ وقوله جل شأنه: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}[الفرقان: 63].

ولكن أجب عن سؤالٍ واحدٍ فقط: ماذا تقول في سرقاتك العلمية التي ملأت صفحات الإنترنت؟

ودعك من الجولات التي تزعم أنك ستنسف فيها مقالاتي، - وهيهات هيهات! ففاقد الشيء لا يُعطيه - ودافع عن نفسك في هذه السرقات أمام الناس!!

وإن هربت وتهربت: فأنا أعلن على الملأ: أنني على استعداد لمناظرتك في السرقات وفي العلم.

وسألتني يا (حلبي) عن هذا الحديث، فقلت: "وَرَسُولُنا - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - يَقُولُ: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عِنْدَ اللهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِم".. أَمْ أَنَّ هَذا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ - أَيْضاً - يا دُكْتُور!-؟! لَعَلَّهُ!! لَعَلَّهُ؟!!".

فأقول لك: - لتعرف من هو الذي ينطبق عليه: "ليس هذا بعشك فادرجي"، و"فاقد الشيء لا يعطيه":

هذا الحديث لا يصح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب أنه موقوف على عبدالله بن عمرو بن العاص.

وقد غرّك أن الألباني قد صححه في ((صحيح الجامع)).

فأنت وأمثالك لا يخرجون عن صحيح الجامع وأقوال الشيخ الألباني مع أن كثيراً من أهل النقد يخالفونه في تصحيحاته.

وهذا الحديث قد رواه النسائي في ((سننه)) وبيّن الاختلاف في إسناده:

فرواه من طريق ابن إسحاق عن إبراهيم بن مهاجر عن إسماعيل مولى عبدالله بن عمرو عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)).

قال أبو عبدالرحمن: "إبراهيم بن المهاجر ليس بالقوي".

ثم ساقه من طريق محمد ابن أبي عدي عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)).

ثم ساقه من طريق غندر عن شعبة عن يعلى عن أبيه عن عبدالله بن عمرو قال: ((قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)).

ثم ساقه من طريق سفيان عن منصور عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبدالله بن عمرو قال: ((قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)).

قلت: فبيّن النسائي - رحمه الله - الاختلاف في إسناد الحديث مرجحاً أن الصواب وقفه على عبدالله بن عمرو، ورواية غندر عن شعبة أصح من رواية ابن أبي عدي عن شعبة المرفوعة.

وممن رجّح الوقف من الأئمة: البخاري والترمذي والبيهقي.

فذكر الترمذي في ((العلل)) رواية ابن أبي عدي عن شعبة المرفوعة، وقال: "فسألت محمداً - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: الصحيح عن عبدالله بن عمرو موقوف".

وقال في ((الجامع)) بعد أن أخرج بعض الروايات: "وهكذا روى سفيان الثوري عن يعلى بن عطاء موقوفاً، وهذا أصح من الحديث المرفوع".

وقال البيهقي في ((السنن الكبرى)) بعد أن ساقه من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان عن يعلى: "هذا هو المحفوظ موقوف".

ثم ساق حديث من رفعه، ثم قال: "ورواه أيضاً ابن أبي عدي عن شعبة مرفوعاً، ورواه غندر وغيره عن شعبة موقوفاً، والموقوف أصح".

ثم إن هذا الحديث له تتمة حذفها (حلبي) ليدلس على القرّاء – كعادته -، وهي: ((لزوال الدنيا أهون على الله تبارك وتعالى من دم امرئ مسلم يسفك بغير حق - أو قال: يقتل بغير حق)).

فنحن لسنا مع سفك الدماء، بل الدماء مصونة ومحترمة، ولكن إذا سفكت بحقّ فهذا هو الشرع.

وقد ذكر الترمذي بعض الشواهد لهذا الحديث، فقال: "وفي الباب عن سعد وابن عباس وأبي سعيد وأبي هريرة وعقبة بن عامر وابن مسعود وبريدة".

قلت: وقد تتبعتها كلها، وهي من طرق ضعيفة جداً، ولا يصح أن تتقوى ببعضها البعض على طريقة كثير ممن لا يفقهون أصول النقد.

فأجبني الآن يا (ميكانيكي الأسانيد!!) كما تزعم: من هو فاقد الشيء؟! أين الميكانيك الذي تعلمته لمعالجة الأسانيد بزعمك؟!!

أما (ميكانيكي الأسانيد)، فلها قصة:

فقد قام (علي حلبي) بإحضار وثيقة مزورة من أحد (الكراجات = مكان تصلح السيارات) وفيها أنه يعمل بوظيفة (ميكانيكي) ولا أدري (بنزين أو ديزل! أم معدات ثقيلة!)؛ فقدّمها إلى (وزارة العمل الأردنية) وختمها بأنه يعمل بهذه المهنة، ثم قدمها لكفيله الذي يريد أن يستقدمه ليكون عنده إقامة عمل في (السعودية)، فقام الكفيل بتقديمها إلى السلطات المختصة واستصدر له هذه الإقامة.

وعندما روجع (حلبي) في هذا من أحد أصحابه - يعني كيف يقبل على نفسه هذا!! أجابه بقوله: "أنا ميكانيكي أسانيد"!!

فانظروا - رحمكم الله - كيف يستهتر هذا (الميكانيكي) بالأسانيد!! ويفتي لنفسه بكلّ شيء!!

فالله المستعان.

وأما حديث (حلبي) مع القناة الرسمية الليبية فيكفيه كلام صاحبه (مشهور حسن) حيث قال: "لا نحب الظَّلمة، ولا نُحب الظُّلم، ولسنا بمستعدِّين أن نُدافع عن الظلمة. اتَّصلت بي الإذاعة اللِّيبيَّة - مِن يومين-، طلبت أتكلَّم على الإذاعة؛ فأبيتُ؛ ولا أقبلُ أن أكون في معرض الذَّم والدِّفاع عن الظلمة، ما أقبَل هذا - أبدًا-، ولا سيَّما أن الشَّعب في مكان وهم في مكان. الشَّعب محروم، والشَّعب يُريد أن يُغيِّر...إلخ" [درس «صحيح مسلم» لمشهور بتاريخ (3/3/2011)، من الدقيقة (53:57)].

قلت: وحاصل هذا أن من تكلّم مع هذه القنوات الرسمية الليبية يكون مدافعاً عن الظلمة.

وذكري لهذا من باب إلزام (حلبي) من كلام صاحبه، لا من باب الاستشهاد بأقواله.

 

وكتب: د. خالد الحايك

الجمعة: 4/3/2011.

شاركنا تعليقك