الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

لقاء مع الشيخ (رائد صبري) حول سرقات (مشهور حسن آل سلمان) لكتبه!!

لقاء مع الشيخ "رائد صبري"* حول سرقات "مشهور حسن آل سلمان" لكتبه، وكتابه (كشف المستور عن سرقات مشهور).

بقلم: أبي صهيب الحايك.

 

كنت قد أشرت في المقالة المعنونة بـ (ظاهرة الكذب في تحقيقات من ينتسبون للسلف) إلى كذب مشهور حسن فيما يتعلق بتحقيقه لكتاب ((ثمرات النظر)) للصنعاني، وتبيّن أنه لم يحققه! والذي حققه هو الشيخ رائد صبري.

ومن أجل الأمانة والإنصاف ومعرفة الحقّ، وبيان الصادق من الكاذب كان لي هذا اللقاء الشيّق مع الشيخ رائد حول سرقات مشهور لكتبه، أسوقه بتمامه من خلال سؤال وجواب:

س1: هل لديك كتاب بعنوان (كشف المستور عن سرقات مشهور)؟

ج: نعم.

س2: هل طبُع الكتاب من قبل؟

ج: الكتاب لم يُطبع من قبل.

س3: ما السّر في عدم طبع الكتاب؟

ج: حاجة في نفسي.

س4: هل هذه الحاجة تتعلق بعدم وجود جهة تطبع الكتاب؟

ج: طبعاً لا، فقد جاءني عروض كثيرة ومبالغ كبيرة من عدة ناشرين لطبعه، ولكنني رفضتها؛ لأنني أعلم يقيناً أن الكتاب إن نُشر سوف يقضي على مشهور.

س5: هل لك أن تذكر سبب تأليف هذا الكتاب، وشيئاً من سرقات مشهور لكتبك؟

ج: بداية سوف أذكر سبب تأليف الكتاب: كان مشهور أحد الأطراف لحلّ النـزاع المادي بين سليم الهلالي ويوسف البكري، وحاول هو ومن معه احتواء الأخ يوسف لحل النـزاع... وأخذ مشهور يضرب على ذلك الأمثال فقال: لقد كان لي كتاب سميته ((الأعلام)) وقد نازعني فيه بعضهم - وهو يعنيني - فأعطيته إياه وحللت المشكلة، وعند سماعي لهذا الكلام من الأخ يوسف؛ قلت لا بدَّ من إظهار الحقيقة ليشهد من شهد على بينة، وحينها استحضرت قول بشر بن الحارث، فقد كان قول بشر هذا بمثابة عزاء لي في غَسل يدي من هذا الرجل:

ذَهَبَ الرِّجالُ المرتجى لفعالهم // والمُنكرون لكلّ أمرٍ مُنكرِ

وبَقيت في خلفٍ يزيِّنُ بَعضهم // بعضاً ليدفع معورٌ عن مِعورِ

وبعد سماعي هذا الكلام من الأخ يوسف؛ لم استغرب أن يصدر من مشهور هذا الكلام؛ وذلك لأمور عدة:

أولها: علمي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب».

ثانيها: أني قد وجدت منه الكذب.

لَست تَلقى إلا كذوباً بَخيــــــلاً // بين عَينَيه للإياس كتـــابُ

إن من لم يكن على الناس ذئباً // أكَلَتهُ في ذا الزمانِ الذّئابُ

وشرعت بكتابة بعض الأوراق؛ أَبنتُ فيها المصنفات التي عزاها مشهورٌ لنفسه وهي لي ومن تأليفي، وقد كنت أُعطيت منها نسخة لشيخنا محمد إبراهيم شقرة، وأطلعته على مجريات الأمور، وبعد ذلك عَلِمَ مشهور أنني سوف أرسل هذه الأوراق إلى شيخنا الألباني، فأراد أن يحتوي الأمر لكيلا تفوح رائحته، وأخذ يتصل مع بعض الإخوة من مثل (الكابتن) عبدالرحيم كنعان لكي نجلس سوياً من غير أن نشيع الخبر، فكان له الذي أراد؛ وذلك أنني لم أكنّ له حقداً ولا بغضاً، وبالفعل جلسنا سوياً، وكان الأخ عبدالرحيم قبل ذلك سمع مني ومنه، وتركز الحديث بصورة خاصة على كتابي «معجم المصنفات» وأقر في المجلس أن هذا الكتاب من صنعي، وأن عمله فقط يقتصر على التعليق والتقديم، ووعد بأن يغير المقدمة التي ملأها بالكذب والتزوير، وبأن لا ينسب الكتاب له على أنه من تأليفه - إنما يقتصر عزوه على أنه معلِّق عليه، وبذلك شهدَ الأخ عبدالرحيم كنعان، وعلى هذا فتحنا مع مشهور صفحة جديدة، وغضضت البصر عن باقي الأمور، وقلنا حينئذ: لأن يكون مشهورٌ أخاً خير من أن يكون عدواً.

إلا أنه وبعد سنة تقريباً من هذا؛ نكث وارتد وانتكس، وأصدر كتابه «تراجعات الحافظ ابن حجر في فتح الباري» وزعم في بداية الكتاب أن «معجم المصنفات» من صنعه، فظهر بذلك غِشّه، وبان غدره وختلُه، فهذا شخص أيمانه محنوثة، وعهوده منكوثة، ونيّته خبيثة. وعلى الفور قمت بإرسال خطاب تنبيهيٍّ له، إلا أنه لم يقم بالرد، فقررت وعزمت على بيان أمره.

وقمت مباشرة بإبلاغ شيخنا الألباني رحمه الله، وشيخنا محمد إبراهيم شقرة، وثلة من الدكاترة وطلبة العلم، وقد وضعتُ بين أيديهم بعض ما سأبيّنه لك، علماً بأنني لم آلُ جهداً ببذل النصيحة لمشهور، سواء كانت خطية أو كلامية، وعندي ما يثبت ذلك أيضاً من تسجيلات، ومن خطابات أُرسلت عبر الفاكس.

س6: هل لك أن تذكر لنا ما سرقه مشهور منكم من كتب؟

ج : حيث إن (مشهور حسن) سرق كتابي معجم المصنفات الواردة في فتح الباري، هذا الكتاب الذي استغرق العمل فيه أربع سنوات، على أن يخرج باسمي وبتعليق مشهور، وأن يقوم بالاتفاق مع ناشر بخصوصه؛ لعدم تفرغي لذلك، فقد التحقت آنذاك بالخدمة العسكرية الإجبارية، وعندما انتهى من تعليقه على الكتاب؛ قام بإرسال الكتاب إلى مركز الصفّ لِصفِّ الكتاب، وفعلاً صُفَّ الكتاب، وطلبت من مشهور الإطلاع على كتابي وعلى ما كتبه بعد الصفّ؛ إلا أنه تلكأ، فعجبتُ من ذلك غاية العجب، وبعد إلحاح شديد مني؛ أخذت الكتاب، فوجدته قد كتب مقدمةً مليئة بالكذب، أظهر من خلالها أن هذا الكتاب من صنع يده، وأنه قام بكل عمل فيه، وعندما اطّلعت على ذلك؛ قمت على الفور بالاتصال به، وأخبرني أن الذي وقع في مقدمة الكتاب من تصرف مركز الصفّ، وأنه سيقوم بتعديل ذلك... وما شاكلَه، وبعدها؛ لم أر الكتاب إلا وهو مطبوع، وللأسف الشديد بقيت المقدمة كما هي، ولم يغيّر شيئاً من ذلك، فاستأتُ كثيراً لذلك، وقمت على الفور بإخبار بعض الإخوة بذلك، وعلى رأسهم الدكتور محمد موسى نصر، كما قمت بسحب كتبي التي كانت عنده مثل: (الإعلام بما فُهم خطأ من حديث سيد الأنام) - والمطبوع حاليا تحت عنوان: (تصحيح الأخطاء والأوهام الواقعة في فهم أحاديث النبي عليه السلام) و(الفوائد البهية بأحكام التشميت الشرعية) و(ثمرات النظر في علم الأثر)، ويثبت كذب كل ما ادّعاه في مقدمة معجم المصنفات، تلك الحاشية الصغيرة التي ذكرها في الموافقات (6/88) حيث ذكر أن الكتاب من إعدادي أنا وتعليقه هو. ويا ليته وقف عند هذا فحسب، فقد خفر بوعده الذي قطعة أمامنا، ونكص على عقبيه وعاد لما كان عليه..

فالخير عادة والشّر عادة // والمرء بين النّقص والزيادة

وبعد ذلك؛ ذهبَت أيام وجاءت أيام، وأُطلعت بعدها على بعض الرسائل التي حقّقها مشهور، فوجدت فيها العجب العُجاب، فمن ذلك:

1- وجدته في كتابه (الردود والتعقبات) (ص254 و264) يعزو إلى كتابي (الإعلام بما فهم خطأً من حديث سيد الأنام) على أنه كتابه، ووجدته يقول: انظر كتبانا (الإعلام بما فهم خطأً من حديث سيد الأنام) ولله الحمد والمنة الكتاب مطبوع باسمي عن دار رمادي - السعودية -  توزيع المؤتمن سنة (1994م) فأين المصداقية والأمانة العلمية؟ أليس بركة العلم عزوه إلى أهله؟

2- ووجدته قد ذكر في كتابه (القول المبين في أخطاء المصلين) الطبعة الأولى (ص522) - دار ابن القيم، تحت قائمة مؤلفاته كتابي (الفوائد البهية بأحكام التشميت الشرعية) وقد طبع الكتاب باسمي عن دار رمادي – السعودية، سنة (1996م).

3- ووجدته يقول في تعليقه على كتاب (إرشاد الغبي) للشوكاني (ص15): (انظر كلاماً مفصلاً متيناً محققاً حول العدالة وحدها واضطراب العلماء فيه عند الصنعاني في رسالته (ثمرات النظر في علم الأثر) وقد انتهيت من تحقيقها، يسر الله نشرها).

والكتاب مطبوع بتحقيقي عن دار العاصمة - الرياض، سنة (1996م).

وغير ذلك كثير، وكلّ كتاب مما ذكرت له قصة فيها غصّة، وكان بودّي أن يُخرج مشهور هذه الكتب - التي ادعى زوراً أنها من تأليفه - للملأ، لكن هيهات هيهات، ويحضرني في هذا المقام حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (المتشبع بما لم يُعط، كلابس ثوبي زور).

ولم يقتصر مشهور على سرقة أعمالي فحسب، بل قام بسرقة أعمال غيري، ولا أدلّ على ذلك من رسالة الدكتور محمد الطوالبة (الإمام مسلم ومنهاجه) حيث سطا عليها بالكامل، كما حدثني بذلك الدكتور الطوالبة نفسه، ويمكن المقارنة بين كتاب الدكتور الطوالبة وبين كتاب مشهور (الإمام مسلم ومنهاجه...) وكذا كتاب (من قصص الماضين) يشهد بذلك، فقد قام بتأليفه الأخ محمد الزغلي كما أخبرني هو نفسه بذلك، وقد نسبه مشهور لنفسه... وغير ذلك. وكل من عرفَ مشهور عن قرب؛ يعرف أنه يفتقر للأمانة والمصداقية العلمية، ولعلّ هذا هو السر الذي يفسّر كثرة الرسائل التي صدرت مؤخراً بحقّه، والتي تبيّن بعضاً من سرقاته العلمية، من مثل (كشف المستور عن سرقات مشهور) و (قرع الطنبور لسرقات مشهور) وغيرهما، وهذا الذي جعل بعض الإخوة يقومون بإدراج اسم مشهور في موسوعة السرقات الأدبية.

ولو أردت أن أبين ما قال فيه مشهور: (قلت) وهو ليس من قوله، بل من أقوال أهل العلم موهماً أنه من كلامه؛ لسردتُ لك مجلدة، والشاهد من هذا وذاك: ضياع المصداقية العلمية.

وليس هذا فحسب، بل أن مشهوراً يفتقر للأمانة المادية، والتي تدل على طمع واضح، وقصصه معي في هذا الباب كثيرة جداً، بل ومع الناشرين، كما فعل مع دار عمار في عمان، بل وصلَ الحال بمشهور أنه يقوم ببيع الكتاب الواحد إلى أكثر من ناشر، وأضرب مثلاً على ذلك (كتاب الكبائر) فقد قام ببيعه لدار المنار – الأردن، وبعد فترة اتفق مع دار العاصمة - الرياض، هاتف (4933318) ممثلة بمديرها خالد الحصان؛ على بيع الكتاب لهم، وشاء الله عز وجل أن يقوم الأخ خالد بالاتصال بي، وأخبرني بهذا الاتفاق، فأخبرته أن الكتاب مباع لدار المنار، وقام الأخ خالد الحصان فوراً بالاتصال بمكتبة المنار وتأكد من ذلك، وقام على الفور بفسخ العقد معه... وغير ذلك كثير، فلا تستغرب - بارك الله فيك - من هذا، فهذا هو الزمان الذي ضُيعت فيه الأمانة، وعز الصدق فيه.

ذهب الرّجال المرتجى لفعالهم // وصرت في خلف كجلج الأجرب

وحسبك - أخي الحبيب - من أخبار القوم هذا الطرف، وهذا غيظ من فيض، وما خفي أعظم، وإلا فهنالك فضائح تملأ البطائح، وأخبار لصوص النصوص لا تتوقف عند هذا الحد، والله المستعان.

وبعد، فنسأل الله العفو والعافية وحسن الخاتمة، ونسأل الله أن يأجر الشيخ رائد صبري على صبره، وهو له من اسمه نصيب إن شاء الله.

وانتظروا بعض (سرقات مشهور) بالأدلة الدامغة قريباً إن شاء الله.

27/1/1430هـ.

*هذا اللقاء كان قبل سنوات قبل أن ينتكس "رائد صبري" ويترك العلم الشرعي! ويعمل في "الإعلام"! والله المستعان.

شاركنا تعليقك