الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

كيف يسرقون الكتب؟! (أقسام السرقات)!

كيفَ يسرِقون الكتب؟! (أقسام السرقات)!

 

بقلم: أبي صهيب خالد الحايك.

 

إنّ مما (يمتاز!!) به بعض من ينتسبون للسلف في زماننا (العَصيب) هو سرقتهم لكتب غيرهم (ببراعة!!) وهم يظنون أنهم يحسنون صُنعاً...

ولهؤلاء طرق عدة في ذلك –وإن شئت سمّها أقسام السرقات-:

1- فإما أن يأتي (السارق) إلى الكتاب فيلتهمه كلّه بعلامات ترقيمه وبهوامشه (كما بينت ذلك في سرقة سليم الهلالي لكتاب التجديد في الإسلام).

وكما فعل عليّ حلبي في أول سرقة له! فإنه سرق رسالة صغيرة للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق ((كلمات إلى الأخت المسلمة))، وقد عايش الشيخ الألباني هذه السرقة!!

قال محمد إبراهيم الشيباني في ((كتاب حياة الألباني)) (1/36): "وإنك لتجد أعجب من هذا (السرقة باسم العلم) فكم من سارق لمؤلفات غيره، وكم هم الذين سرقوا أسطراً كثيرة كانت لغيرهم دون أن يذكروا من أين أخذوها أو اقتبسوها... حدّثني شيخ فاضل أن فلاناً من الناس يشتغل بالعلم قد سرق منه موضوعاً يتعلق بالمرأة! وآخر ألف له كتاباً يتعلق بشعر الدعوة ووضع اسمه عليه... وما أجرأهم على التشهير بغيرهم حين وجود خطأ في العزو أو التصحيح أو النقل. ومما يؤسف له أن يحصل هذا بين أناس اعتقدوا عقيدة السلف واتباع البنيّ صلى الله عليه وسلم مما كان يفرض عليهم أن يترفعوا عن هذه الدنايا والتوافه من الأمور التي لا يفيد ولا يزيد المسلم إلا وهناً وخِزياً في الدنيا والآخرة".

قال صاحب كتاب ((الروض الندي)) بعد أن نقل هذا الكلام: "أقول: الشيخُ الفاضلُ هو عبدالرحمن عبدالخالق. وفلان هو: علي حسن. والرسالة هي ((كلمات إلى الأخت المسلمة)) والقصة معروفة مشهورة. وقد أدان فيها الشيخ الألباني علي حسن! وخلاصتها أنّ علي حسن يجد ورقات تتعلق بالمرأة المسلمة لا يوجد عليها اسم مؤلف أصدرها شباب مسجد سعد بن أبي وقاص في الكويت فيقوم علي حسن بطبع الرسالة في الأردن في المكتبة الإسلامية لصاحبها نظام سكجها، واضعاً اسمه عليها، ثم قدّر أن تصل الرسالة إلى الكويت، وتقع في يد عبدالرحمن عبد الخالق فيقوم بإرسال طالب علم إلى الأردن وإلى الشيخ الألباني، وهو الشيخ محمد إبراهيم الشيباني، وتوضع الأدلة بين يدي الشيخ الألباني ومجموعة من طلاب العلم، وعمّ الخبر وانتشر وأدان الألبانيُّ علي حسن وطلب منه أن يصلح ما فعل ويعلن توبته وندمه، وأن هذا لا يليق بطالب علم.

وفعلاً في الطبعة الثانية قام الحلبي بالاعتذار على استحياء فقال (ص14): "ولقد استفدت في إعداد هذه الرسالة من نشرة أصدرها شباب مسجد سعد بن أبي وقاص في الكويت بعد تصحيحها وضبط نصها والتعليق عليها والزيادة فيها وحذف تكرارها فجزاهم الله تعالى خيراً، ولقد فاتني ذكر هذا في الطبعة الأولى لأسباب فاقتضى التنبيه".

2- وإما أن يسرق (اللص) بعض التخريجات أو بعض النصوص وإقحامها في كتابه المؤَلَّف أو المحقَق!

قال الشيخ الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (2/928): "ثَبَت عندي يقيناً أنّ المخرِّجين يسرقون العزوَ من بعض كتبي، يجدونه لقمةً سائغةً، والأمثلة على ذلك كثيرةٌ، وأظهرُ ما يتجلى ذلك حينما يكونُ في عزوي شيءٌ من الخطأِ الذي لا يخلو منه بشرٌ، وقد يكونُ خطأً مطبعياً، فينقله السارقُ فينفضح".

قلت: وأمثلة سرقة تخريجات الألباني وغيره من قِبل علي الحلبي ومن هو على شاكلته كثيرة جداً. (راجع في ذلك كتاب: الروض الندي في جهالات وسرقات علي الحلبي).

وكذلك مشهور حسن؛ فإنه بدأ مشواره (التحقيقي) متطفلاً على تخريجات الشيخ الألباني، وقد ألّف بعضهم في ذلك رسالة ((الكشف المشهور عن سرقات مشهور)) وتناول فيها التخريجات والأحكام التي وضعها في كتابه ((القول المبين في أخطاء المصلين)) وبيّن أن جلّها من كلام الشيخ الألباني!!!

ومن أمثلة سرقة بعض النصوص لكبار العلماء ووضع السارق لها في تحقيقاته موهماً أن ذلك كلامه ما فعله مشهور حسن آل سلمان!! فإنه اثناء تحقيقه لكتاب ((إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبيّ)) للشوكاني [طبع الدار الأثرية/1427-ـ2006م] ذكر (ص72) كلاماً له بدأه بقوله: "قلت: وما هذا الأمر إلا امتداد..."، ثُم ذكر في الصفحة التالية (ص73) كلاماً تابعاً لكلامه السابق، ولكن الكلام الأخير ليس له!!

قال مشهور: "فبالله كيف يكون حالُ منْ نشأ في إقليم لا يكاد يُشاهد فيه إلا غالياً في الحُبِّ، مُفرطاً في البغض، ومنْ أين يقع له الإنصاف والاعتدال؟! فنحمد الله على العافية، الذي أوجدنا في زمانٍ قد انمحص فيه الحقّ، واتّضح من الطرفين، وعرفنا مآخذ كلّ واحد من الطائفتين، وتَبصّرنا فَعَذَرْنا، واستغفرنا، وأحببنا باقتصاد، وترحّمنا على البغاة بتأويل سائغ في الجملة، أو بخطأ إن شاء الله مغفور، وقلنا كما علَّمنا الله:  )ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا([الحشر:10]". انتهى كلام مشهور!!!

قلت: وهذا الكلام بحروفه للإمام الذهبي ذكره في ترجمة ((معاوية بن أبي سفيان)) من ((سير أعلام النبلاء)) (3/128). وكنت –بحمد الله- قد استشهدت بهذا الكلام في رسالتي في الماجستير.

ومن ذلك أيضاً ما قاله (سليم الهلالي) في كتابه ((تعريف عام بمنهج السلف الكرام)) (ص31): "إن قضايا التوحيد لا تتجزأ ولا تقبل المساومة؛ لأنها أراكان في فهم العقيدة السلفية السليمة، وفي معنى لا إله إلا الله، فمن آمن بالله...)) الخ كلامه.

وهذا الكلام بحروفه هو للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق من كتابه ((الأصول العلمية للدعوة السلفية)) (ص29)!!!

3- أو أن يأتي (السارق أو اللص) إلى كتاب من تأليف شيخ ما أو كتاب محقق لشيخ ما، فيأخذ ما فيه من خلال إعادة الترتيب أو الصياغة أو الاختصار!! (كما بينت ذلك في سرقة الحلبي لكتاب الأزدي الذي حققه الدكتور باسم الجوابرة).

ومن أمثلة ذلك أيضاً سرقة مشهور حسن لكتاب الدكتور محمد الطوالبة ((منهج الإمام مسلم في صحيحه))!! وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله في مقالة مفردة.

وكذلك سرقة حلبي لكتاب الشيخ طارق عوض الله ((ردع الجاني المتعدّي على الألباني)) الذي طُبع سنة (1410هـ-1989م).

فقام حلبي بالتهام الكتاب وإعادة تقسيمه واختصره وسماه ((كشف المُعلِم بأباطيل كتاب تنبيه المسلم)) أو (دراسات علمية في صحيح مسلم).

ومعظم كتب عليّ حلبي هكذا! فقد أخبرني أحد الإخوة (الذين يعرفونه حق المعرفة) أنه يأت بالكتاب المحقق أو المخرّج فيدخل فيه بعض التعديلات بخطه ثم يضع له (عنواناً) ثم يدفعه للطبع؛ وأقسم لي أن عنده صورة من هذه الكتب وعليها إدخالات حلبي بخطه!!!

ومن له معرفة بحلبي فإنه يعرف ذلك؛ لأنه لا يستطيع التأليف، وهو منشغل بمطالعة (الصحف والجرائد)!! وقد سمعت من بعض الإخوة أنه مكث في (مكتبة حلبي) ثمانية أشهر ولم يره يفتح كتاباً قط!!!!!!! إلا قراءة الصحف...

وختاماً، أقول لهؤلاء: (القِطارُ) لم يَفتكُم... فاطلبوا العلم، لعلكم تدركوا حلاوته....

وكتب: خالد ابن الحائك.

10/6/2008م.

شاركنا تعليقك