الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

علّة في إسناد حديث لم يتنبه لها ابن عساكر.

علّة في إسناد حديث لم يتنبه لها ابن عساكر.

 

بقلم: أبي صهيب الحايك.

 

قال ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (64/153): "يحيى بن داود بن سيار ابن أبي عتاب البصري. قدم دمشق وحدث بها عن محمد بن مسكين بن نميلة اليمامي. روى عنه أبو علي بن شعيب.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، قال: حدثنا عبدالعزيز الكتاني، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن بشري العطار، قال: حدثنا أبو علي محمد بن هارون بن شعيب، قال: حدثنا يحيى بن داود بن سيار ابن أبي عتاب البصري –بدمشق-، قال: حدثنا محمد بن مسكين بن نميلة اليمامي، قال: حدثنا الفريابي، قال: حدثنا سفيان الثوري، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وليس لعرق ظالم حق)).

أخبرناه عالياً أبو سهل بن سعدويه، قال: أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور، قال: أخبرنا أبو بكر بن المقرىء، قال: أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا موسى بن حيان البصري، قال: حدثنا عبدالوهاب الثقفي، قال: حدثنا أيوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحيا أرضاً ميتة فهي له وليس لعرق ظالم حق)). انتهى.

قلت: ظاهر تصرف ابن عساكر أنه عضد الرواية الأولى بالثانية، فيكون أيوب السختياني تابع سفيان الثوري في هذا الحديث! وليس كذلك؛ فإن الرواية الأولى عن سفيان فيها علة، وهي تسمية الصحابي ((سعيد بن زيد)).

والمحفوظ في رواية سفيان أنه لم يسم الصحابي. وقد رواه الدارقطني في ((العلل)) (4/415) قال: حدثنا الأصطخري، قال: حدثنا الدقيقي، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: حدثني من لا أتهم: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحيا أرضاً ميتة فهي له، وليس لعرق ظالم حق)).

قال الدارقطني: "رواه الثوري عن هشام عن أبيه قال: حدثني من لا أتهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتابعه جرير بن عبدالحميد. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك بن أنس وعبدالله بن إدريس ويحيى بن سعيد الأموي عن هشام عن أبيه مرسلاً... والمرسل عن عروة أصح".

قلت: وقد أعلّ الدارقطني حديث عبدالوهاب الثقفي؛ لأنه يرويه متصلاً بذكر ((سعيد بن زيد))، وغيره يرويه مرسلاً دون ذكره. وعبدالوهاب ثقة ولكن في حفظه شيء، وكان قد اختلط بأخرة.

والمحفوظ من حديث سفيان عدم تسمية الصحابي وأنه جاء في روايته: ((حدثني من لا أتهم))، فوهم بعض الرواة فسماه كما هو مسمى في رواية عبدالوهاب، فأخطأ!

شاركنا تعليقك