الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

تكنية الراوي لشيخه بسبب صغر سنّه مما يؤدي إلى وقوع بعض أهل العلم في الخطأ!

تكنية الراوي لشيخه بسبب صغر سنّه مما يؤدي إلى وقوع بعض أهل العلم في الخطأ!

 

بقلم: أبي صهيب الحايك.

 

روى أبو داود في ((السنن)) (4/3) من طريق أبي داود وأبي عامر. وابن ماجة في ((السنن)) (2/1139)، والترمذي في ((الجامع)) (4/382) من طريق يونس بن محمد. والحاكم في ((المستدرك)) (4/227) من طريق المعافى بن سليمان وزيد بن الحباب، كلّهم عن فليح بن سليمان، عن أيوب بن عبدالرحمن بن صعصعة الأنصاري، عن يعقوب بن أبي يعقوب، عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية، قالت: ((دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليّ ناقه من مرض...)) الحديث.

قال أبو عيسى الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ! لا نعرفه إلا من حديث فليح. ويُروى عن فليح عن أيوب بن عبدالرحمن... هذا حديثٌ جيدٌ غريبُ!".

وقال الحاكم: "هذا حديثٌ صحيحُ الإسناد، ولم يخرجاه".

قال المباركفوري في ((تحفة الأحوذي)) (6/158): "قال المنذري: في قول الترمذي هذا نظر! فقد رواه غير فليح ذكره الحافظ أبو القاسم الدمشقي".

وقال المزي في ((تحفة الأشراف)) (13/108): "ورواه ابن أبي فديك عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أبيه عن يعقوب بن أبي يعقوب نحوه. فقول أبي عيسى: ((لا نعرفه إلا من حديث فليح))، فيه نظر".

قلت: اعتمد بعض الأئمة على رواية ابن أبي فديك هذه في رد كلام الترمذي أن هذا الحديث لا يعرف إلا من حديث فليح! وقد غفلوا عن أمر خفي في هذا الإسناد الذي عدّوه متابعاً لرواية فليح.

قال ابن أبي حاتم في ((العلل)) (2/271): سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي فديك عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن يعقوب بن أبي يعقوب عن أم المنذر بنت قيس، قالت: ((دخل علَيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليٌّ ناقه من مرض، فأتي بطعام. فقال لعلي: مهلاً، فإنك ناقه، الحديث))؟ فقال أبي: "محمد بن أبى يحيى هو محمد بن فليح، وهذا الحديث معروفٌ من رواية فليح، وكنت أظن أنه محمد بن أبى يحيى الأسلمي أبو إبراهيم بن أبي يحيى، فألقيت على أبى زرعة فلم يرفعه من حديث محمد بن أبي يحيى، وجعل يعجب ويضطرب عليه الامر. وكذلك كان يضطرب عليّ حتى الآن وقفت عليه، هو فليح، ويكنى أبا يحيى".

وقال ابن حجر في ((الإصابة)) (8/311): "قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث فليح. وتُعقب بأنه جاء من طريق ابن أبي فديك عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن أبيه عن يعقوب نحوه. قلت: وفليح بن سليمان الأسلمي كنيته أبو يحيى، وابنه محمد من رجال البخاري، وابن أبي فديك من أقرانه، فلعله حمله عنه، ولم يفصح باسم ابنه لصغره. قال محمد ابن إسحاق: فالتبس بمحمد بن أبي يحيى والد إبراهيم شيخ الشافعي، وليس هو به، بل رجع الخبر إلى فليح كما قال الترمذي".

قلت: فيكون ابن أبي فديك سمعه من محمد بن فليح، فعندما حدث به كنّاه لصغر سنه، فأوهم أنه راوٍ آخر فالتبس على بعض أهل العلم، ولكن رجع الحديث إلى فليح بن سليمان، فصحّ كلام الإمام الترمذي.

شاركنا تعليقك