الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

فيّاض بن غزوان، وفُضيل بن غزوان الضبي، وما يتعلق بترجمتيهما من فوائد.

فيّاض بن غزوان، وفُضيل بن غزوان الضبي، وما يتعلق بترجمتهما من فوائد.

بقلم: أبي صهيب الحايك.

 

فُضيل بن غزوان الضبيّ من مشاهير أهل الكوفة الثقات، وترجمته مشهورة في كتب الرّجال.

وهناك فيّاض بن غزوان الضبي، وهو كوفي - كما ترجم له بعضهم -، وقد حصل خلط لبعض أهل العلم في ترجمته فاشتبه عليهم بفضيل بن غزوان المحدِّث المشهور.

وترجمة فياض بحاجة إلى تحرير:

نقل الذهبي في ((المغني في الضعفاء)) (2/516) أن البخاري ليّنه قليلاً. وقال في ((الميزان)) (5/444): "فياض بن غزوان عن زبيد بن الحارث: ليّنه البخاري قليلاً. قال: يروي عن أنس، ولم يسمع منه".

قلت: لم أجد له ذكراً في تواريخ البخاري التي بين أيدينا! ولا في الضعفاء! وقول البخاري هذا إن ثبت عنه فيكون فياض هذا يرسل.

وقد ذكره ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (7/87) فقال: "فياض بن غزوان الضبي، كوفي. روى عن طلحة بن مصرف وزبيد. روى عنه نعيم بن ميسرة وإسحاق بن سليمان وحكّام –هو ابن سلم الرازي- ومهران –هو ابن أبي عمر الرازي-. سمعت أبي يقول ذلك".

قال أبو محمد ابن أبي حاتم: "وروى عن محمد بن جحادة ومحمد بن طلحة - هو: ابن مصرف - وعبدالله بن زبيد اليامي ومالك بن مغول. روى عنه أبو بدر شجاع بن الوليد وطلحة بن سليمان أخو إسحاق بن سليمان، قرأ عليه القرآن قراءة طلحة بن مصرف".

قال عبدالرحمن: أخبرنا عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سمعت أبي يقول: "الفياض بن غزوان: شيخ ثقة، روى عنه نعيم بن ميسرة".

وهذا الذي نقله ابن أبي حاتم موجود في ((العلل ومعرفة الرجال)) (2/316) قال عبدالله: سمعت أبي يقول: "الفياض بن غزوان هذا شيخ ثقة، روى عنه نعيم بن ميسرة".

· وهم لابن شاهين!

وقد وهم ابن شاهين في نقل هذا النّص!

قال في ((تاريخ أسماء الثقات)) (ص185) قال: حدثنا عبدالله بن سليمان ومكرم قالا: حدثنا عبدالله قال: سمعت أبي يقول: "الفضيل بن غزوان هذا شيخ ثقة، روى عنه نعيم بن ميسرة. وقال ابن عمار: فضيل بن غزوان كنيته أبو محمد: ثقة. روى عنه يحيى بن سعيد".

قلت: جعل هذا النص الذي قاله الإمام أحمد في فضيل بن غزوان، وإنما قال هذا في فياض. فكأنه تصحف عليه.

ومما يدلّ على ذلك أنه ترجم بعد ذلك (ص186): "فياض: كوفي ثقة، يروي عنه مهران الرازي وحكّام".

· الخلاف في كنية فضيل بن غزوان:

نقل ابن شاهين –كما سبق- عن ابن عمار قوله في فضيل بن غزوان، وكنّاه أبا محمد، وكذا كناه الذهبي في ((السير)) (6/203).

وكنّاه ابن حبان أبا الفضل. قال في ((الثقات)) (7/316): "فضيل بن غزوان بن جرير الكوفي، مولى بني ضبة، كنيته أبو الفضل. يروي عن نافع وأبي إسحاق. روى عنه ابنه محمد بن فضيل والكوفيون". وتبعه على ذلك المزي في ((تهذيب الكمال)) (23/301).

قلت: والراجح عندي أن كنيته أبا محمد، ومحمد كان ممن يروي عنه، ولعل له كنية أخرى، وهي التي ذكرها ابن حبان، فالله أعلم.

· فياض مقرئ مشهور:

وفياض بن غزوان ذكره ابن حبان في ((الثقات)) (7/326) فقال: "فياض بن غزوان، يروي عن طلحة بن مصرف وزبيد اليامي. وقد سمع طلحة من أنس. روى عنه الكوفيون".

والحاصل أن فياض بن غزوان هذا من المقرئين المعروفين.

· تعقّب على الهيثمي:

روى الطبراني في ((المعجم الكبير)) (10/95) برقم (10067) قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن نُبَاتَةَ الرَّازِيُّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُالصَّمَدِ بن عَبْدِالْعَزِيزِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى طَلْحَةَ بن سُلَيْمَانَ أَخِي إِسْحَاقَ بن سُلَيْمَانَ، فَقَالَ لِي طَلْحَةُ قَرَأْتُ عَلَى الْفَيَّاضِ بن غَزْوَانَ، وَقَالَ الْفَيَّاضُ قَرَأْتُ عَلَى طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ الْيَامِيِّ، وَقَالَ طَلْحَةُ قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بن وَثَّابٍ، وَقَرَأَ يَحْيَى بن وَثَّابٍ عَلَى عَلْقَمَةَ بن قَيْسٍ، وَقَرَأَ عَلْقَمَةُ بن قَيْسٍ عَلَى عَبْدِاللَّهِ بن مَسْعُودٍ، وَقَرَأَ عَبْدُاللَّهِ بن مَسْعُودٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} بِالأَلِفِ، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} خَفَضَ.

ورواه ابن حجر في ((تغليق التعليق)) (4/308) من طريق محمد بن خالد الخراز، عن عبدالصمد بن عبدالعزيز المقرئ، به.

قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (6/311): "وعن عبدالله يعني ابن مسعود: أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم {مالك يوم الدين} بالألف، {غير المغضوب عليهم} خفض. رواه الطبراني، وفيه الفياض بن غزوان وهو ضعيف، وجماعة لم أعرفهم".

قلت: هذا إسناد صحيح مسلسل بالقرّاء وهم معروفون، والفياض وثقه الإمام أحمد في دينه وصدقه، وإن كان حديثه قليل، وهذه الرواية ليست في الحديث، وإنما في القراءة، وهو عمدة في ذلك.

قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (4/483): "طلحة بن سليمان أخو إسحاق بن سليمان الرازي، وكان مقرئاً صاحب قرآن، ويعرف بطلحة السمان. روى عن فياض بن غزوان وقرأ عليه القرآن".

قلت: ونعيم بن ميسرة الذي روى عن فياض كان نحويا مقرئاً، وكأنه أخذ القراءة عنه أيضاً، ونعيم قيل أصله من الكوفة سكن الري، وخالف في ذلك ابن معين فقال أصله من الري ونزل الكوفة، وهذا هو الصواب، وعليه فإنني أميل إلى أن فياض بن غزوان هذا من الري أيضاً؛ لأن الرواة عنه أكثرهم من الري، ويحتمل أنه كوفي نزل الري، فالله أعلم.

ومن خلال الرواة عنه الذين ذكرهم أبو حاتم الرازي وابنه يتبيّن لنا أن إسناده فيه نزول، وهذا يدلّ على أنه لم يكن معتنياً بالحديث، وكانت له عناية بالقرآن.

فعبدالله بن زبيد ومالك بن مغول كلاهما يروي عن طلحة بن مصرف، وهو - أي فياض - يروي عن طلحة وعن عبدالله بن زبيد وعن مالك بن مغول.

وفياض هذا يروي عن طلحة بن مصرف وعن محمد بن جحادة الكوفي، ومحمد بن جحادة يروي عن طلحة بن مصرف أيضاً.

وكذلك فإن أبا بدر شجاع بن الوليد يروي عن عبدالله بن زبيد، وفياض يروي عن عبدالله، وأبو بدر يروي عن فياض.

· وهم!

قال ابن حجر في ((اللسان)) (4/455): "وهذا الشيخ كوفي. قال ابن أبي حاتم: أخذ القراءة عن طلحة بن مصرف، وأخذها عنه طلحة بن سليمان الرازي. وروى عنه الحديث: ابن المبارك وعمر بن شقيق –البصري وكانت تجارته إلى الريّ- وغير واحد. قال عبدالله بن أحمد عن أبيه: ثقة، حكاه ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات".

وقال ابن الجزري في ((غاية النهاية)) (2/13): "فيّاض بن غزوان الضبي الكوفي، مقرئ موثّق، أخذ القراءة عرضاً عن طلحة بن مصرف، وسمع من زبيد اليامي. قال الداني: ويروي عنه حرف شواذ من اختياره تضاف إليه، روى الحروف عنه طلحة بن سليمان السمان وقرأ عليه القرآن بحروف طلحة بن مصرف، وروى عنه عبدالله بن المبارك وعمر بن شعبان (كذا! والصواب: بن شقيق) ونعيم بن ميسرة، وقال أحمد ابن حنبل فيه: شيخ ثقة، وذكره عبدالرحمن بن أبي حاتم في كتابه وقال: روى عنه طلحة بن سليمان، وقرأ عليه القرآن بقراءة طلحة بن مصرف".

قلت: قول ابن حجر وابن الجزري: إن ابن المبارك روى عن فياض بن غزوان! فيه نظر! فإن الذي روى عنه ابن المبارك هو فضيل بن غزوان كما قال أهل العلم. بل إن ابن المبارك يروي عن نعيم بن ميسرة، ونعيم يروي عن فياض بن غزوان، ويشبه أن تكون طبقة فياض أقدم من طبقة فضيل، والله أعلم.

والحاصل أن فياض بن غزوان هذا مقرئ وكأن روايته قليلة، وأكثر ما كانوا يأخذون عنه القرآن، وفضيل بن غزوان الضبي الكوفي محدّث مشهور.

قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (7/74): "فُضيل بن غزوان مولى بني ضبة، كوفي. روى عن أبي إسحاق الهمداني ونافع. روى عنه الثوري ويحيى بن سعيد القطان وابن المبارك وإسحاق الأزرق وابنه محمد بن فصيل. سمعت أبي يقول ذلك". قال عبدالرحمن: أخبرنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال: قلت لأبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل: محمد بن فضيل؟ قال: كان يتشيع. قلت: فأبوه؟ قال: أبوه ثقة. قال عبدالرحمن: أخبرنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إليّ قال: حدثنا عثمان بن سعيد قال: قلت ليحيى بن معين: فضيل بن غزوان؟ فقال: "ثقة".

قلت: هو صدوقٌ، وكان يخطئ.

قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (9/285): سمعت أبي يقول: يزيد بن كيسان: يكتب حديثه، ومحله الستر، صالح الحديث. قلت له: يحتج بحديثه؟ قال: "لا، هو من بابة فضيل بن غزوان وذويه بعض ما يأتي به صحيح وبعض لا".

· حديث الفياض بن غزوان:

· استشهاد الألباني بحديثه، والرد عليه:

1- أخرج ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (ص300) من طريق مخلد بن يزيد، عن جعفر بن بُرقان، عن فياض، عن عبدالله بن زبيد، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصابه هم أو حزن فليدع بهذه الكلمات يقول: اللهم أنا عبدك...)).

وهذا الحديث عدّه الشيخ الألباني شاهداً لحديث ابن مسعود في الدعاء الذي رواه أبو سلمة الجهني: ((اللهم إني عبدك وابن عبدك...)) الحديث. وحسّن الحديث هو والشيخ شعيب.

قال الألباني في ((صحيحته)) (199) (ص386) بعد أن ذكر حديث ابن مسعود: "وللحديث شاهد من حديث فياض عن عبدالله بن زبيد عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال... أخرجه ابن السني (343) بسند صحيح إلى فياض، وهو ابن غزوان الضبي الكوفي؛ قال أحمد: ((ثقة)). وشيخه عبدالله بن زبيد هو ابن الحارث اليامي الكوفي؛ قال ابن أبي حاتم عن أبيه: ((روى عنه الكوفيون))، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. قلت: فهو مستور، ومثله يستشهد بحديثه إن شاء الله تعالى" انتهى.

قلت: أظهر الشيخ الألباني من إسناده فياض وابن زبيد وصحح الإسناد إلى فياض، ولعل العلة فيه في الراوي عن فياض، وهو جعفر بن بُرقان الجزري! وهو وإن كان ثقة عند أهل العلم إلا أن بعضهم تكلّم فيه بكلام شديد بحيث لا يحتج بما تفرد به.

قال ابن سعد: "كان ثقة صدوقاً، له رواية وفقه وفتوى في دهره، وكان كثير الخطأ في حديثه". وسُئِل ابن خزيمة عن أبي بكر الهذلي وجعفر بن برقان؟ فقال: "لا يحتج بواحدٍ منهما إذا انفردا بشيءٍ" (تهذيب الكمال: 5/15).

وهذا الحديث لا يُعرف عند أهل الكوفة، فلعل جعفر بن برقان –وكان من المقرئين- أخذه من فياض عندما نزل الكوفة، فإن سلم الحديث من جعفر، فتكون العهدة فيه على فياض، وهو ليس من أهل الحديث المعروفين، وحديثه نادر جداً، وتوثيق الإمام أحمد له يعني في دينه سيما وهو من أهل القراءات، ولا يعتمد في الحديث إذا تفرد.

وكذلك عبدالله بن زبيد شيخه، ولا يُعرف له سماع من أبي موسى الأشعري! وأين أصحاب أبي موسى من هذا الحديث؟! والأشبه أنه مرسل.

2- روى الحارث بن أبي أسامة في ((مسنده)) (كما في زوائد الهيثمي: ص251، باب في عُمّار المساجد) قال: حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن فياض بن غزوان، عن محمد بن عطية، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ربنا ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عُمَّار المساجد)).

قلت: هذا حديث منكرٌ! تفرد به محمد بن عطية عن أنس! ومحمد بن عطية بن سعد العوفي الكوفي، قال البخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/198): "عنده عجائب".

وقال ابن حبان في ((المجروحين)) (2/273): "منكر الحديث جداً مشتبه الأمر لا يوجد الاتضاح في إطلاق الجرح عليه؛ لأنه لا يروي إلا عن أبيه، وأبوه ليس بشيء في الحديث، ولا يروي عنه إلا أسيد بن زيد، وأسيد يسرق الحديث، فلا يتهيأ إطلاق القدح على من يكون بين ضعيفين".

قلت: في الحديث السابق أن فياض بن غزوان روى عنه، وهو روى عن أنس، فتعيّن أن يطلق القدح فيه، وهذا الحديث من العجائب التي عنده كما أشار الإمام البخاري.

3- روى الطبراني في ((المعجم الكبير)) و((المعجم الأوسط)) (7/145) و((الصغير)) (2/122) عن مُحَمَّد بن نُوح بن حرب العسكري، قال: ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن إِسْحَاقَ الْقَطَّانُ الرَّازِيُّ، قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَخِيهِ طَلْحَةَ بن سُلَيْمَانَ، عَنِ الْفيَّاض بن غَزْوَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بن الْخَطَّابِ بِمُعَاذِ بن جَبَلٍ، وَهُوَ قَاعِدٌ عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي، فَقَالَ: يَا مُعَاذُ، مَا أَبْكَاكَ؟ لَعَلَّكَ ذَكَرْتَ أَخَاكَ، إِنْ ذَكَرْتَهُ إِنَّهُ لِذَلِكَ أَهْلٌ، قَالَ: لا، وَلَكِنْ أَبْكَاني بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فِي مَجْلِسِي هَذَا، أَوْ فِي مَكَانِي هَذَا، يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَسِيرُ الرِّيَاءِ شِرْكٌ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ الأَبْرِيَاءَ الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةٍ)).

قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زُبَيْدٍ إِلا الْفَيَّاضُ بن غَزْوَانَ، وَلا عَنِ الْفَيَّاضِ إِلا طَلْحَةُ بن سُلَيْمَانَ، تَفَرَّدَ بِهِ: إِسْحَاقُ بن سُلَيْمَانَ".

قلت: هذا حديثٌ منكرٌ! ولا يصح عن مجاهد، ورواية زبيد اليامي عن مجاهد صحيحة، ولكن هذه لا تصح إليه، والحديث فيه تفرد في أربع طبقات، ولا يحتمل مجاهد هذا. والعلة قد تكون من فياض، والأولى أن تجعل على من هو دونه في الإسناد.

وللحديث عدة شواهد كلها لا تصح، وليس هذا مكان تفصيلها، والله أعلم.

وكتب خالد الحايك.

ربيع ثاني 1429هـ.

شاركنا تعليقك